صلاح العربي (عجمان) ـ افتتح مركز عجمان لتأهيل المعاقين قسماً خاصاً بالعلاج الوظيفي يشمل غرفة مجهزة اسمها الغرفة البيضاء تستخدمها الأخصائية في علاج الأطفال المعاقين الذين لديهم نشاط زائد، إضافة إلى الأطفال المعاقين الذين يعانون من الخمول والكسل.
وأكدت موزة النعيمي مديرة مركز عجمان لتأهيل المعاقين أن القسم الجديد مجهز بحيث يتم رفع النشاط أو تخفيضه لدى الطفل المعاق من خلال الأضواء والروائح عن طريق زيادتها أو خفضها ومن خلال الصوت والصورة يكتسب الطفل المعاق مهارات جديدة، مشيرة إلى أنها من أحدث العلاجات في الدولة .
وقالت موزة النعيمي إن المركز يسعى لدمج 101 معاق من مختلف الفئات الذهنية والجسدية في المجتمع من خلال إكسابهم خبرات حياتية جديدة وتعليمهم العديد من المهارات التي توفر لهم فرص عمل في المستقبل، مشيرة إلى أن المركز يتكون من قسم خاص بالصم والبكم وثاني للعلاج الطبيعي وثالث خاص بالنطق ورابع لمتلازمة داون أو الإعاقات الذهنية وقسم الإعاقات المتعددة، إضافة إلى القسم المستحدث للعلاج الوظيفي، موضحة أن المركز به كادر طبي عبارة عن طبيبة مع ممرضة إضافة إلى معلمات الفصول ومعلمات الأنشطة والخدمات المساندة.
وأوضحت أنها بصفتها مديرة للمركز قامت هذا الأسبوع بتوقيع اتفاق تعاون مع اسطبلات الشيخ عمار النعيمي من أجل تزويد المركز للسنة الثالثة على التوالي بخيول لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع حتى يتدرب عليها الأطفال المعاقين جسدياً وتساعدهم في العلاج، مشيرة إلى أن علاج الإعاقات الجسدية بركوب الخيل معروف في دول أوروبا ولكنه جديد على الدول العربية، حيث إن حركة الخيل هي الحركة الوحيدة التي تحرك فقرات الظهر الأخيرة مما يساعد المعاق على المشي الطبيعي.
وأوضحت أنه سيتم البدء في تنفيذ برنامج العلاج للمعاقين بركوب الخيل بداية من الشهر المقبل، من خلال الاتفاق الذي تم توقيعه، مشيدة بدعم سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي للمركز.
وأشارت إلى أن المركز يخدم ثلاث إمارات هي عجمان والشارقة وأم القيوين وبه 101 معاق، منهم 37 معاقاً من الشارقة و50 معاقاً من عجمان و14 معاقاً من أم القيوين حيث يقدم لهم خدمات الرعاية الشاملة مثل مهارات التعامل مع الغير وتعليمهم مهارات القراءة والكتابة حسب قدرات المعاق العقلية، أما الصم والبكم فيدرسون منهج التربية والتعليم حيث إن المركز به اثنان من المعاقين الصم والبكم، مشيرة إلى أن المركز يستقبل المعاقين من مختلف أنواع الإعاقات الجسدية والذهنية من سن أربع سنوات وحتى يصل المعاق إلى المرحلة التأهيلية ثم يحاول المركز أن يجد لهم وظيفة ليعتمدوا على أنفسهم.
وأوضحت أن المركز لديه ورش خاصة بالتدريب، حيث تم تعليم البنات من خلال ورشة إعادة تدوير المنتجات المختلفة، مشيرة إلى أن فكرة الورشة اعتمدت على تدريب الطالبات فئة الإعاقة الذهنية والسمعية، بغية تطويرهن مهنياً وحرفياً، من خلال الاستفادة من الخامات المهملة، وتحويلها إلى منتجات ذات جودة ومتانة، وأن هناك العديد من الخامات التي قد تكون مثالية في إعادة التدوير، منها الزجاج والورق والمعادن والإلكترونيات والبلاستيك والقماش، وبالفعل تم التعاطي مع الكثير من الخامات وتقديمها بشكل مبتكر وجذاب ومفيد في الوقت ذاته.
وبينت أنه يتم تعليم المعاقين صناعة السجاد والإكسسوارات من المجلات الورقية والبوسترات والمخلفات البلاستيكية، موضحة أن الورشة الثانية خاصة بالأولاد حيث يتم تعليمهم الطباعة والزراعة.
وأكدت موزة النعيمي أنه من خلال هذه المشاريع التنموية تحقق هدفين، الأول الاستدامة البيئية من خلال استثمار النفايات والمواد المراد التخلص منها في صناعة سلة ومنتجات ذات فائدة وأهمية للأفراد، إضافة إلى إيجاد ثقافة التوعية بأهمية التدوير كحل مثالي في الترشيد في استهلاك الخامات، والثاني إبراز دور فئة الإعاقة الذهنية في تحقيق التنمية المستدامة لوطنهم، وفتح فرص العمل والإنتاج لهم.
وأشارت إلى أنها تسعى نحو تطوير أنظمة التأهيل المهني المتبعة في المراكز واستحداث أعمال ومهن جديدة يتدرب عليها الطلبة ذوي الإعاقة، وبحثاً عن الأعمال المناسبة لذوي الإعاقة الذهنية، وسعياً لتوظيف قدراتهم وتنميتها وفق أسس مهنية دقيقة، وذلك رغبة في دمجهم في شتى نواحي الحياة الاجتماعية والتربوية والاقتصادية، وتحويلهم إلى فئات منتجة تستطيع أن تحقق ذاتها ودورها في المجتمع أسوة بغيرها من الأسوياء.
عدد اليوم
