تظاهرات في الأردن تنادي بالإصلاح واجتثاث الفساد

تظاهر أمس آلاف الأردنيين في عدد من المحافظات، تحت شعار جمعة “اجتثاث الفساد والبلطجة”، مطالبين بإصلاح النظام وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ورحيل البرلمان ووقف أعمال البلطجة وتطبيق الملكية الدستورية، عوضاً عن التعديلات الدستورية الأخيرة التي وصفوها “بالترقيعية”، فيما اعتدى بلطجية على متظاهرين في الأردن، فتدخلت قوات الشرطة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وفرقت المسيرة. ففي عمان، تصدر رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات مسيرة حاشدة انطلقت من المسجد الحسيني وسط العاصمة، شارك فيها خمسة آلاف متظاهر، إلى جانب الجبهة الوطنية للإصلاح التي يقودها عبيدات، وجبهة العمل الإسلامي والحراك الشبابي وتجمع أبناء بني حسن وتجمع أبناء بني حميدة وتجمع أبناء بني صخر وعدد من الفعاليات الشعبية والحزبية الأخرى. وانتقد الحراك الشعبي في الأردن بيان وزعه على المتظاهرين، “نهج الحكم”، وقال فيه “إنه أوصل الوطن إلى حافة الهاوية وأصبح اليأس من الإصلاح عنوان المرحلة القادمة”. واعتبر البيان أن “غياب الإصلاح سيقودنا حتماً نحو التصعيد والمجهول نتيجة التخبط في السياسات القائمة على القمع والبلطجة والفتنة واستعباد البشر، حتى أوشك النظام على فقدان بوصلة الإصلاح وفقدان القرار الوطني الفاعل، واهتزت ثقة الناس بقيادتهم وبمؤسساتهم التي سادها الاستبداد والفساد نتيجة التفرد بالحكم”. ودعا البيان “إلى حوار وطني جاد وجامع يضم أطياف المجتمع كافة ومكوناته حتى نستطيع إعادة ترتيب بيتنا الداخلي للخروج من الأزمات الخانقة بمشاركة القوى الوطنية كافة، لنخلص إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطنية تضع خريطة طريق عبر جدول زمني لإنجاز الإصلاحات الشاملة والجذرية وإعادة هيكلة الدولة”. وقال البيان: لا يزال النظام مسيطراً على مفاصل الدولة ومتشبثاً بحلول ترقيعية يفرضها بعيداً عن صوت الشعب، لأنه استمرأ الانفراد بالحكم والسلطة ولا يزال يرى الأمور من خلال مصالحه هو لا مصالح الوطن الجريح، فهذه الحلول ما هي إلا وهمية وسراب خادع ونهج فاشل أثبت عدم مصداقيته لغياب الجدية ويجري فيه استخدام الذرائع لتأخير الإصلاح واستنزاف الوقت وما عاد هذا ينطلي على شعبنا، فهي محاولات يائسة لإجهاض الحراك الشعبي السلمي للالتفاف وإعادة إنتاج مرحلة ما بعد عام 1989 وهبة نيسان المجيدة”. وأضاف البيان إن “أساليب النظام ومحاولاته المتكررة لضرب الحراك الشعبي عبر تجييش وتعبئة أبناء الوطن ضد بعضهم البعض لن تجدي نفعاً، فهم إخوتنا وهم المغرر بهم وهم أدوات استغلت الأجهزة الأمنية ودائرة المخابرات العامة حاجاتهم وعوزهم”. وشهدت محافظات الجنوب (الطفيلة والكرك ومعان والشوبك” والشمال (جرش وعجلون واربد) مسيرات عقب صلاة الجمعة احتجاجاً على تباطؤ في إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والإعلامية والدستورية. وندد المتظاهرون بحكومة الدكتور معروف البخيت والبرلمان، معتبرين الأخير “دمية في يد الحكومة وعاجزاً عن القيام بدوره التشريعي والرقابي”. وشدد المتظاهرون في المسيرات على ضرورة تطهير البلاد من الفاسدين واعتدى بلطجية على مسيرة اربد، فتدخل رجال الأمن العام وقاموا باستخدام الغاز المسيل للدموع وفرقوها. وهتف المشاركون في مسيرات المحافظات بشعارات كان من أهمها: الشعب يريد إصلاح النظام، كرامة وحرية إعلام وصحافتنا ما بتنظام، ملينا دور الشحاد، الإصلاح والتغيير بدو يصير، هبتنا بدها تجديد، شعب الأردن مش عبيد، يا نظام ارتاح ... ارتاح ... ما أنت ناوي ع الإصلاح”.