السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة يوسف تحتفي بالعمارة التراثية الإماراتية

فاطمة يوسف تحتفي بالعمارة التراثية الإماراتية
8 أكتوبر 2011 09:32
تركز الفنانة السورية فاطمة يوسف في أعمال معرضها «رؤى تراثية»، الذي أقامته على مدار الأسبوع الماضي في صالة النادي الثقافي العربي بالشارقة، على العناصر المعمارية التراثية الإماراتية التقليدية. وكل ذلك من خلال أربع عشرة لوحة منفذة بالزيت والإكليريك ضمن النشاط التشكيلي الأسبوعي الذي دأبت على إقامته مؤخرا اللجنة الثقافية والفنية بالنادي الثقافي العربي، وتأتي الأعمال في سياق المشهد الطبيعي المحلّي، حيث تبدو البيئة البدوية حاضرة إلى جوار البيئتين الحضرية والريفية، إلى حدّ أن مفردات هذه العمارة هي التي تمثل التناغم والاتساق في تناظرها وتقابلها، بما يمثله ذلك من مركز توازن للعمل الفني بمفرده مثلما يمنح المعرض سمته العامة. ومن الممكن أن يُضاف إلى ذلك، بهدف خلق التوازن ذاته، التدرجات اللونية للبني وعلاقته بالأزرق والأخضر في إحدى درجاته بهدف خلق جمالية خاصة تسعى الفنانة عبرها جميعا إلى خلق الشرط الفني للعمل من ناحيتيه الجمالية والوظيفية، في سياق مشهد واقعي بامتياز. وفي لقاء مع «الاتحاد»، قالت حول ما يتصل بالتركيز على البيئة الإماراتية ضمن المشهد الطبيعي في أغلب أعمال معرضها، إن «الفنان في الأصل يرى الطبيعة ويتأملها ثم يقوم بجمع عناصرها في عمل فني تعبّر عن أحاسيسه ومشاعره وانطباعاته وموقفه الجمالي تجاه هذه الطبيعة بكل ما تنطوي عليه من عناصر». وأضافت «وبالنسبة لي فقد عشت لعشرة أعوام في «فلج المعلا»، وقد كنت وما زلت ابنة بيئتي التي أراها يوميا وأتعايش معها يوميا أيضا، لذلك كان من الطبيعي أن أترجم علاقتي بها في لوحة، فالفن هو أداتي التعبيرية». وأشارت الفنانة فاطمة يوسف إلى أن عملها الذي يتضمن إقامة ورشات عمل تدريبية في الرسم في أندية الفتيات بالشارقة قد وجدت فيها ملاذا لممارسة الفن بشكل مستمر ما حقق لها فرصة التعبير عن ذاتها من خلال اللوحة التشكيلية، هي التي تعلمت الرسم في مدينتها الأم حلب. ولأن الفن رسالة، بحسب ما أكدت الفنانة، فقد قدمت سابقا العديد من الأعمال الفنية التي قاربت فيها قصائد من عيون الشعر العربي الكلاسيكي، وتقول «وذلك لأن الفن يكون عمره قصيراً ما لم يحمل مضمونا فكريا وقيميا يتوجه به إلى فئات مختلفة من المجتمع». ولذلك أيضا، فهي تقوم الآن بتقديم قصص مصورة للأطفال تعزز من علاقة الطفل بلغته العربية بوصفها لغته الأم، كما أنها تزاول الكتابة المسرحية في السياق نفسه، حيث تقوم بإنجاز عمل مسرحي يتضمن حكاية عن الكتابة وفقا لأصول مبسطة في قواعد الصرف والنحو بما يجسّر من الفجوة بين الطفل ولغته وممارسته اليومية وتعبيره عن نفسه. وعن مشاريعها المقبلة، قالت الفنانة فاطمة يوسف إنها تقوم بإنجاز أعمال فنية، لكنها تنطوي على الرمز الذي يتيح للفنان أن يزيد من المساحات التعبيرية أكثر مثلما يتيح للمتلقي مساحات أوسع للتأويل وقراءة العمل، وبحيث يعزز ذلك من الواقعية ولا ينفيها فيتجاور الشكل والمضمون في إطار جمالي واحد. وأخيرا أكدت الفنانة فاطمة يوسف على أن الفن «ينبغي أن يكون مُوَجَّها ويحمل رسالة إنسانية تمكِّن الفن عموما من تحقيق دوره الفاعل في المجتمع الذي لا يمكن أن يكون إلا إذا استطاع الفنان تخطي حدود الزمان والمكان ومخاطبة جميع فئات المجتمع».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©