معارضة يمنية تفوز بجائزة نوبل للسلام

فازت الناشطة اليمنية توكل كرمان، أمس الجمعة، بجائزة “نوبل” للسلام مقاسمة مع رئيسة ليبيريا الين سيرليف، والناشطة الليبيرية ليما غبويي، لتكون بذلك أول امرأة عربية تفوز بهذه الجائزة منذ إنشائها في العام 1901. وكرمان (32 عاما) هي معارضة سياسية وناشطة حقوقية وقيادية بارزة في حركة الاحتجاج الشبابية المناهضة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وكانت كرمان دعت، منتصف يناير الماضي، إلى رحيل الرئيس علي عبدالله صالح، قبل أن تتزعم وقيادات شبابية أخرى، مسيرات احتجاجية صغيرة، تطورت إلى حركة احتجاجية شعبية واسعة متواجدة في 17 مدينة يمنية. وتعرضت كرمان، التي ترأس منظمة “صحفيات بلا قيود” منذ سنوات، للاعتقال ليوم كامل في سجن حكومي بالعاصمة صنعاء، مطلع العام الجاري. وقالت توكل كرمان، للصحفيين في مخيم الاحتجاج بصنعاء، بعد تلقيها نبأ فوزها بجائزة نوبل للسلام، “أنا سعيدة جدا، هذا تكريم لكل العرب والمسلمين والنساء”. وأضافت أنها تهدي الجائزة إلى “كل نشطاء الربيع العربي”، مؤكدة أن الجائزة يفترض أن تمنح “إلى الشعب اليمني المرابط في الساحات”. وقالت “لم أكن أتوقع ولم أكن اعلم بترشيحي”، مشيرة إلى أن “هذه الجائزة انتصار للثورة اليمنية ولسلمية هذه الثورة”، التي اندلعت شرارتها منتصف يناير الماضي، والتي تطالب بإنهاء حكم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. ولفتت إلى أن الجائزة “اعتراف من المجتمع الدولي بهذه الثورة وحتمية انتصارها”. وقال نقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق عبدالباري طاهر إن اليمن “دخل التاريخ بفضل توكل كرمان.. إنها تستحق الجائزة لأنها ظلت تكافح من اجل حرية شعبها”. وقد أثار فوز كرمان بالجائزة الدولية ردود أفعال متباينة داخل الحكومة اليمنية، وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم، خصوصا أن هذه الناشطة تتعرض منذ شهور لهجوم من قبل المؤسسات الإعلامية الحكومية. حيث أبدى نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي، سعادته الجمة بنبأ فوز كرمان بنوبل للسلام، معتبرا فوزها فخرا لكل اليمنيين، ومعبرا عن أمله في أن تكون الجائزة “خطوة على طريق التعقل”، في إشارة إلى الخطاب الثوري العنيف الذي تتبناه كرمان منذ اندلاع الاحتجاجات في اليمن. كما تمنى الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، طارق الشامي، أن تغير كرمان نهجها الثوري ضد السلطات إلى نهج قائم على الحوار والتسامح. إلا أن عضو اللجنة العامة بالحزب الحاكم، ياسر اليماني، انتقد منح كرمان جائزة نوبل للسلام، قائلا إن هذه “الجائزة جاءت على حساب دماء الشباب الزكية”. لكن البرلماني والزعيم القبلي البارز الشيخ محمد ناجي الشايف، وهو عضو اللجنة العامة بالحزب الحاكم، اعتبر فوز كرمان بالجائزة الدولية “فخرا لكل يمني ويمنية”، وأن الفوز “يعكس ما وصلت إليه المرأة اليمنية من انخراط فاعل وايجابي في الحياة السياسية”. . وفيما لوحظ تجاهل وسائل الإعلام الرسمية نبأ فوز كرمان بجائزة نوبل السلام، سارعت المعارضة اليمنية إلى تهنئة كرمان بفوزها بالجائزة. وقال عضو المكتب السياسي بالحزب الاشتراكي المعارض، علي الصراري، إن منح كرمان بجائزة نوبل للسلام “رسالة إلى من تبقى من النظام بأن وجودهم (في السلطة) لم يعد مرحبا به أو مقبولا”، حسب قوله. حائزات نوبل للسلام في الـ15 عاماً الأخيرة لندن (رويترز) - لم تمنح جائزة نوبل للسلام عبر تاريخها إلا لـ15 امرأة، وفيما يلي قائمة بأسماء الفائزات منذ إنشاء الجائزة عام 1901: 1905 - بيرثا صوفي فيليسيتا فون سوتنر البارونة النمساوية التي ألفت كتابا مناهضاً للحرب، بعنوان “ضعوا أسلحتكم” وكانت الرئيسة الشرفية للمكتب الدائم للسلام. 1931 - جين آدامز الأميركية التي نظمت العمل الاجتماعي بين الفقراء في شيكاجو وكانت الرئيسة الدولية للاتحاد النسائي الدولي للسلام والحرية. 1946 - اميلي جرين بالخ الناشطة الأميركية المناهضة للعنف والرئيسة الشرفية الدولية للاتحاد النسائي الدولي للسلام والحرية. 1976 - بيتي وليامز ومايريد كوريجان زعيمتا “تجمع مناصري السلام” وهي حركة لإنهاء العنف الطائفي في أيرلندا الشمالية. 1979 - الأم تريزا. 1982 - وزيرة نزع السلاح السويدية ألفا ميردال. 1991 - زعيمة المعارضة في ميانمار أونج سان سو كي وهي قيد الإقامة الجبرية. 1992 - ريجوبرتا مينشو زعيمة الدفاع عن حقوق الإنسان في جواتيمالا. 1997 - جودي وليامز منسقة الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية. 2003 - المحامية الإيرانية المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان شيرين عبادي. 2004 - الناشطة الكينية في مجال الدفاع عن البيئة وانجاري ماثاي.