الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة الانتخاب أم انتخاب الثقافة؟

ثقافة الانتخاب أم انتخاب الثقافة؟
30 سبتمبر 2015 22:09
باغت «الاتحاد الثقافي» المرشحين لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، بسؤال بسيط: لماذا تغيب الثقافة عن برامجكم وحملاتكم الانتخابية؟ بطبيعة الحال، كان مبعث هذا السؤال، هو رصد فعلي لكثير من البرامج المعلنة، حيث لم نلحظ أي ذكر للثقافة، كفعل إنساني ومجتمعي، أو كوجود مؤسسي وقطاعي. وبقدر ما كان السؤال مباغتاً، فإن الإجابات كشفت عن خلل في تقدير أهمية الثقافة ودورها. فقد ظهر شبه إجماع بين المرشحين، على أن المسائل الخدمية من صحة وتعليم وإسكان، هي التي تحتل الأولويات والعناوين. وربط البعض المسألة الثقافية بالعملية التعليمية، على اعتبار أنهما شيء واحد أن أحدهما يؤدي إلى الآخر. واكتفى مرشحون من الجانب الثقافي بالعناوين المتعلقة بالهوية والولاء والتراث. ووعد آخرون بأن يهتموا بالشأن الثقافي عندما يأخذون مقاعدهم تحت قبة المجلس! هذه القضية ـ في رأينا ـ تفرض نفسها، ليس بسبب اهتماماتنا، وإنما انطلاقاً من أهميتها، ومن هنا جاء هذا الاستطلاع لآراء عدد من المرشحين لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي: مصطلح مرن يفسِّر المرشح عن إمارة الشارقة وليد البريمي أسباب غياب البرامج الثقافية عن أجندة المرشحين بوجود عدَّة عوامل أو ظواهر، منها: اتساع مفهوم الثقافة كمصطلح مرن ومتشعب ويمكن إلحاقه بعدة مجالات وحقول اجتماعية وحياتية مثل الثقافة التعليمية والثقافة الصحية والثقافة التنموية والاقتصادية وغيرها من المجالات المستندة على مقاييس وأطر تشكل المناخ أو الوعي الثقافي الخاص بها، بحيث يتأسس كل مجال منها وفق آليات وقوانين وأنظمة تميزه عن المجالات والتخصصات الأخرى. وأضاف البريمي: «هناك عوامل أخرى ساهمت في غياب كلمة الثقافة بمفهومها التقليدي والشائع عن أجندة المرشحين، وهي غياب المثقفين من أهل الأدب والشعر والرواية والمسرح والفنون التشكيلية عن قائمة المرشحين لانتخابات للمجلس الوطني الاتحادي». واعتبر أن التقصير أتى من المثقفين أنفسهم، رغم وجود جيل مؤسس وفاعل في الساحة الفنية والثقافية، ولكنه ـ كما أوضح ـ جيل مبتعد عن الحراك الاجتماعي العام، لأسباب قد تعود لمزاج المثقف عموماً، والذي وصفه البريمي بأنه مزاج يميل للعزلة وللعمل الإبداعي الفردي، نأياً بالنفس عن ضجيج وصخب الهموم والتحديات الاجتماعية والسياسية التي يفرضها الانشغال بالشأن العام. وقال البريمي إن الثقافة كشعار لم ترد بشكل صريح ومباشر في حملات المرشحين، لسبب قد يبدو صادماً للبعض ولكنه حقيقي وملموس، موضحاً أن السبب يتلخص في الطابع النخبوي لهذا الشعار وعدم تعاطي شريحة اجتماعية واسعة معه، باعتبار أن أغلب المنتمين إلى هذه الشريحة هم من الطبقة القياسية للمتعلمين وليس المتعاطين بشكل جدي مع الفعل الثقافي الذي أصبح لصيقاً فقط بالفنون والآداب، وهو ما رفض البريمي أن يجعله ملصقاً ثابتاً يحدد هوية الثقافة والمثقفين، وطالب البريمي بتأسيس الوعي الثقافي منذ السنوات الدراسية المبكرة للطلبة، حتى يكون التعاطي مع الثقافة مشمولاً بكل التفاصيل والانشغالات اليومية لدى الأجيال الجديدة، بعيداً عن المفاهيم الضيقة والمحصورة لمصطلحات خاصة قد لا تكون معبرة عن طبيعة هذا المصطلح وتأثيره المعرفي والسلوكي في تفاصيل حياتنا والطريقة المثلى للتواصل مع الآخر ومع الواقع المحيط بنا أيضاً. وختم أن التخصص في مجال معين مهم، ولكن المعلومات الثقافية العامة لأي متخصص في فرع أو علم معين ضرورية كذلك لكسر حاجز العزلة والفردية، وصولاً إلى حالة من الحراك الاجتماعي والسياسي بشكل فاعل ومؤثر من خلال التبادل المعرفي، والسوية الثقافية، والانتماء إلى هوية الوطن والمشاركة في تطلعاته المستقبلية. غموض وتأصيل أما عادل عمر الهنوري المرشح عن إمارة عجمان فيؤكد غياب المطالبات بالتنمية الثقافية في الحملات الإعلانية للمرشحين، مبرراً سبب هذا الغياب إلى غموض مصطلح الثقافة بالنسبة للكثير من المرشحين، ولكنه ألمح إلى أن بعض المرشحين وهو منهم طالبوا بتأصيل الجانب الثقافي في العملية التعليمية والمناهج الدراسية بسبب أهميته في تشكيل المسار المعرفي أو الخارطة الذهنية للطالب وهو في أولى مراحل تشكيل الوعي والذائقة والهوى الشخصي، وهي المراحل التي وصفها الهنوري بالإضاءات المبكرة التي تحدد المستقبل العملي والوظيفي والمهني لهذا الطالب في مستقبل حياته. وقال الهنوري إنه ركز في حملته الانتحابية على ضرورة الخروج من قالب التلقين والحفظ في النمط التعليمي الشائع لدينا، موضحاً أن مثل هذه المطالبات من شأنها أن تمنح الطالب مساحة من الحرية والإبداع والابتكار باعتبارها من أساسيات الفعل الثقافي الحقيقي ومن ركائزه المهمة، وهي عناصر قادرة على خلق جيل جديد يتعاطى مع الثقافة من جانبها التنويري والحداثي وليس من الجانب الوعظي والإلزامي المكبل للتفكير الذاتي والمعطل للتفسير العقلاني والمنطقي لما يدور حولنا من أحداث وتغيرات وتطورات على كل الأصعدة. واعتبر الهنوري أن أية رؤية جديدة يطرحها المرشحون لتطوير العملية التعليمية هي بذاتها توطئة وتمهيد لتطوير العملية الثقافية، من جهة أن أغلب هذه الرؤى تنصب على تشجيع الطلبة على طرح الأسئلة أكثر من تلقيهم للإجابات، وكذلك تشجيع الطلبة على الاطلاع والبحث خارج المنهج الدراسي الإلزامي، وهي خطوة مهمة كما قال الهنوري لإنشاء مراكز بحوث مستقلة كما هو حال الدول المتقدمة التي أنشأت مراكز بحوث متطورة في مجالات متعددة مثل المسرح والموسيقا والآثار والتراث والفنون والصناعات والعلوم النظرية والتطبيقية، وكل هذه العوامل، كما أشار، تخلق بيئة ثقافية خصبة وديناميكية تستفيد من تجارب الآخرين وتقدم في ذات الوقت اقتراحات وحلولاً واختراعات جديدة للعالم. وأوضح الهنوري أن المفاهيم الخاطئة حول الثقافة هي التي كرست صورتها النمطية لدى المرشحين، لأن أغلبهم ينظر إلى الثقافة من خلال النشاطات الموسمية وربط الثقافة بحقول محددة مثل المسرح والتشكيل والسينما والكتابة الإبداعية، بينما التنمية الثقافية بشكلها الشامل تحتاج إلى خطط إستراتيجية بعيدة المدى وتنطلق من أسس واضحة وقارئة بدقة لأسئلة المستقبل وتحدياته. نسيان وتأجيل ويقول المرشّح خميس سالم سعيد الظاهري: «يحاول معظم المرشحين التركيز على ما يهمّ شرائح المجتمع المختلفة ضمن بنود برامجهم الانتخابية. وفي حين يؤكدون على عدد من النقاط، ينسون أخرى أو يؤجلون الحديث عنها إلى وقت لاحق وفقاً لأولويات يضعونها بأنفسهم لصالح الوطن والمواطن، وذلك بما يتقاطع مع اهتماماتهم وتخصصاتهم. لذا نجد أن العديد من البرامج الانتخابية تركّز على إعداد الناشئة، تفعيل دور المرأة الإماراتية، نشر الوعي داخل الأسرة الواحدة، إيجاد حلول علمية ومنطقية لظاهرة الطلاق المعاصرة وغيرها من المشاكل المجتمعية. ونحن هنا لا نغفل أبداً دور الثقافة في بناء البلدان، حتى أن بعض البرامج الانتخابية قد ركّزت عليها كمنهج أساسي لعملية التطور الإنساني والمجتمعي. لكننا نفسّر عدم ذكرها أحياناً ووجودها كبنود ثانوية أحياناً أخرى. وربما لاحقاً، إذا وصل المرشحون إلى المجلس، سيطرحونها باعتبارها من الأولويات وسيعملون على نهضتها وتفعيلها». المواطنة الإيجابية وبما أنه يشدد في بنود برنامجه الانتخابي على المجال الثقافي، يرى المرشّح حمد سالم بن كردوس العامري: إن الثقافة تحتل الأهمية القصوى في التقدم والتطور فهي قابلة للتناقل والتبادل بين الشعوب من خلال التواصل والتعليم ووسائل الإعلام الحديثة وتتميز بالدوام والاستمرار عبر الزمن، بسبب قدرتها على تخليد نفسها كميراث اجتماعي؛ فالعادات الخاصة بالنظام الثقافي تنتقل وتستمر، كما يشارك فيها كل الأفراد الذين يعيشون داخل تجمعات منظمة، أو جماعات تحرص على الامتثال لتلك العادات. أيضاً للثقافة وظيفة مهمة في كونها عامل توافق على حماية منجزات الدولة والمجتمع، وقد خصصنا لها أهمية بالغة في البيان الانتخابي نظراً إلى تأثيراتها ودورها المستقبلي في تعميق الشعور الوطني بالانتماء والولاء ضمن روح المواطنة الإيجابية وعلاقتها بهوية دولتنا والعمل على نقل المعرفة والتعليم ومهارات التفكير الإبداعي خاصة بين أوساط الشباب، وذلك من خلال المشاركة في وضع إطار متكامل في المجالات الإعلامية والثقافية والتربوية يأخذ بعين الاعتبار التحديات الفكرية والعقائدية ويتناسب مع التزامات الدولة وخصوصية مجتمعنا الإماراتي دون انغلاق أو تقليد كما خصصنا محوراً يهتم ويركز على الجانب الثقافي والإعلامي بكل وضوح ويعطي الأولوية للمؤسسات المختصة بالثقافة والإعلام. أساسيات ومطالب ويقول المرشح علي محمد العامري: «في ما يتعلق بإغفال معظم المرشحين تضمين برنامجهم الانتخابي محاور تتطرق إلى الجانب الثقافي جوابي هو أن الجانب الثقافي جانب مهم، ولا شك في ذلك، ولكن هناك أمور أساسية علينا التطرق إليها قبل الولوج إلى الجانب الثقافي، فكل مرشح يسعى للذهاب إلى المحاور الأساسية وهي الصحة والتعليم والإسكان، وهذه هي الأساسيات في مطالب الناس، وأما الجانب الثقافي فأنا من وجهة نظري لا أرى قصوراً في هذا الجانب، فالحكومة تولي هذا الجانب اهتماماً كبيراً وخصصت له وزارة للتعاطي مع الجانب الثقافي، وأيضاً في الحكومات المحلية، فمثلاً دبي أسست هيئة خاصة للثقافة، وعلى ضوء ذلك علينا التركيز على احتياجات الناس الأساسية صحة وتعليم وإسكان. هموم الناس من جهته قال المرشح سلطان خلفان بن غافان: بالفعل لم أتطرق للجانب الثقافي في برنامجي الانتخابي ولكن هو موجود في حيثيات البرنامج. فقد حرصت فقط على هموم الناس المعيشية والاجتماعية، ومما لا شك فيه أن الجانب الثقافي له أولوية كبيرة. لذا لم نغفل المطالبة بضرورة إيجاد مراكز للتراث يفد إليها الشباب ويقوم بحصر جميع المقتنيات التراثية التي كانت لدى الآباء والأجداد، وإنشاء مكتبة تضم أمهات كتب التراث وحفظ روايات الشعراء. وتكريم الرواد الأوائل الحافظين للتراث أو الموروث الشعبي. وعمل أرشفة في الإمارة عن ماضي الآباء والأجداد يحتوي على مخطوطات وتتمثل في أشعار الأوائل، بالإضافة إلى اقتراح بأن يكون في المنهج المدرسي نصيب للتراث حتى لا تكون الأجيال القادمة بعيدة عن موروثهم الشعبي. البرامج الشعبية كان لها دور في الماضي وتجمع الصغير والكبير سنقترح عودة هذه البرامج المرئية والمسموعة. وعلى الناخب أن يضع نصب عينيه من هو أجدر قبل أن يصوت، ويعرف من قدم لأمته ومن يستطيع أن يقدم لوطنه ومجتمعه ويدرك ويقيم برامج المرشحين وأيهما يتضمن الكثير من المبادرات المتنوعة في شتى المجالات. حجر الزاوية ويقول المرشح عبدالله سعيد ذياب العبدولي: لم نُعر هذا الجانب اهتماماً كبيراً، وذلك لأسباب مختلفة؛ أهمها أن الثقافة هي مصطلح عام يشمل جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، فنحن عندما نتحدث عن القطاعات التي تهم أفراد المجتمع من تعليم وصحة وإسكان فإننا نتحدث عن لب الثقافة، ذلك أن التعليم هو حجر الزاوية بالنسبة للمثقفين والأدباء، وتطور الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة جاء على أيدي المتعلمين، فهم حاملو لواء الثقافة قديماً وحديثاً، وبالتالي فإن المجتمع المتعلم والصحي والمستقر هو بالضرورة منتج لثقافة رصينة وأدب رفيع. وأنا بدوري سأعمل خلال الأيام المتبقية من فترة الدعاية الانتخابية على التركيز على هذا الجانب وإعطائه حقه الذي يليق به. واقع التعليم ويقول المرشح محمد يوسف الدوخي: لا شك أن الإنسان يتحرك في الحياة من منطلق خبرته وثقافته، وأن ثقافة الإنسان تؤثر تأثيراً بالغاً في ضبط سلوكه وتصرفاته، وعلاقاته الأسرية والمجتمعية والإنسانية، ومستوى أدائه لعمله وإتقانه له، ودرجة وطنيته، وإحساسه بالمخاطر التي تحيط بوطنه، وأثر العلاقات والتوازنات الدولية على المصالح الوطنية، ومدى تأثره بها وتأثيره فيها، وكذلك مستوى علاقته وتعايشه مع الآخرين. وقطعاً أن أساس التكوين الثقافي للفرد والمجتمع لن يتحقق إلا بعد أن يتحقق للناس تعليم محترم راقٍ، من هنا فأنا أرى أن مفهوم الثقافة يرتبط دائماً بمفهوم التعليم، والثقافة أو تثقيف الناس وتوعيتهم مرحلة موازية لمرحلة التعليم، وعليه كان برنامجي الانتخابي منصباً على واقع التعليم في الإمارات، حتى يكون عندنا ثقافة ولدينا وعي وإدراك وفهم وتحضر. شريحة قليلة وأوضحت المرشحة الشاعرة كلثم عبدالله أن الاهتمام بالأبعاد الخدمية والمعيشية كان وراء غياب الثقافة عن برامج مرشحي المجلس. كما أن بعض المرشحين وأيضاً الناخبين يرى أن الثقافة شأن يهم شريحة قليلة من مكونات المجتمع الإماراتي. وأنا كشاعرة أرى أن للثقافة دوراً كبيراً على أي مجتمع كان، وهي أساس التطور في أغلب المجتمعات هذا بالإضافة إلى المناهج التعليمية، ويقاس مدى تطور أي مجتمع بمدى فاعلية الثقافة بين أفراده، وعلى هذا الأساس تحدد مكانة الأفراد ومكانة هذا المجتمع، فكلما زاد وعي الفرد وثقافته كان أكثر وعياً وتقدماً والعكس صحيح، وللصحافة والإعلام دور بارز في تشجيع الثقافة وتطورها كما للمؤسسات دور كبير أيضاً من خلال عمل أنشطة ثقافية تحث الأفراد على تطوير الوعي لديهم. وختمت كلثم: «قطعاً سيكون لهذا الاستطلاع دور بارز في تبني المشاريع والبرامج التي تساهم في الارتقاء بثقافة ووعي المواطنين، وهو ما ينعكس بالتالي إيجابياً على المجتمع برمته». ابن الثقافة يرى المرشح عبدالله حسن الهدية الشحي، أنه الوحيد بين المرشحين الذين طرحوا ضمن برامجهم الانتخابية، محاور خاصة تتعلق بتعزيز دور المثقف والمبدع، والاهتمام بإبداعاتهم ونتاجاتهم الفكرية إلى جانب المحاور الخدمية الأخرى، من تعليم، وصحة. ويعزو السبب في ذلك لكونه ابن الثقافة، والفكر، وإعلامي واكب الواقع من بوابته الشعرية والإعلامية، ويؤمن بأهمية وضرورة تعميم المنتج الثقافي عبر رعاية أصحابه. وقال: المثقف هو أقرب الناس إلى المجتمع، والأكثر التصاقاً بهم، وبمشاكلهم، وهو القادر على استشراف المستقبل وطرح الحلول والرؤى الكفيلة بتحسين الواقع، والمثقف بالنهاية ليس بعيداً عن مجتمعه، وليس معزولاً عنه، بل هو أقرب الناس إليه عبر تواصله الدائم مع نبض الحياة. وأكد أن قبة المجلس الوطني هي المكان المثالي لنشر الثقافة وتعميمها وتمثيلها بالشكل الصحيح، والمثقف هو القادر على ذلك، مشيراً إلى امتعاضه لغياب البرامج الثقافية عن الحملات الانتخابية الأخرى، والتي يرى أنها قد لا تشكل ضرورة لمن لم يعش تفاصيلها وجمالياتها، ويؤمن بدورها في نهضة البلاد، رغم توق الجمهور لأي برامج ثقافية تطور من واقعه وتحسن فيه. عنصر أساسي وتعتبر المرشحة ناعمة عبدالله سعيد الشرهان أن الثقافة هي عنصر أساسي لبناء أي مجتمع يتطلع إلى الارتقاء والتطور، لذلك فلا شك هي عنصر مهم جداً، لنهضة مجتمع الإمارات العربية المتحدة، ولكن الشق الثقافي ضمن حملتها الانتخابية لم يطرح بشكل صريح حسب قولها، وذلك لأن دعم الثقافة يأتي كنتيجة طبيعية من خلال المطالبة بدعم الشباب، والمرأة، وتطوير التعليم وتوجيه الإعلام، لأن يأخذ دوراً أكبر في قضايا المجتمع المهمة، والتي بالتأكيد ستقوم بدورها بدعم الثقافة، وتوجيهها، ونشرها في المجتمع. تحت القبة وقالت المرشحة شيخة سالم الشحي: «إن دعم الثقافة ومبدعيها ضرورة واجبة، وهي الكفيلة بتطوير المجتمع، ورعاية مبدعيه، وهذا المحور طرحته في حملتي الانتخابية من خلال دعم التعليم والتركيز عليه في جميع جوانبه، لأن التعليم هو الطريق الوحيد لصقل المواهب واكتشافها، ودون التعليم لا نستطيع الوصول إلى أي تطور ملموس، وبرنامجي الانتخابي هو برنامج لمخاطبة الجمهور، وتلبية احتياجاته الضرورية، ولكن لا شك لديَّ طموحاتي الشخصية بهذا الجانب، وسأعمل عليه في المستقبل تحت قبة البرلمان». أولويات الناخب ويقول المرشح حمد الرحومي إن المرشح يرتكز في بيانه الانتخابي إلى أولى أولويات الناخب وليس ما يؤمن به على الصعيد الشخصي أو ما يحتاجه بشكل فردي، ويضيف: ونحن وعلى الرغم من إيماننا العميق بأهمية الثقافة كغذاء للروح والعقل فإننا لا نستطيع أن نفرد لها محوراً خاصاً بها، وإنما ندرجها ضمن محاور عامة كالتعليم، والذي يرتبط ارتباطاً مباشراً بإثراء الجانب الثقافي لدى المجتمع، كما أن عمل المجلس وخلال مشاركتي كنائب في الدورات السابقة فإن المجلس يعطي الجانب الثقافي أولوية كبرى في أجندته، من خلال لجنة التربية والتعليم والتي كنت أحد أعضائها فكانت تبحث بشكل دائم عمليات دعم البحث العلمي ونشر الثقافة والابتكار والإبداع في المجتمع. السعادة والرضى ويشاركه الرأي المرشح محمد المري والذي يؤكد أن إثراء الجانب الثقافي في حياة المواطن الإماراتي إنما هو جزء رئيسي من شعور الفرد بالسعادة والراحة والرضا النفسي، فالإنسان المثقف يمتلك معارف وخبرات توسع أفقه وتنير فكره، ومن هنا فإن الجانب الثقافي غير مغيب عن البرنامج الانتخابي، وإنما مدرج ضمن محور سعادة المواطن. تفاعل الجمهور ويذهب المرشح عبدالله الشحي إلى ما ذهب إليه المتحدثون السابقون، بكون دعم الحياة الثقافية في برامج المرشحين حاضرة ضمن محاور رئيسية عامة تكفل تفاعل الجمهور مع هذه البرامج، وتضمن أنها تمس أولوياتهم الأخرى، ويقدم الشحي للناخبين ستة محاور رئيسية تتعلق بدعم المواطنين في جانب تحرير أسعار البترول إلى جانب الدعم على السلع الغذائية، كما يفرد للتعليم محوراً خاصاً، ومن ثم الابتكار والإبداع ودعم وتمكين الشباب. ويؤكد الشحي أن تعزيز الجانب الثقافي لدى النشء والشباب عامة إنما هو جزء لا يتجزأ من الابتكار والإبداع في مختلف الجوانب العمل والتعليم، وإن إطلاق البرامج الابداعية والابتكارية في التعليم ستسهم بشكل مباشر في إثراء المخزون الفكري والثقافي ودعم جوانب البحث العلمي. تحديات أساسية ويمثل المرشح مروان المزروعي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ويقول إنه أحد أبناء هذه الفئة، وهو الأكثر التصاقاً بهموم أبنائها والأكثر إدراكاً لمعاناتهم، ويتابع بأن الأولويات هي التحديات الأساسية التي يعيشها كمواطن، وهو ما يجعل المرشحين بشكل عام يبتعدون عن قضايا أخرى تخص الهم الثقافي، والذي غالباً ما يدرج ضمن قضية التعليم عامة، والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالثقافة. سؤال الوزير ويؤكد المرشح مروان بن غليظة أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال عزل الثقافة عن التعليم والاقتصاد المعرفي والمهارات الفردية لدى الشخص، وتابع بأن المجلس بشكل عام وعلى مدار دوراته السابقة يولي الجانب الثقافي اهتماماً كبيراً ومباشراً. ويقول عن تجربته الشخصية عندما كان نائباً وقد وجه سؤال إلى وزير الثقافة الشباب وتنمية المجتمع في ذلك الوقت علي العويس حول قياس الأثر الثقافي للبرامج المتنوعة التي تقدمها مختلف المؤسسات المعنية بالثقافة والشباب بالمجتمع، وبالفعل استجاب الوزير العويس بضرورة وضع المؤشر الثقافي، وتم تفعيل هذا الجانب. خطاب مستشرف وقال المرشح سهيل حمد محمد مرزوق العامري: «برنامجي لا يتضمن محوراً يتعلق مباشرة بالجانب الثقافي، ولكنه يتضمن محوراً ينص على الاهتمام بقضايا التعليم وبرامجه في كل مستوياته، فسياسة التعليم الواعية المستشرفة هي أساس تحقيق خطاب ثقافي إنساني مستشرف، نحو تنظيم حركة الفكر والثقافة. وفي تقديري أن التعليم هو كل شيء ويسبق أي شيء، فهو الذي يصنع لنا العلماء والمفكرين والكتّاب والروائيين والشعراء، والفنانين والإعلاميين، وهو الذي يبني المؤسسات الثقافية. أضاف: سأهتم بعد الفوز إذا تحقق بمسألة دعم التعليم والمعلمين، وإنشاء مؤسسة لتخريج المعلمين الأكفاء، وهي التي ستكون منصة لتقديم جيل جديد من المثقفين. وختم: «إذا استعرضنا منظومة الشعارات والبرامج الانتخابية سنجد أنها لا تعكس مباشرة طموحات النخبة الثقافية، وأتمنى أن أكون في المجلس ممثلاً حقيقياً للمجتمع بكل أطيافه بمن فيهم رجال الثقافة والفكر، فهم أصل كل تقدم وتطور منشود».? ? الهوية الوطنية من جانبه أشار المرشح محمد سلطان بن قران المنصوري إلى أن الثقافة لا تغيب عن برنامجه إلا في التعبير اللفظي، وقال: «أهم ما طرحته في برنامجي الانتخابي هو التركيز على تعزيز مفهوم الهوية الوطنية، وفي ثوابتها الكثير مما يعنى بالثقافة والمثقفين ودعم مسيرة فكرية لبناء وطن متميز، وانطلاقاً من هذه الرؤية فإن المراهنة على المجلس المقبل مرتبطة بتفعيل معنى الثقافة وتجذيرها في الحيز الاجتماعي، مؤكداً: «الثقافة بالنسبة لي هدف رئيس، من حيث المطالبة بدعم المؤسسات الثقافية، وكل من يعمل تحت مظلة الإبداع، ولكن لا أحد يستطيع إنكار أن في غياب ثقافة فعالة وحراك ثقافي نوعي يعنى بالارتقاء بالذائقة والجماليات، ودعم بناء جيل المستقبل سيكون له عواقب كارثية لا نتمناها، صحيح أن الحكومة تضطلع بدورها على كل المستويات، إلا أن دعم الثقافة بحاجة إلى شراكة الجميع، ومن يعمل تحت قبة المجلس، هو من أكثر الشركاء المطالبين بالاهتمام بقضية الثقافة المستشرفة والرصينة.? ذيل القائمة ولا يجد المرشح سالم محمد متعرّض العفاري حرجا في القول إن غياب الثقافة عن البرامج الانتخابية هي مسؤولية تقع على الجميع، وأن في ذلك خطورة يجب الوقوف عندها ودراستها، فالاهتمام في مجتمعنا من أسف ينصب نحو الجوانب السياسية والاقتصادية، فلا غرابة إذن أن تأتي الثقافة في ذيل القائمة. وأبدى العفاري اعتزازه بالمناخ الديموقراطي والأمن والأمان الذي يتمتع به الناس في الإمارات، مما خلق تمازجاً ثقافياً وتعايش بديع بين مختلف الحضارات والثقافات، وأيضاً بناء ثقافة وطنية تعانق ثورة التحديث والتقنية تحت مفهوم تحقيق معادلة الأصالة والمعاصرة، وقال: «ربما يكون ذلك ضمن الإرهاصات التي ينبغي استثمارها لجعل الثقافة والمثقفين شركاء حقيقيين في عملية التنمية، ليس بالدعم المالي فقط، بل بكل أشكال الدعم المعنوي والأدبي والإعلامي، وتطوير عمل المؤسسات الثقافية، وهذه قضية ستكون على أول الأجندة بالنسبة لي في حالة الفوز بمقعد في المجلس».? الثقافة التراثية? ويرى المرشح المحامي سالم حميد بهيان العامري أن دور المثقف كبير في الشأن السياسي، سواء في أعماله أو مواقفه أو آرائه، وأن غيابه عن هذا المفهوم أمر خاطئ ومؤسف، وقال في السياق: «طرحت في برنامجي محور الاهتمام بالهوية التراثية، والمطالبة بتحقيق دعم نوعي لكل من يعمل تحت مظلتها، وبخاصة العاملين في مجالات: البحث العلمي، الدراسات التراثية، توثيق الشعر الشعبي، توثيق الأماكن والمناطق التاريخية والأثرية». أضاف: «إن تعزيز مفهوم الهوية التراثية من خلال مجالات الثقافة أمر كبير الأهمية، لذلك سأدعو لإنشاء المزيد من مراكز البحوث الشعبية، وطباعة الكتب التراثية، وتسليط الضوء على الإنتاج الثقافي التراثي، في الواقع نريد ثقافة ملتصقة بالهوية، ومع ذلك أرى أن قضية دعم الثقافة ليست مسؤولية الدولة فقط، وعلى المثقف أن يبذل جهداً ليطرح نفسه داخل المجتمع».? مشكلة منظومة ويعتقد المرشح محمد سعيد ناصر حريك المنهالي برقم 182 أن مشكلة غياب الثقافة عن برامج المرشحين، ليست مشكلتهم وحدهم، بل مشكلة منظومة، يلعب فيها الناخبون دوراً سلبياً، لكونهم لا يطالبون المرشح بالالتفات إلى الأمور الثقافية، ويركزون كثيراً على المواضيع التربوية والصحية والاجتماعية والخدمات والسياسة والاقتصاد، ويغفلون عن الجانب الثقافي، وهو أساس التنمية كلها، بل أساس كل بديع وجميل ومحصن للمخيلة والوجدان، فالتربية تحتاج إلى ثقافة والسياسة تحتاج أيضاً إلى ثقافة لأن الإنسان المثقف قادر على تغيير الواقع إلى الأفضل. وختم المنهالي: «إذا كان المثقفون لا يجيدون الصراخ لرفع مطالباتهم بدعم الثقافة، ودعم طموحاتهم وهم كنز وثورة بلدهم، فنحن مطالبون بتجديد المطالبة وتقديم المشاريع والخطط والمقترحات والبرامج لدعم مفهوم ورسالة الثقافة كمظهر حضاري، ونأمل كطامحين أن يعطي المجلس القادم حيزاً كبيراً للثقافة.? ?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©