الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الصناع العجائز» الصينيون يتحدون شركات المحمول العالمية

«الصناع العجائز» الصينيون يتحدون شركات المحمول العالمية
7 أكتوبر 2011 21:53
اشتهرت سوق هواتشانج في مدينة شينزين الصينية، قرب الحدود مع هونج كونج، لعدد من السنوات ببيع أجهزة “آي فون” المقلدة والهواتف المحمولة الرخيصة. وخلافاً لذلك، كانت هواتشانج في الماضي أكبر سوق في العالم للهواتف المحمولة الصينية الصنع. ويبيع التجار في هذه السوق نسخاً مقلدة من العلامات التجارية الكبيرة والموديلات الأخرى المحسنة بمزايا جديدة مثل قوة السماعات وإضافة الكشافات التي يقوم بصناعتها ما يعرف بـ” الصناع العجائز”، الذين يجمعون وينتجون حصة كبيرة من الهواتف المحمولة في العالم، والذين تحدوا حصة “نوكيا” والعلامات التجارية المعروفة الأخرى في الأسواق الناشئة. وسيقوم هؤلاء الصناع بإنتاج نحو 255 مليون وحدة من الهواتف المحمولة هذا العام والتي تشكل خُمس الإنتاج العالمي بزيادة قدرها 11% عن العام السابق. ويُذكر أن معظم هذه الهواتف يتم شحنها لخارج الصين. وتقدر “ميديا تيك” أكبر مورد للرقاقات لشركات صناعة الهواتف الصينية، أن نصف إنتاجها من الرقاقات ينتهي به المطاف في أسواق جنوب شرق آسيا وأفريقيا. ومع ذلك، يعني انتعاش العلامات التجارية الصينية للهواتف النقالة مثل “تي سي أل” و “زي تي إي” و “هواوي”، زيادة المنافسة بالنسبة للصناعيين المحليين، خاصة في ظل تشبع السوق الصينية. ونجد اليوم العديد من المحال أغلقت أبوابها في هذه السوق حيث لم تعد بتلك الزحمة والإقبال الذي كانت عليه حتى قبل عام واحد فقط. ويعود ذلك للتراجع الذي ساد سوق الهواتف المحمولة في العالم ككل. ومنذ بداية العام الحالي هجر ما يقارب ربع “الصناع العجائز” العمل في هذه الصناعة. ومن العوامل الأخرى المهمة ملاحقة الحكومة الصينية لمنتجي الهواتف المقلدة ذلك النوع من الصناعة الذي حقق ازدهاراً كبيراً خلال العام الجاري. ويرى كيفين وانج المحلل لدى مؤسسة “آي سبلاي” المتخصصة في بحوث الصناعات الالكترونية، أن صادرات مثل هذا النوع من الهواتف ستبدأ في التراجع في العام المقبل لتبلغ نحو 150 مليون بحلول العام 2015. وترتب عن هذه الملاحقة نوع من النجاح على صعيد تحسين أحوال العلامات التجارية الصينية الرسمية والكبيرة، وذلك حسب قول سني يان مدير علاقات الاستثمار في شركة “تي سي أل للاتصالات” العاملة في مجال صناعة الهواتف والتي استحوذت على “الكاتيل” لصناعة الهواتف المحمولة في 2004. ويقول “لم تكن لدينا رغبة الدخول في الماضي إلى الصين”. لكن حققت الشركة نمواً مضطرداً منذ دخولها هناك في العام 2010 حيث بلغت مبيعاتها من الهواتف المحمولة في الصين في النصف الأول من العام الحالي نحو 1,1 مليون. وذكر ديفيد كو، المدير المالي لشركة “ميديا تيك”، أن قطاع الهواتف الصيني شهد تحولاً هيكلياً ونوعياً خلال السنوات القليلة الماضية في الوقت الذي أدركت فيه الشركات الصناعية الأهمية المتزايدة للجودة والعلامات التجارية. وتحول عدد من “الصناع العجائز” لصناعة الهواتف الذكية. ويجيء واحد من أكثر الهواتف المحمولة التي من المنتظر أن تحقق رواجاً في الصين، من شركة صغيرة غير مشهورة تسمى “شياوومي”، والتي تعتزم طرح هاتفها الذكي للبيع بنحو 312 دولاراً، وسط طلبات شراء تجاوزت 300,000 طلب. وأضاف ديفيد كو “لا تكمن قيمة (ميديا تيك) في مساعدة الناس على إنتاج هواتف تتراوح قيمتها بين 60 و 70 دولاراً فحسب، بل على مساعدتهم لإنتاج هواتف ذات قيمة عالية بأسرع وقت ممكن”. ويدور جدل واسع حول مقدرة “الصناع العجائز” على ترجمة نجاحهم في مجال الهواتف الذكية، وما إذا كان ركودهم يمثل بالتالي البداية لتراجع مستديم. ويرى سني يان أنه كلما زاد إقبالهم على صناعة الهواتف الذكية، كلما زاد تدهورهم وذلك لارتفاع تكلفة مكونات الهواتف الذكية. ويقول “تكلفة متطلبات البحوث والتطويرات للهواتف العادية ليست بالعالية، لكن تختلف الأمور عندما تتعلق بالهواتف الذكية”. وربما يكون التكيف المهني واحد من العوامل الأساسية التي تصب في مصلحة المصنعين الصينيين، حيث سبق صناع الهواتف المحمولة الصينيون غيرهم في مفهوم وضع شريحتين لإمكانية استقبال شبكتين في هاتف واحد، تلك الميزة التي تبنتها “نوكيا” في هواتفها الجديدة. ويتصف صناع الهواتف المحمولة الصينيين بالمرونة والاستعداد الكبير لتجربة الأفكار والاستخدامات الجديدة. وتثق بولين شين، المحللة لدى “كريديت سويس”، في أن هناك فراغاً خلفه غياب “الصناع العجائز” مما يؤكد إمكانية عودتهم. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©