الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتهام زعيم ليبي متشدد بالإرهاب في تونس

اتهام زعيم ليبي متشدد بالإرهاب في تونس
2 أكتوبر 2013 23:32
تونس (د ب أ) - اتهمت منظمة المبادرة الوطنية للكشف عن الحقيقة بشأن الاغتيالات السياسية في تونس أمس استنادا إلى وثيقة مسربة زعيم الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا عبد الحكيم بلحاج بالتورط في الأعمال «الإرهابية» والاغتيالات السياسية في تونس. يأتي ذلك فيما شهدت عدة مناطق بالعاصمة التونسية أمس مظاهرات من قبل المعارضة تهدف للضغط على الحكومة التونسية للكشف عن المسؤولين الحقيقيين عن موجة الاغتيالات التي استهدفت سياسيين معارضين للحكومة على مدار الشهور الماضية. وفي معلومات كشفت عنها منظمة المبادرة في مؤتمر صحفي أمس أن عناصر إرهابية تتبع تيار أنصار الشريعة المصنف تنظيما إرهابيا ويرأسه سيف الله المحجوبي الملقب بأبو عياض، تلقت تدريبات في ليبيا بإشراف الجماعات الإسلامية المقاتلة التي يتزعمها قائد الجناح العسكري للثورة الليبية في طرابلس عبد الحكيم بلحاج. واتهمت المنظمة وزارة الداخلية بإخفاء هذه المعلومات الثابتة عن ارتباط عبد الحكيم بلحاج بالعمليات الإرهابية بتونس، وهو المشتبه به في اغتيال عبد الفتاح يونس رئيس أركان جيش التحرير الليبي وتسفير شباب المنطقة للجهاد في سوريا بالتنسيق مع حزب حركة النهضة الإسلامية، بحسب المنظمة. وأوضح المحامي الطيب العقيلي عضو منظمة المبادرة من أجل الكشف عن الحقيقة في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي انه تم اكتشاف شارة مقاتل ضمن كتائب عبد الحكيم بلحاج في مخزن أسلحة بمدينة مدنين جنوب تونس تحمل اسم عضو أنصار الشريعة أحمد الرويسي، أحد ابرز المطلوبين من قبل الأجهزة الأمنية بتونس. وأبرز العقيلي ان العلاقات وثيقة ومتينة بين بلحاج وابو عياض اللذين شاركا معا في حرب أفغانستان ضمن تنظيم القاعدة من جهة، وبلحاج وحركة النهضة الاسلامية من جهة ثانية. وكان القضاء التونسي قد اصدر بطاقة جلب وطنية ودولية ضد أبو عياض الذي يرجح فراره إلى ليبيا، بعد أن أفادت التحقيقات عن صلته في الاغتيالات السياسية والعمليات الإرهابية ضد الجيش في جبل الشعانبي غرب تونس على الحدود الجزائرية وفي أحداث السفارة الأميركية في سبتمبر الماضي. وكشف العقيلي ان وزارة الداخلية كانت لديها معلومات بأن بلحاج كان يسعى «لرد الجميل» إلى تنظيم أنصار الشريعة بتونس عبر تسليحها لمشاركتها في تحرير ليبيا وان الهدف كان إقامة دولة الخلافة الإسلامية بشمال أفريقيا. وبلحاج كان قابعا في السجون الليبية إلى أن تمتع بعفو عام 2009 بعد إعلان هدنة مع نظام العقيد الراحل معمر القذافي برعاية نجله سيف الإسلام، لكنه قضى قبل ذلك سنوات في سجن جوانتانامو وتتهمه السلطات الإسبانية بالضلوع في تفجيرات مدريد عام 2004 حيث تم إيقافه في نفس العام في العاصمة الصينية بكين قبل أن يتم تسليمه إلى ليبيا. وقالت منظمة المبادرة إن عبد الحكيم بلحاج كثير التردد على تونس ويلتقي باستمرار مع أعضاء حركة النهضة الإسلامية خاصة في مدينة بن قردان جنوب البلاد والقريبة من الحدود الليبية. وكان الحكيم استقبل في القاعة الشرفية بمطار تونس قرطاج الدولي في زيارة له في شهر ديسمبر الماضي من قبل قادة حركة النهضة على رأسهم راشد الغنوشي وحمادي الجبالي ونور الدين البحيري. غير أن المنظمة أشارت في وثيقة سرية مسربة عن الإدارة العامة للأمن الوطني بتونس بتاريخ 4 يناير تتضمن تعليمات بتحديد مكان عبد الحكيم بلحاج على الأراضي التونسية لضلوعه في التحضير لأعمال إرهابية في البلاد يشارك فيها ثوار من مدينة الزنتان الليبية ومهربون من البلدين. وتأتي هذه التصريحات بعد أن لمحت مصادر أمنية وعسكرية الأسبوع الماضي إلى إحباط مخطط لاجتياح جنوب تونس عبر الأراضي الليبية من خلال قوة تضم مقاتلي أنصار الشريعة ومقاتلين ليبيين ومرتزقة بالتوازي مع تنفيذ العشرات من التفجيرات في البلاد. وقال عقيد أركان الحرب المتقاعد محمد صالح الحيدري «الآن بان بالكاشف أن الحزب الحاكم هو راع للإرهاب. المطلوب أن تتوحد الأحزاب والمجتمع المدني من اجل إنقاذ البلاد من الإرهاب أولا ثم إنقاذ الاقتصاد». وينتظر ان تلقي هذه المعلومات بظلالها بقوة على ترتيبات الحوار الوطني المنتظر بإشراف الاتحاد العام التونسي للشغل بين المعارضة والائتلاف الحاكم بقيادة النهضة لحل الأزمة المشتعلة في البلاد منذ 25 يوليو الماضي وهو تاريخ اغتيال البراهمي. وقال الطيب البكوش أمين عام حزب حركة نداء تونس اكبر حزب معارض إن المعلومات تمثل «صدمة»، مشيرا إلى أن «هناك مسؤوليات فردية يتحملها بعض الذين قصروا أو تواطؤا. لن نصدر أحكاما جماعية». وأضاف البكوش بشأن مصير الحوار الوطني «سنتشاور أولا مع جميع الأطراف في جبهة الإنقاذ ومع المنظمات الراعية للحوار قبل إعلان موقفنا». وقال حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية المعارضة «نحن نشدد قبل انطلاق الحوار الوطني على ضرورة أن تستقيل هذه الحكومة وترحل وتحاسب». وقد نظم أنصار المعارضة ومنظمات من المجتمع المدني في تونس أمس مسيرة احتجاجية وسط العاصمة تحولت إلى مقر الحكومة بالقصبة للمطالبة بإقالة حكومة علي العريض الحالية. واحتشد نحو ألفين من أنصار جبهة الإنقاذ التي تضم أطياف المعارضة إلى جانب حركة تمرد واتحاد المعطلين عن العمل في شارع الحبيب بورقيبة أمام مقر وزارة الداخلية للمطالبة بكشف الحقائق عن اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©