الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المنصف المزغني يقرأ العلاقة بين الشاعر وجمهوره

المنصف المزغني يقرأ العلاقة بين الشاعر وجمهوره
25 سبتمبر 2012
سلمان كاصد (أبوظبي)- استضاف مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام مساء أمس الأول في مقره بأبوظبي الشاعر التونسي المنصف المزغني في محاضرة بعنوان “تساؤلات حول الشعر وجمهوره”، حضرها حبيب الصايغ المدير العام لمركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، وشهد المحاضرة جمهور من الأدباء والكتّاب والمهتمين بالشأن الشعري. وفي تقديمه للمنصف المزغني قال الشاعر الفلسطيني عبدالله أبوبكر “إن المنصف المزغني مبدع يمتلك نمطا شعريا ساخرا من كل ما هو لا إنساني، وهويصنع قصيدته بشكل متفرد، وله خصائصه الروحية في بناء نصه الشعري”. وأضاف أبوبكر “إن المنصف المزغني مدير بيت الشعر في تونس منذ عام 1997 أسهم بشكل كبير في تشكيل خارطته الشعرية العربية، وله مساهمة جديدة في تأسيس منتدى بيت القصيد، وفي هذه المحاضرة سيقدم قراءة للعلاقة الإشكالية بين الشاعر أو الشعر وجمهوره، لما في هذه الثنائية من تباعد وتقارب من الضروري الكشف عنها ومعرفة أسباب خللها وبنائها الذي لم يكن مستقراً طوال عصور الشعر العربي”. كما تحدث عبدالله أبوبكر عن إسهامات المنصف المزغني الشعرية عبر ما طرحه في تجربته الطويلة. واستهل المنصف المزغني المحاضرة فأعلن عن عدم امتلاكه الموهبة بالخطابة المباشرة وفضل أن يقرأ نصه المكتوب عن علاقة الشاعر بالجمهور وحاول أن يقدم تشخيصاً موضوعياً “لا شعرياً” للوحة الواقعية التي يشعر بها الشاعر في علاقته بالجمهور. وتحدث المزغني عن الشاعر المتعلم وغربة الشاعر الفصيح مع جمهوره ويقصد بالجمهور المتلقي عبر الأساليب المتعددة وهي “القراءة والسماع”. وتناول المزغني نوعين من العلاقة قائمين بين الشاعر الشعبي والشاعر الفصيح والجمهور، وأكد أن الشاعر الشعبي لا يعرف ما معنى هجر الجمهور كون تلك العلاقة قائمة على الفرجة والعرض. وعدّ المزغني الشاعر الفصيح يمتلك امتداداً واسعاً في رقعة الجمهور من خلال اللغة العربية الفصحى، بينما يمتلك الشاعر الشعبي الجمهور الشعبي الخاص بمحليته واستشهد بالشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي الذي عدّه استثناء شاعراً شعبياًً عربياً، ومساهمته في تتبع سيرة بني هلال كونها سيرة شعبية عربية، ولم يتطرق المزغني إلى المساهمة الأوسع للشاعر مظفر النواب الذي مازج بين الفصحى والشعبي في الكتابة الشعرية من جهة وربما يعد الأكثر انتشاراً كونه اعتمد خطاباً سياسياً في مكونه الشعري وهذا ما جعله يحظى بامتداد واسع. تطرق المزغني إلى نوعين آخرين من الشعراء وهما شاعر التفعيلة وشاعر قصيدة النثر وأكد أنهما يعانيان من انعدام التواصل مع الجمهور، وأشار إلى ظاهرة شعر التفعيلة “الشعر الحر” وانطلاقها في عام 1948 مع قيام دولة إسرائيل كما يرى البعض بوصفها خلخلة للمتوارث الشعري العربي، وأكد أن شاعر قصيدة النثر جاء فوجد أسئلة احتجاجية أمامه، وأشار إلى أن التجديد الشعري باب لم يغلق بعد، وأن الجمهور يسأل الشاعر لماذا تكتب ما لا يفهم فيجيب الشاعر: لماذا لا تفهم ما يُكتب، ويبدو أن المزغني يفترض ترافعاً بين الشاعر وجمهوره في الفهم حيث يرتفع كل منهما إلى مستوى الآخر في التواصل والكشف. وتحدث المزغني عن دور الصحافة في توصيف العلاقة بين الشاعر وجمهوره وهناك شعراء يحيون الجمهور فرداً فرداً لقلة عدد الحاضرين كون القاعة قد امتلأت بالمقاعد الفارغة، واستشهد بحكاية الشاعر الذي هرب جمهوره منه وخلت القاعة منهم إلا واحداً ظنه معجباً فتبين أنه الشاعر الذي سيليه في القراءة وفي قراءة تأويلية ثانية له يقول المزغني “ربما هو البواب الذي عليه أن يغلق القاعة خلف الشاعر”. واعتبر المزغني الجمهور إطاراً يمكن أن تدربه الثقافة الشعرية وتعوده على استقبال الأداة الشعرية، وأكد أن الأماسي أصبحت رتيبة إلا من كونها مكابرة وإصراراً على الخطأ. واعتبر أن الشاعر في الألفية الثالثة والجمهور بات مسروقاً من أساليب الإلهاء الحديثة، وافترض في سؤال عن الحل؟ أنه آن الأوان إلى أن يتجه الشاعر الحديث للأدوات الحديثة وهي وسائل الاتصال وفنون الفرجة لاستقطاب الجمهور. واستشهد المزغني بما كان يفعله الأعشى “الجاهلي” من استخدام الصنج أثناء الإلقاء واقتران الشعر اليوناني بالمسرح والشعر العربي بالغناء بوصفها أساليب تقرب الشعر من جمهوره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©