جمال إبراهيم (عمان) - تبادلت حركة الإخوان المسلمين في الأردن والتيار السلفي الجهادي كيل الاتهامات، فالأولى اتهمت التيار السلفي بأنه تظاهر أمام السفارة الأميركية مؤخراً بإيعاز من الأجهزة الأمنية، فيما اتهم السلفيون الحركة بأنها “تعمل بإيعاز من السفارات الغربية ضد الإسلام والمسلمين”. وقال نائب رئيس مجلس شورى الإخوان المسلمين أحمد الزرقان إنه “علم بتحريك الأجهزة الأمنية للسلفيين للاحتجاج بالقرب من السفارة الأميركية احتجاجاً على الفيلم المسيء للرسول الكريم، ما دفع الإخوان إلى ا?متناع عن ذلك”، وذلك في معرض تبريره لعدم مشاركة الإخوان في الاحتجاجات على الفيلم المسيء.
ورفض القيادي في التيار السلفي عبد شحادة الملقب “أبو محمد الطحاوي” اتهامات الإخوان وقال: “إن ما جاء على لسان الزرقان كذب وظلم وافتراء”. وأضاف أن 40 عضواً من أعضاء التيار السلفي الجهادي يقطنون في سجون الأجهزة الأمنية الأردنية بينما ? يوجد ل “الإخوان المسلمين سجين واحد”. وقال إن التيار السلفي يعمل على الأرض بكل وضوح وشفافية دون التعاون مع جهات وسفارات معادية ل “الإس?م، والمسلمين بينما الإخوان يديرون أعمالهم من المنازل ويستمرون في عقد مؤتمراتهم في فنادق 5 نجوم”. وقال الطحاوي “إن أراضي اليمن وسوريا والعراق وأفغانستان والمغرب الإس?مي والصومال والباكستان تشهد على نقاء سريرة التيار ودفاعه عن الإس?م والقتال ضد التيارات الكافرة والمستبدة في الوقت التي تفضح فيه وثائق “ويكليكس” الإخوان المسلمين في الأردن عن عقد اجتماعات داخلية وخارجية مع دبلوماسيين وقياديين أميركين”.
وبحسب مراقبين فإن “حركة الإخوان شعرت بمزاحمة التيار السلفي لها في الشارع السياسي من خلال قيامه بعدد من النشاطات السياسية ذات الطابع الاحتجاجي المعارض وهو ما لفت أنظار الأردنيين لهم واعتبرهم البعض بديلاً عن الحركة الإخوانية”. ويقول مراقبون إن “التيار السلفي وحده القادر على منافسة الحركة الإخوانية في استقطاب الشارع بل والحلول مكانها بسرعة كبيرة، وبخاصة أن التيار بدأ يجد تعاطفاً من مواطنيه بسبب تضحيات أعضائه في سوريا “فضلاً عن شعور الناس بأن التيار السلفي أكثر التزاماً من الناحية الدينية”. ولا ينكر مراقبون وجود مصلحة للحكومة في زيادة الخلاف بين التيارين وخاصة أن «الإخوان» أعلنت مقاطعتها للانتخابات وباتت العلاقة مع الحكومة متشنجة للغاية ومن مصلحتها تحطيم صورة الإخوان شعبياً ”.
عدد اليوم
