الاحتلال يغلق الضفة الغربية ويعزل القدس

أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الضفة الغربية وعزلت القدس الشرقية، حيث منعت الشبان الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، لتأمين احتفالات الإسرائيليين بمناسبة “يوم الغفران” أهم الأعياد اليهودية، وذلك غداة اعتقالها 5 فلسطينيين بدعوى تورطهم في قتل مستوطن يهودي وطفله. كما أُصيب 6 فلسطينيين بجروح وعشرات من الفلسطينيين ومتضامنين إسرائيليين ودوليين بحالات اختناق خلال قمعها مسيرات سلمية أُسبوعية. فقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته أغلت جميع المعابر بين الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 والأردن أمام الفلسطينيين، باستثناء المحتاجين إلى رعاية طبية، حتى مساء اليوم السبت بمناسبة احتفالات “يوم الغفران”. ونصبت قوات جيش وشرطة الاحتلال متاريس وحواجز تفتيش على بوابات ومداخل القدس الشرقية وأخرى متتالية داخل البلدة القديمة وسط المدينة ونشرت تعزيزات وسيرت دوريات محمولة وراجلة في مختلف شوارعها، حيث أخضعت الفلسطينيين للتفتيش ومنعت كل الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك وسمحت للمستوطنين اليهود بالتوجه إلى ساحة حائط البراق لأداء طقوس وشعائر تلمودية. ودعت قيادات فلسطينية مقدسية الأهالي إلى الرباط في ساحات المسجد الأقصى ومنع سوائب اليهود المتطرفين من تدنيسها. وأطلق جنود الجيش الإسرائيلي الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على المسيرات الأسبوعية في بلدة بيت أُمَّر، قُرب الخليل، وقرى المعصرة، قُرب بيت لحم، وبلعين ونعلين والنبي صالح، قرب رام الله، وكفر قدوم، قُرب قلقيلية، ضد جدار الفصل العنصري الإسرائيلي والاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية متطابقة أن ذلك أدى إلى إصابة 6 فلسطينيين، بينهم فتاتان، بجروح ورضوض والعشرات من الفلسطينيين ودعاة سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب بحالات اختناق شديد جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع. في غضون ذلك، نظم فلسطينيون مسيرات واعتصامات حاشدة في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، مطالبين بتحرير الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية المضربين عن الطعام احتجاجاً على تعرضهم لعقوبات تعسفية. وأعلن أمين عام “الجبهة الشعبية” لتحرير فلسطين أحمد سعدات والقيادي البارز في حركة “حماس” الشيخ جمال أبو الهيجا من زنزانتهما داخل سجن نفحه الصحراوي في النقب حنوبي فلسطين المحتلة أن الأسرى سيواصلون الإضراب المفتوح عن الطعام حتى تنفيذ مطالبهم العادلة برفع تلك العقوبات عنهم. وذكر محامي “مؤسسة الضمير” الفلسطينية محمود حسان الذي تمكن من زيارتهما أمس الأول أنهما يتمتعان بمعنويات عالية جداً على الرغم من حالة الإعياء البادية عليهما حيث فقد كل منهما أكثر من 5 كيلو جرامات من وزنه. وأضاف أن سلطات الاحتلال حرمتهما من الملح والدخان والأدوات الكهربائية والمخدات ولم تبق في زنزانتهما سوى فرشة واحدة وبطانية واحدة فقط وواصلت حرمانهما من الصحف والتلفزيون. كما فرضت على سعدات غرامة مالية جديدة وعقوبات إضافية بزيادة مدة العزل ومنع زيارات الأهالي. من جانب آخر، أعلنت شرطة الاحتلال مساء أمس الأول أنها اعتقلت 5 فلسطينيين بزعم تورطهم في حادث مقتل مستوطن يهودي أميركي وطفله الرضيع بحادث مرور في الخليل يوم 23 سبتمبر الماضي. وادعى مسؤول في الشرطة الإسرائيلية، طالباً عدم ذكر اسمه، أن فلسطينيين من أهالي حلحول قُرب الخليل اعترفا بأنهما رشقا سيارة المستوطن بالحجارة، مما أدى إلى فقدانه السيطرة عليها وانقلابها وأن الثلاثة الآخرين سرقوا مسدسه من السيارة ولاذوا بالفرار. وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جيش وشرطة الاحتلال وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي بإحراز تقدم في التحقيق في قتل المستوطن المدعو آشر بالمر وطفله يوناثان. وقال في بيان أصدره في القدس المحتلة “إننا نمد يداً من أجل السلام، فيما ستواصل الأخرى الدفاع عن أمن الإسرائيليين”.