الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«داعش» يواصل استهداف الإيزيديين

22 أكتوبر 2014 00:51
لافداي موريس - مصطفى سالم * * كاتبان صحفيان زحف مقاتلون من تنظيم «داعش» الإرهابي نحو جبل سنجار واستولوا على قريتين وأغلقوا الطرق بينما طلب مقاتلون من طائفة الإيزيديين حماية جوية. ويقول متطوعون يحمون المنطقة منذ أكثر من شهرين أنهم تراجعوا من قرى في شمال الجبل بعد أن هاجم مسلحو «داعش» المنطقة منتهزين فرصة سوء الأحوال الجوية. وانسحب الإيزيديون إلى مزار مقدس على سفوح الجبل، ولكنهم أكدوا أن المتشددين يحاصرونهم وأن المركبات المصفحة أصبحت على مرمى البصر مع هبوط الليل. وذكر مقاتل إيزيدي يدعى خالد قاسم من داخل مرقد «شرف الدين» المقدس أن ما لديهم من أسلحة وذخيرة محدود، وأن سيارات «داعش» المصفحة يمكن رؤيتها دون منظار مقرب، وأنهم بحاجة إلى دعم. ويمثل تحقيق المتشددين لمكاسب حول جبل سنجار مشكلة أخرى للحملة الدولية ضد «داعش». وكان الرئيس أوباما قد سمح في شهر أغسطس الماضي بشن ضربات جوية في العراق لفك حصار «داعش» لآلاف الايزيديين المحاصرين على الجبال. ولكن الضربات الجوية لم تتمكن وحدها حتى الآن من صد تقدم المتطرفين. وفي محافظة الأنبار في غرب العراق استولى المتشددون السُّنة على أراض وقواعد للجيش وباتت عدة مدن مهمة أخرى في مرمى نيرانهم. والاستيلاء على الأنبار يوفر لـ«داعش» قاعدة انطلاق إلى بغداد والمناطق الشيعية في الجنوب. وقد قتل مسلحو تنظيم «داعش» رجالاً من الإيزيديين واعتقلوا نساءهم واعتبروهن سبايا يحق لهم بيعهن وشراؤهن وانتهاك حقوقهن. ومصير عدد من تقطعت بهم السبل من الإيزيديين ما زال غير واضح. وكان عشرات الآلاف منهم قد نزحوا من المنطقة أثناء هجوم «داعش» في أغسطس ولكن بعضهم ظلوا مقيمين في المناطق النائية من الجبل وفي القرى التي تقع على سفوحه والتي لم يتم الاستيلاء عليها حتى الآن. وذكر مقاتلون «إيزيديون» أن قرية القادسية التي تعرف باسم «دهولا» والتي كانت أولى القرى تعرضاً لهجوم لم يكن فيها إلا نحو 20 أسرة فرت في أول بادرة للهجوم. واضطر المسلحون الإيزيديون للتقهقر إلى قرية اليرموك التي تعرف باسم «بورك» وقد فر منها بالفعل عدد من الأسر قبل انسحابها إلى مرقد «شرف الدين» الذي أصبح معسكر قتال بحكم الأمر الواقع. وكان «داعش» قد زحف على المنطقة من الشمال قبل شهرين وأغلق الطرق التي يمكن أن يفر منها الإيزيديون الذين حوصروا في الجبل وليس معهم إلا القليل من الغذاء والماء. ويؤكد محمد خليل، وهو عضو سابق في البرلمان العراقي ويقاتل حالياً إلى جانب قوة من المتطوعين قوامها ألفا مقاتل في المنطقة منذ أغسطس الماضي، أن مطالباتهم بالحصول على دعم لم تلق آذاناً صاغية. وبدورها أشارت «فيان الدخيل» المشرعة الإيزيدية في بغداد إلى أن الجميع محاصرون من مسلحين ومدنيين ويبلغ عددهم نحو ألفي شخص. وقالت المشرعة إن« داعش» إذا وصل إليهم فسيقتلهم جميعاً. وقال عضو برلماني إيزيدي آخر إن الذين اضطروا للانسحاب من القرى كان معظمهم من المقاتلين وما زال نحو 700 إيزيدي في المنطقة وكثيرون يخيمون في سنجار، وأنه إذا لم تتغير الأوضاع فسنشهد أحداثاً أسوأ مما حدث في شهر أغسطس. وذكر بيان لـ«داعش» نشر على الإنترنت أن الجماعة المتشددة استخدمت قذائف الهاون والصواريخ يوم الاثنين الماضي وقتلت العشرات. وأضاف البيان أن الاشتباكات ما زالت جارية وأن الزحف مستمر وأن الجماعة دمرت مرقد «شرف الدين» وهو الزعم الذي نفاه مقاتلون إيزيديون. وأكد علي قاسم وهو من قرية اليرموك ويبلغ من العمر 26 عاماً أنه ما زال في المرقد مع أكثر من 400 مقاتل متطوع، وأضاف أن القوات الكردية تحاول المساعدة في صد زحف «داعش» بإطلاق نيران المدفعية من موقع في الجبل. ومع هبوط الليل وتقدم سيارات «داعش» المصفحة وصل نحو 30 مقاتلاً كردياً إلى المرقد من معسكرهم لتقديم الدعم حاملين أسلحة أثقل من بنادق الكلاشنكوف العتيقة التي يحملها المتطوعون ولكن المقاتلين مازالوا يخشون أيضاً ألا يصمدوا طويلاً. وقد عبر «فارس بادل»، وهو متطوع إيزيدي يبلغ من العمر 40 عاماً، عن قلقه الشديد بشأن إمكانية الصمود طويلاً ولكنه أكد أنه لا مفر من حماية الأسر على الجبل والتصدي لزحف «داعش». ينشر بترتيب مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©