الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البشير وسيلفا كير يواصلان مباحثاتهما في أديس ابابا

البشير وسيلفا كير يواصلان مباحثاتهما في أديس ابابا
25 سبتمبر 2012
سناء شاهين، وكالات (الخرطوم، أديس أبابا) - توجهت أنظار ملايين السودانيين أمس صوب أديس أبابا لمتابعة نتائج قمة البشير-سلفاكير باعتبارها الحدث الأهم والأكثر تأثيرا على مجمل الأوضاع في البلاد، وتابع السودانيون عن كثب الاخبار الواردة عن القمة ساعة بساعة وشغل الحدث الصفحات الأولى في صحف الخرطوم كما شكل الموضوع الرئيس لاهتمام الشارع. وتزاحم الناس بشكل لافت أمام الأكشاك الصغيرة التي تبيع الصحف وعلت أصوات الإذاعات داخل المحال وحتى على عربات «الكارو» حيث حرص أصحابها على حمل الراديو والاستماع إلى أخبار القمة أثناء أدائهم أعمالهم في الشارع. واعتبر محللون سياسيون في حديثهم لـ»الاتحاد» اجتماع القمة الحدث الأبرز في تاريخ السودان الحديث بعد اتفاقية نفاشا، فيما عبرت أوساط شعبية عن قلقها من فشل القمة في التوصل إلى اتفاق متكامل بشأن القضايا العالقة بين البلدين أو أن تخلص إلى نتائج محبطة ومخيبة لآمال السودانيين في الشمال. وفي الجانب الرسمي عبر نائب الرئيس السوداني الحاج ادم يوسف عن أمله بان تتوج قمة الرئيسين البشير وسيلفا كير بنتائج جيدة تؤسس لعلاقات وطيدة بين البلدين تحقق السلام وحسن الجوار وتنعكس على الشعبين في علاقتهما الأزلية التي تجمعهما، حتى تنطلق كل دولة لتحقيق رفاه شعبها وأكد أن موقف بلاده ظل واضحا في حرصه على الأمن والسلام وحسن الجوار بين الدولتين ودعا حكومة الجنوب أن تعمل فورا على طرد جميع المتمردين محاربين وسياسيين من داخل أراضيها. وقال المحلل السياسي عبد الملك حسن إن القمة ستمهر اتفاقيات اكتملت بالفعل وتضع لمسات اخيرة لأخرى اقتربت من الحل واستبعد التوصل إلى حلول شاملة بشان قضايا الحدود وابيي. وأضاف أن القضيتين تحتاجان إلى تنازل كبير من أحد الطرفين ولا أحد منهما سيقدم على ذلك مما يرجح بروز حلول أخرى إلى السطح تأتي لاحقا وربما باقتراحات جديدة من الوساطة أو تدخل مجلس الأمن. وفي أديس أبابا، واصل الرئيسان أمس في أديس أبابا محادثاتهما المباشرة التي بدآها أمس الأول حول الخلافات التي دفعت البلدين إلى حافة الحرب في الربيع الماضي. واللقاء بين الرئيسين الذي علق في الفترة الصباحية، استؤنف بعد الظهر وفي المساء، في حضور رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسيلبيت ووسيط الاتحاد الافريقي رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي. وقال كبير مفاوضي جنوب السودان دينق بعد تعليق الجلسة إن «الرئيسين التقيا وهما حاليا يتباحثان بشان مختلف المواضيع» مع أعضاء وفديهما وخاصة بشأن المناطق الحدودية المتنازع عليها. ولم تتسرب على الفور معلومات كافية عن تقدم المباحثات المغلقة الرامية إلى أيجاد تسوية نهائية للقضايا التي بقيت عالقة بعد اتفاق السلام الذي وضع عام 2005 حدا لعقود من الحرب الأهلية بين المتمردين الجنوبيين وحكومة الخرطوم وأسفر عن استقلال جنوب السودان في يوليو 2011. وقد شوهد الرئيسان الليلة قبل الماضية وهما يبتسمان إثر جلسة مباحثاتهما الأولى التي استمرت ساعتين في العاصمة الأثيوبية. وقال دبلوماسي غربي «ما زلنا نشعر بالتفاؤل بشان إمكانية التوصل إلى نوع من الاتفاق» دون المزيد من التفاصيل. وكان الإعلان عن هذه القمة النادرة بين رئيسي السودان وجنوب السودان بعث الآمال في إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل بعد أن بدا أن جولة المباحثات بين مفاوضي البلدين لم تسفر عن أي نتائج مثمرة. وقد سبق أن التقى البشير وكير على انفراد في 14 يوليو الماضي على هامش قمة الاتحاد الافريقي في أول لقاء بينهما منذ المعارك الحدودية الكثيفة بين جيشيهما بين مارس ومايو الماضيين. وإثر اللقاء أكد المفاوض الجنوب سوداني باقان اموم أن الرئيسين توصلا إلى «اتفاقات مبدئية» على جميع قضايا الخلاف العالقة بين البلدين. وكان من المقرر مبدئيا عقد قمة في مطلع ابريل الماضي لحل هذه القضايا إلا أنها ألغيت بعد اندلاع معارك حدودية. وقد كثف المجتمع الدولي، الذي يشعر بقلق شديد من تحول الخلافات بين جوبا والخرطوم إلى نزاع جديد واسع النطاق، ضغوطه على رئيسي الدولتين كي يتوصلا إلى اتفاق نهائي. وانتهت السبت المهلة التي أعطاها الاتحاد الأفريقي للبلدين والتي كان تم تمديدها بعد تجاوز موعدها الأصلي المحدد في 2 أغسطس الماضي. وفي مطلع أغسطس توصلت الخرطوم وجوبا إلى اتفاق بشان النفط يشمل خاصة عودة نقل نفط جنوب السودان عبر خط أنابيب الشمال وهو من المواضيع الشائكة بين البلدين الجارين. وقد ورث جنوب السودان 75% من نفط السودان بعد الانفصال لكنه يعتمد في تصديره على البنية التحتية للشمال. ولا يزال على البلدين الاتفاق على تفاصيل الاتفاق النفطي وكذلك على وضع منطقة ابيي المتنازع عليها وعلى ترسيم الحدود وإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح. وتهدف هذه المنطقة الفاصلة إلى منع تجدد المواجهات الحدودية وأيضا إلى قطع خطوط إمدادات الحركات المتمردة الناشطة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق السودانيتين التي تتهم الخرطوم جوبا بدعمها. وتؤكد كل من جوبا والخرطوم منذ اشهر رغبتهما في السلام إلا أن العديد من الاتفاقات الموقعة بالفعل، خاصة بشأن المنطقة المنزوعة السلاح لم تطبق حتى الآن كما جرى انتهاك عدة مواثيق بمنع الاعتداء. ومع ذلك فإن البلدين في حاجة ماسة إلى الاتفاق بعد أن أدى النزاع إلى تدهور وضعهما الاقتصادي بشكل كبير، خاصة منذ أن أوقفت جوبا إنتاجها النفطي في يناير احتجاجا على قيام الخرطوم باستقطاع جزء من نفطها مقابل نقله عبر أراضيها بسبب عدم وجود اتفاق على رسوم النقل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©