في آخر سنوات حياته وضع رالف ستاينمان نفسه في تجربة غير عادية، اختبر خلالها مجموعة علاجات جديدة للسرطان على نفسه بما في ذلك علاجات ساعد في ابتكارها. وجرب ستاينمان قبل أن توافيه المنية ما يصل إلى 8 علاجات ما زالت في طور الاختبار. وتوفي ستاينمان الحائز على جائزة نوبل للطب لعام 2011 متأثرا بمرض سرطان البنكرياس، قبل ثلاثة أيام فقط من إعلان فوزه بالجائزة يوم الاثنين الماضي.
وقالت سارة شليسنجر مديرة مختبر ستاينمان وزميلته في جامعة روكفلر بمدينة نيويورك إنه “كان يعتقد أن الفحص السريري لتأثير العقار على الإنسان أعلى أشكال البحث”. وقال لويس وينر مدير مركز لومباردي للسرطان بجامعة جورج تاون في واشنطن “لقد شاطر مريض السرطان شعوره بالاستعجال في التوصل إلى علاجات جديدة وفعالة”.
وأمضى ستاينمان حياته كلها في بحوث المناعة التي فاز عنها بجائزة نوبل وتقاسمها مع الأميركي بروس بتلر والفرنسي جولز هوفمان، وأدى اكتشاف ستاينمان للخلايا الشجرية في عام 1973 إلى صنع أول لقاح علاجي لسرطان البروستاتا في مراحله المتقدمة، وعندما جرى تشخيص إصابة ستاينمان بسرطان البنكرياس في المرحلة الرابعة منذ 4 سنوات ونصف السنة كان السرطان قد بدأ بالفعل الانتشار في الغدد الليمفاوية.
وقال ميشال نوسنزويج رئيس المناعة الجزيئية في روكفلر الذي عمل مع ستاينمان لأكثر من ثلاثة عقود “لقد ساعده كثير من الناس في جميع أنحاء العالم للحصول على لقاح”.
ورغم الاستعجال تم العمل مع الالتزام الكامل بملء الأوراق التي تطلبها أجهزة التنظيم الأميركية وبروتوكولات الدراسة بعناية.
وقالت شليسنجر.. قضيت وقتا هائلا من السنوات الأربع على العمل الورقي”. وأضافت شليسنجر “ظن رالف أنه كان على وشك أن يشفى وأنه سينشر ذلك، لذلك كان علينا أن نفعل ذلك بطريقة يمكن أن تنشر”.
وقالت شليسنجر إنه استخدم العلاج بالخلايا الشجرية ثم تلقى أيضا العلاج الكيميائي، لكن شليسنجر ونوسنزويج قررا وأصرا على استخدام 8 أنواع من العلاجات في وقت واحد، وعاش ستاينمان أربع سنوات ونصف السنة بعد تشخيص إصابته بالمرض الذي عادة ما يقتل الناس في غضون عام أو أقل. ويقول زملاء إنه من المستحيل معرفة ما الذي أطال حياته، وما إذا كانت الجراحة أوالعلاج الكيميائي أو العلاج التجريبي.
وتوفي ستاينمان يوم الجمعة 30 من سبتمبر، وعرفت شليسنجر خبر الوفاة من العائلة يوم السبت، وقال جوران هانسون الأمين العام للجنة نوبل “أشعر بالحزن لأنه لم يتمكن من الاستماع إلى خبر الجائزة والشعور بالسعادة”.
وشعر العديد من أصدقائه بنفس الشعور، وقال وينر “وددت لو أتيحت له فرصة ليشعر بالفوز”.
عدد اليوم
