شكلت وزارة البيئة والمياه فريق عمل فنياً لدراسة وتقصي مرض “التدهور السريع” لأشجار المانجو، الذي تسبب في تعرض أعداد كبيرة من أشجار المانجو في المنطقة الشرقية من إمارة الشارقة مؤخراً إلى الجفاف والموت نهائياً.
ويؤكد مزارعون أن أعداد الأشجار المتضررة في تزايد مستمر، في الوقت الذي أكد فيه المدير التنفيذي للشؤون الزراعية والحيوانية في وزارة البيئة والمياه سلطان عبدالله علوان أنه “تم تشكيل فريق عمل فني بوزارة البيئة والمياه لدراسة وتقصي الظاهرة”.
وأوضح علوان أن “المرحلة الأولى من العمل تتمثل في إجراء حصر دقيق لعدد الأشجار المصابة وتقويم شدة الإصابة من خلال الزيارات الميدانية للمزارع وتحديد مواقع انتشارها”.
وأضاف: “من المتوقع الانتهاء من هذه الزيارات في نهاية شهر مارس المقبل، كما تم البدء في البرنامج الإرشادي للمزارعين.
ويرأس الفريق المهندسة نورة كرم جلال مدير إدارة المنطقة الشرقية، وعضوية كل من الدكتور صلاح عبدالمنعم من اختصاصيي الوقاية، والدكتور أحمد الشيخ اختصاصي فاكهة بمحطات التجارب بالوزارة والدكتور سامي عبدالرحمن خبير وقاية بإدارة الصحة الحيوانية والنباتية والمهندس علي شمبية رئيس قسم الشؤون الزراعية بالمنطقة الشرقية.
وكانت وزارة البيئة قد عرفت الظاهرة مسبقاً في تصريح لـ”الاتحاد” بأنها “مرض التدهور السريع لأشجار المانجو، وهو مرض فطري ظهر لأول مرة في الدولة بالمنطقة الشرقية عام 2005م، ومنذ تلك الفترة وحتى الآن فإن المرض قد انتشر وغطى مناطق أخرى ومنها البثنة، مسافي، ضدنا، دبا وكلباء”.
وعن مسببات المرض، قالت الوزارة: “مسبب هذا المرض فطر يسمى (Ceratocystis manginecans)، حيث ينمو مايسيليوم الفطر ويتوغل داخلياً في أنسجة اللحاء”.
وتابع المصدر: “يسبب هذا النمو إعاقة لعملية مرور وانتقال الماء والمواد الغذائية من الجذور إلى الأغصان والأفرع وتبدأ أفرع الشجرة في الذبول والموت التدريجي، حيث تموت كل الشجرة نهائياً في فترة 6 أشهر، وقد تساعد حشرات خنافس اللحاء على نقل وانتشار الفطر”.
وبالنسبة لأعراض مرض التدهور السريع، أفادت وزارة البيئة بأنها “تبدأ بظهور إفرازات صمغية بسيطة تتدرج، ويتبع ذلك تغير في لون الأنسجة الداخلية ويتبع ذلك جفاف تدريجي للأوراق ثم للأغصان وتموت الشجرة المصابة في خلال فترة 6 أشهر”.
خطة مكافحة
أعدت الوزارة خطة مكافحة مرض التدهور السريع لأشجار المانجو، حيث تم إصدار إرشادات وقائية لمنع انتشار المرض، وتم توزيعها على المزارعين للعمل بموجبها وتشمل منع وحظر انتقال شتلات المانجو أو أجزاء منها “أقلام التطعيم” من المنطقة التي توجد فيها الإصابة إلى أي مكان آخر.
كما تشمل حظر نقل أخشاب التقليم أو الأشجار الميتة المصابة لأي مكان آخر وتحرق في مكانها أو مكان آخر مخصص للحرق داخل المزرعة نفسها، مع التأكد من اقتلاع الجذور المصابة من التربة وحرقها أيضاً.
وتضمنت الإجراءات تعقيم أدوات التقليم والمعدات التي تستخدم في المزرعة بالكلورين “هيبوكلوريت الصوديوم”، وعدم زراعة شتلات المانجو في أماكن الأشجار المصابة، عدم استخدام تربة المزرعة المصابة في إنتاج الشتلات، وعدم أخذ أقلام للتطعيم من أمهات مصابة.
الإجراءات العلاجية
تتمثل الإجراءات العلاجية للمرض في تقليم الأفرع الجافة وحرقها ويتم القطع تحت منطقة الجفاف بحوالي من 10 إلى 15 سم من الجزء الغض، وعمل حلقات مزدوجة حول الأشجار لتفادى وصول ماء الري إلى جزع الشجرة، بالإضافة إلى رش الأشجار بمبيد فطري مناسب، وذلك حسب توصيات الوزارة.
كما حرصت توصيات الوزارة على أن يكون الرش في الصباح الباكر أو بين العصر والمغرب لتجنب حرارة الجو المرتفعة، كما يجب أن يكون الرش بعد جمع المحصول وبعد التقليم مباشرة ومرة أخرى عند الإزهار ومرة ثالثة بعد العقد، كما يجب الرش بالمبيد الحشري المناسب حسب توصيات الوزارة لمكافحة خنافس اللحاء والتربس وذبابة أوراق المانجو، وذلك بعد عقد الثمار.
كما شددت الوزارة على الحرص على المعاملة الأرضية بالمبيد الفطري المناسب، والرعاية الجيدة للأشجار من حيث التسميد لزيادة قوة الشجرة على المقاومة.
عدد اليوم
