تطرح كلية الطب بجامعة الإمارات، للمرة الأولى على مستوى الدولة، 3 برامج زمالة للأطباء المتخصصين، بحسب الدكتور محمد يوسف حسن بني ياس نائب مدير الجامعة المشارك للعلوم الطبية، عميد كلية الطب والعلوم الصحية، الذي أشار إلى أن الكلية تعتزم تخريج الدفعة الأولى من الدارسين في برنامج الصيدلة الإكلينيكية لخريجي كلية الصيدلة، والبالغ عددهم 12 طبيباً العام المقبل، لافتاً إلى وضع 11 تخصصاً جديداً للأطباء الخريجين.
ويستمر برنامج الزمالة مدة ما بين عام وثلاثة أعوام يحصل بعدها الطبيب على درجة الزمالة “التخصص الدقيق”، وذلك بعد أن يكون أكمل قبل ذلك برنامج التخصص الذي يستمر لمدة 5 سنوات، ليصبح بعدها استشارياً وفق الكادر الوظيفي للأطباء.
وقال الدكتور بني ياس إن الكلية بصدد اعتماد الزمالة لطرحها العام المقبل، والتي يشترط لقبول الطبيب فيها أن يكون قد أكمل بعد تخرجه برنامج التخصص ومدته بين 4 و6 سنوات، ثم يبدأ في برنامج التخصص الدقيق “الزمالة”، ومدته ما بين سنة وثلاث سنوات ليؤهل للحصول على درجة استشاري، الأمر الذي يسهم في تحسين رواتب العاملين في المجال الطبي، ويحقق رؤية أبوظبي 2030، واستراتيجية هيئة الصحة في أبوظبي المتعلقة بتدريب الأطباء، وزيادة نسبة التوطين في المجال الطبي والتي تبلغ نسبتها في الوقت الحالي 8%.
زمالة العناية المركزة والجراحة
ولفت عميد كلية الطب إلى أن منهج الدراسة للتخصصات الدقيقة “الزمالة” محدد، وأن مستشفيات شركة أبوظبي للخدمات الصحية، مؤهلة بشكل كبير لتوفير الجانب العملي للأطباء، مشيراً إلى أن الطبيب الأخصائي لديه خياران ليصل إلى مرحلة الاستشاري، إما من خلال الخبرة لمدة 8 سنوات أو الدخول في برنامج الزمالة خارج الدولة أو البرامج التي ستطرح داخل الدولة والتي ستبدأ العام المقبل، بالتعاون مع مستشفيات “صحة”، وهيئة الصحة في أبوظبي.
وأوضح أن الأطباء في برنامج الزمالة مطالبون بعدد معين من العمليات تحت إشراف فريق طبي معتمد، وإجراء عدد معين من البحوث وفق المعايير العالمية، خاصة الأميركية في هذا المجال، لافتاً إلى أن شهادة الزمالة سيتم منحها واعتمادها من قبل جامعة الإمارات ومستشفيات توام، والعين، والمفرق، وخليفة، وهيئة الصحة في أبوظبي، حيث يعتبر البرنامج جهداً مشتركاً لكل هذه الأطراف التي تعمل بشكل منسجم لتطوير البرامج الطبية والنهوض بالتعليم الطبي المستمر.
وأشار إلى أن برنامج الزمالة سيتضمن العناية المركزة، وبعض تخصصات الجراحة، حيث إن أخصائي طب الباطنية يتخصص بشكل دقيق في العناية المركزة، ويحصل على درجة الزمالة في العناية المركزة، وأخصائي الجراحة يتخصص بشكل دقيق في أحد أفرع الجراحة.
11 تخصصاً طبياً
وطرحت كلية الطب 11 تخصصاً للأطباء الخريجين والتي تستوعب نحو 300 طبيب، تتضمن الجراحة العامة، والباطنة، وطب الأطفال، والنساء والولادة، والطب النفسي، والأمراض الجلدية، والعيون، والطوارئ، والأمراض الداخلية العامة، وطب الأسرة، والتي وضعت وفق مجلس اعتماد التخصصات الطبية العليا في الولايات المتحدة.
وأكد بني ياس أن التخصصات المطروحة تغطي جوانب مهمة من التخصصات المطلوبة في المستشفيات، بالإضافة لوجود كوادر طبية عالية الكفاءة من مختلف دول العالم في مستشفيات شركة أبوظبي للخدمات الصحية، لافتاً إلى أن البرامج التخصصية ستقام في أربعة مستشفيات، هي خليفة، والمفرق، وتوام، والعين.
ولفت إلى أن هيئة الصحة في أبوظبي تضع القواعد والمعايير لتدريب الأطباء لتكون لها صلة بالممارسات الطبية المتبعة وفق أعلى أنواع الجودة بما تتوافق مع الممارسات العالمية، فيما تلعب شركة أبوظبي للخدمات الصحية دوراً فعالاً في العمل الفعلي في التدريب الذي يكون في مستشفياتها، أما كلية الطب فهي التي تضع المناهج، ومعايير القبول وامتحان القبول والتخرج، لافتاً إلى أن الأطباء يتدربون وفق معايير البورد الأميركي ويحصلون على البورد العربي في الوقت الحالي.
وتفتح كلية الطب المجال للمواطنين والوافدين للالتحاق بالتخصصات المطروحة مجاناً، شريطة أن يجتاز المتقدم برنامج القبول، لأن عدد المقاعد المخصصة للأطباء الوافدين محدودة، الأمر الذي يرفع من مستوى المنافسة.
وأوضح عميد كلية الطب أن الكادر الوظيفي للأطباء المواطنين لا يزال غير مشجع مقارنة مع الدول المتقدمة، لافتاً إلى أن برامج الزمالة والتخصصات الطبية تسهم بشكل مباشر في ترقية ورفع الكادر الوظيفي للأطباء المواطنين وتحسين رواتبهم.
ورحب الدكتور بني ياس بانضمام الكوادر الطبية من الإمارات الأخرى في البرنامج، لافتاً إلى التعاون مع وزارة الصحة لضم مستشفيات في تلك الإمارات، لتوفير التدريب العملي للأطباء.
تخريج 12 صيدلانياً
طرحت كلية الطب والعلوم الصحية تخصص الصيدلة السريرية بدرجة دكتور صيدلي لمدة سنتين، للحاصلين على بكالوريوس الصيدلة، وذلك في إطار التوسع في برامج الدراسات العليا باعتماد تخصصات جديدة، وذلك بهدف سد الثغرات في المستشفيات في مجال الصيدلة السريرية وتقديم خدمات علاجية ومنع حدوث المضاعفات الدوائية وخدمة المريض، ويعتبر من التخصصات الجديدة والحديثة تحت مسمى صيدلة سريرية.
وتخرج كلية الطب بجامعة الإمارات في شهر أغسطس من العام المقبل 12 صيدلانياً متخصصاً ضمن الدفعة الأولى من برنامج الصيدلة السريرية، فيما قبلت العام الجاري نحو 11 صيدلانياً للدراسة ضمن التخصص.
وأوضح الدكتور بني ياس أن الصيادلة تلقوا تدريبات مباشرة في المستشفيات وفق المعايير الحديث ليكون للصيدلي دوره الفعال في الجانب السريري “الإكلينيكي”، ويسهم مع الطبيب في كتابة الأدوية ومتابعة المرض، مشيراً إلى أن البرنامج مدته عامان للحاصلين على بكالوريوس الصيدلة وتبلغ رسومه 50 ألف درهم، حيث يتطلب البرنامج دراسة مواد تتعلق بتشخيص الأمراض وفحص المريض في العام الأول، أما خلال العام الثاني فيخضع الصيدلي لبرنامج مكثف للمرور بـ 10 أقسام مختلفة، أي مدة شهر في كل قسم.
وأشار الدكتور بني ياس إلى أن الكلية زادت نسبة القبول 150%، لافتاً إلى أن عدد الطلاب كان في السابق 40 دارساً، وصل خلال العام الدراسي السابق إلى 110 طلاب، وهو ما تم التخطيط له، بعد توسيع القاعات والمختبرات، وتوقيع اتفاقيات مشتركة مع مختلف الجهات.
عدد اليوم
