الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صوت عقلاني مستنير .. كان يكتب برأسه

22 أكتوبر 2014 01:29
أبوظبي (الاتحاد) تحدث عدد من الأدباء البحرينيين والخليجيين، عن سيرة الراحل عبدالله خليفة الفكرية والأدبية، فقدموا شهادات ثمّنت جهوده الشخصية والتراث الثري الذي تركه وراءه لأجيال من القراء والمبدعين. وهنا شهادات هؤلاء في الراحل: قال إبراهيم بوهندي رئيس أسرة الكتاب البحرينيين: يعتبر عبدالله خليفة من القامات الأدبية البحرينية والعربية المهمة التي استطاعت طوال مسيرتها أن تقدم الكثير للساحة الأدبية والفكرية في الوقت الذي بتنا فيه في أمس الحاجة لقراءة مختلفة لتراثنا وتاريخنا الحضاري الذي بقي رهين قراءات أحادية الجانب في الكثير من الأحيان. وعزى الدكتور علوي الهاشمي الشاعر والجامعي البحريني مملكة البحرين والساحة الأدبية العربية في هذا المصاب الجلل المتمثل في كاتب من أهم كتاب الوطن العربي، قدم الكثير للبحرين والخليج والأمة العربية قاطبة، واستطاع أن يكون صوتاً مختلفاً قدم الكثير واختطفه الموت ليترك لوعة في قلوب كل من عرفوه. وقال محمد فاضل عبيدلي الإعلامي والباحث البحريني المقيم بالإمارات: وفاة عبدالله خسارة كبيرة للثقافة والفكر في البحرين والمنطقة العربية، فهو ليس روائياً فقط، وإنما اتجه في سنواته الأخيرة إلى الجدل والفكر وله العديد من المقاربات الفلسفية. إننا خسرنا صوتاً عقلانياً مستنيراً كانت له إسهامات كبيرة في الجدل الفكري والفلسفي خصوصا من خلال مقارباته العقلانية وآرائه المستقبلية، فهو من خلال قراءته للتراث والتاريخ العربي حاول جاهدا أن يصوغ مقاربات فكرية تذهب بعيدا عن منطق الثنائيات. وقال عبدالجليل السعد الباحث في التراث: لم يعرف عبدالله خليفة أنه في مغادرته سيغادرنا روائي وكاتب نادر في تناوله لسيمات كثيرة في إبداع كتابة الرواية، فقد كتب عبدالله الرواية السياسية والرواية التاريخية والرواية الدينية والرواية المحلية في نمط ومزيج واحد لا تستطيع أن تبين خطوط الالتقاء أو التقارب، عدا أن عبدالله كان غزير الإنتاج الأدبي والفكري، وكان غزير المعرفة بالتاريخ العربي والإسلامي مما أهله لتناولهما في أعماله الأدبية. وقال الناقد فهد حسين: لا أعتقد أن الرواية البحرينية كانت مغيبة في اللحظة، بل حاولت أن تجد لها مكاناً في المشهد السردي الخليجي. ورأى الناقد علي الشرقاوي، أن الباحث والكاتب الجاد عبدالله خليفة، في أطروحاته وآرائه وموقفه في بعض القضايا الفكرية والأدبية، خاصة تبدو حادة بالنسبة لمن لا يرى ما يراه، إلا أن الجميع وأنا واحد منهم، أقف مثمناً جهوده الفكرية في الرواية والبحث التاريخي والفلسفي في قضايا التراث الفكري في العهود الإسلامية. أما الإعلامي البحريني حسن مدن فقد كتب على صفحته في فيسبوك معزيا نفسه وأهله وصحبه من الكتاب والباحثين قائلا: غادرنا هذا الصباح عبدالله خليفة أحد أبرز رواد الرواية البحرينية والباحث في قضايا الفكر والتراث العربي الإسلامي منذ ستينيات القرن الماضي. وقال حارب الظاهري الشاعر والقاص الإماراتي: عبدالله خليفة رائد ورمز من رموز الرواية الخليجية والعربية، يمتاز برؤية ثاقبة في الطرح وفكر مستنير مما أكسبه مكانة أدبية أهلته ليقدم للساحة الأدبية في البحرين والوطن العربي الكثير، لقد أدى الرجل دورا كبيرا في خدمة الثقافة والأدب والفكر وساهم في تنميتهم من خلال ما قدمه من مؤلفات تنم عن إطلاع كبير على الحضارة العربية الإسلامية والتراث الإنساني. وقال عبدالعزيز المسلم الكاتب والباحث في التراث: عرفت البحرين الشقيقة بأنها كانت دائما حاضنة ثقافية متميزة من خلال العديد من الأسماء التي قدمت الكثير للأدب والفنون والفكر العربي عامة، ويمثل عبدالله خليفة أحد الأعمدة الثابتة في الثقافة البحرينية المنفتحة والمجتهدة على الدوام، وقدم خليفة للساحة الثقافية قراءات ومقاربات مختلفة أكدت ولا تزال قدرات خارقة تميز بها الرجل في مجاله، ورسخت أقدامه في دنيا الأدب والإبداع وتجاوزته إلى التنظير. وقال يوسف الحمدان الإعلامي والكاتب البحريني: لو كان للصديق الكاتب المبدع عبدالله خليفة اسم آخر لكان الكتابة في أبعد وأقصى تجلياتها، لذا سيظل عبدالله خليفة حياً ما ظلت الكتابة، وما ظلت كتبه، إنه في حالة توحد وتماهي مع الكتابة في همها وحلمها، فهي أقرب أصدقائه، بل هي قلبه وروحه. عبدالله خليفة لم يكن الكاتب فحسب، إنما المفكر في كل ما يكتب لذا هو عصيا على الكتابة ذاتها ووحدها، لأنه يكتب برأسه وينقب في بحور الفكر ليعيد صياغتها وقراءتها برأسه، إنه هدير البحر و ذرى الأمواج التي تضطرم بقوة وعنف كلها احتدمت في رأسه، فكرة حفزت وحرضت الكتابة على تجاوز ضفافها وشطآنها والتمرد عليها. إنه يكتب بألف فكرة، لألف كتاب، فهو المنغمر في بحر تتقاسمه أعماق القراءة الشائكة، ورغبة الرؤية اللحوحة لكتابة بحر آخر يطفو ويتسامق عمقاً وأفقاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©