الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الثوار يشنون أكبر هجوم في سرت وتفاؤل بانتصار وشيك

الثوار يشنون أكبر هجوم في سرت وتفاؤل بانتصار وشيك
8 أكتوبر 2011 00:46
شنت قوات الحكومة الانتقالية في ليبيا أكبر هجوم لها على مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي أمس، بمشاركة المدفعية الثقيلة والدبابات وخاضت معارك شوارع ضارية في كافة الجبهات ضد قناصي النظام السابق المتحصنين بالمباني، متحدثة عما وصفته بـ”الهجوم الأخير” لبسط السيطرة على مسقط رأس الزعيم الهارب وأكدت تحقيقها مكاسب ميدانية مهمة مبدية تفاؤلها بحسم المعركة خلال ساعات بعد أن تلقت أوامر بانتزاع المدينة الساحلية “اليوم” الجمعة. وعلى جبهة بني وليد ثاني آخر معقل للكتائب الموالية للنظام السابق جنوب شرق طرابلس، أطبق الثوار أمس حصارهم على مدينة بني وليد، وارسلوا وفد وساطة للتفاوض مع قبائلها لإقناع قوات القذافي بتسليمها في غضون يومين تحت طائلة هجوم عسكري “قريب جداً”، كما أفاد قادة ميدانيون. وأعلن مقاتلو النظام الجديد عن تحقيق مكاسب ميدانية مهمة في عدة جبهات بسرت، حيث تصاعدت أعمدة من الدخان الأسود في سماء المدينة فيما قصف الثوار المنطقة الوسطى فيها بالدبابات وقذائف المدفعية من مواقعهم شرق المدينة. وفر آلاف المدنيين الذين فاجأهم دوي الانفجارات وحدة القتال مخلفين وراءهم وضعاً إنسانياً يزداد بؤساً. وأكدت مصادر طبية أن 4 من الثوار قتلوا وأصيب العشرات في الجانب الغربي للمدينة، بينما شوهدت سيارات الإسعاف تتوافد تباعاً على مستشفى ميداني قريب، وذكر أطباء أن 9 على الأقل من القناصة الموالين للقذافي قتلوا وأصيب 124 آخرون. وتدور المعارك الضارية حول المستشفى الرئيسي بالمدينة وفي “حي الموريتانيين” وفي محيط الجامعة ومركز مؤتمرات وأجادوجو الذي أعلن الثوار أنهم تمكنوا من اقتحامه قبل أن يتراجعوا بسبب القذائف الصاروخية ونيران القناصة. وأفاد مراسل فرانس برس أن ما يعرف برجال كتيبة “علي نوري الصباغ” تمكنوا مساء أمس الأول، في ختام يوم من المعارك الضارية، من التقدم نحو كلم ليصلوا إلى مقربة من الجادة التي تربط من الشمال إلى الجنوب، معاقل كتائب القذافي. وتعرقل تلة من الرمل وضعت وسط الطريق تقدم قوات المجلس الانتقالي، وكان لا بد للمقاتلين من دخول أزقة رملية بين مبان من طابقين وحدائق صغيرة. ويكاد يستحيل إقحام آليات عسكرية داخل هذه الأزقة ولا بد من تقدم المقاتلين سيراً على الأقدام، ويشكل هذا المكان المدخل إلى وسط المدينة، وتدافع عنه قوات القذافي بشراسة وهم يمطرون الثوار بالرصاص وقنابل الهاون لمنعهم من التقدم. وتتعرض القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي لضغوط لتحقيق تقدم سريع في ميدان القتال لكن المقاومة الشرسة والنيران التي تطلقها القوات الموالية للقذافي منعتهم من الاستيلاء على المدينة على مدى أسابيع، وأشار العقيد أحمد العبيدي أحد قادة المجلس الانتقالي العسكريين إلى ضربات قوية في جميع الاتجاهات متعهداً بإنهاء المهمة والسيطرة على سرت أمس. وتقدمت شاحنات قوات المجلس الانتقالي محملة بالذخيرة وبطاريات المدفعية على طول الجبهة الشرقية لسرت التي تقع على بعد 1.2 كيلومتر تقريباً من وسط المدينة. وقال أطباء في مستشفى ميداني شرقي سرت إنهم سمعوا انفجاراً هائلاً داخل المدينة بعد منتصف الليلة قبل الماضية. وذكر العبيدي أن الانفجار وقع بعد أن أصابت قواته مخزناً للأسلحة يخص أنصار القذافي، ويبدي الموالون للقذافي الذين انسحب أكثرهم إلى سرت عندما فقدوا السيطرة على المدن الأخرى مقاومة شديدة. وفي مستشفى ميداني على بعد عدة كيلومترات غرب سرت، نقلت عشرات سيارات الإسعاف 50 مقاتلا ومدنياً على الأقل أصيبوا في القتال. ومعظمهم مصابون بإصابات خطيرة. وحاول المسعفون إنقاذ امرأة لا ترد. وجلس طفل مصاب في ساقه على الأرض. وهبطت طائرة هليكوبتر بالقرب من المستشفى لنقل بعض الجرحى إلى مستشفيات في مصراتة غرب سرت، وأكدت مصادر طبية مقتل 4 على الأقل من الثوار، فيما لقي 9 على الأقل من كتائب القذافي مصرعهم وأصيب نحو 124 آخرين. واضطر فريق من رويترز كان يتوجه من جنوب سرت في اتجاه الجبهة إلى العودة بعد أن تعرض لنيران قناصة. وقال مصطفى الأمين وهو قائد عسكري في المجلس الانتقالي وهو يقف على تل على المشارف الشرقية لسرت تطل على المدينة، إن القناصة مازالوا يشكلون التحدي الرئيسي لقوات الحكومة. وأضاف أن القوات التي ذهبت نجحت في التقدم في المدينة ولكنها لا تستطيع الذهاب إلى أبعد بسبب نيران القناصة. وقال عبد الناصر وهو من سكان سرت “الليلة الماضية كان هناك إطلاق نار وقصف عشوائي بكثافة. كانت لدينا فرص ضئيلة للهرب. الأوضاع مأساوية. يمكن للمرء أن يشم رائحة الجثث المتحللة في المستشفى”. ويقول مسعفون فروا من سرت إن المرضى يموتون في غرف العمليات لعدم وجود أسطوانات أكسجين أو وقود لتشغيل المولدات في المستشفيات، وقال حسن بريك وهو أحد سكان سرت الفارين إن أقل من نصف سكان سرت لا يزالوا داخل المدينة ومعظمهم انتقل إلى 3 مناطق في المدينة القتال فيها أقل. ونقلت قناة “الجزيرة” عن قادة الثوار قولهم إنهم يعتقدون أن عدداً من كبار مسؤولي نظام القذافي يختبئون داخل المدينة، في حين ذكرت قناة “ليبيا الحرة” أن الثوار تمكنوا من السيطرة على مقر كتيبة الساعدي القذافي والمنطقة رقم واحد في سرت، وأضافت أن الثوار وجدوا “مقر الكتيبة مهجوراً، وعدداً من الطائرات المحطمة على أرضية المطار الصغير الذي يتبع المقر، كما عثر الثوار على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، وعلى مقتنيات تركتها فلول الكتائب إثر فرارها. وفي بين وليد، قال القائد الميداني في قوات المجلس الانتقالي عمر فيفاو “نحن حاصرنا المدينة من الجهة الجنوبية في منطقة تنتي، التي هي آخر نقطة قبل مدينة بني وليد والتي تسيطر عليها كتائب القذافي وتمركزنا بكافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة”. وأضاف هذا القائد من خط الجبهة الأمامي الواقع على بعد حوالي 40 كلم من المدخل الجنوبي لبني وليد “لم نطلق النار بعد، بل بعثنا وساطة إلى قبائل بني وليد وطلبنا منهم الاجتماع الجمعة أو السبت لغرض حقن الدماء كونهم إخوة لنا ولا نريد سفك دمائهم”. وتابع “نحن طلبنا أن يأتوا للاجتماع معنا حتى ندخل المدينة دون قتال، وإذا لم يستجيبوا ولم يتم الاتفاق، فلن يكون لنا خيار الا الهجوم”، مشيراً إلى ان المهلة المعطاة للمفاوضات تنقضي بعد يومين، وأضاف هذا القائد العسكري في “كتيبة جادو” أن “المدينة محاصرة من كل الجهات، نحن حالياً نسهل خروج المواطنين وندعوهم إلى الخروج من المدينة، وهناك أعداد كبيرة تخرج من الناس. ادعو القبائل التي ستجتمع بنا للقبول لأن الهجوم قريب جداً”. وبخلاف الجبهة الجنوبية لبني وليد، دارت مناوشات صاروخية في الجبهة الشمالية للمدينة، حيث بات مقاتلو الانتقالي يسيطرون على منطقة ترهونة الواقعة على بعد 5 كيلومترات شمال بني وليد. وشاهد مراسل فرانس برس مسلحين من المجلس الانتقالي عند نقطة تفتيش يدققون بأوراق سيارات مغادرة ومن فيها، وبأيديهم قوائم بأسماء حوالي 500 مطلوب من كتائب القذافي. وقال أحد المغادرين وهو يقود سيارة فيها زوجته وأطفاله الثلاثة “نحن أهالي بني وليد في حيرة من أمرنا، نحن عالقون بين كماشة كتائب القذافي وضربات الحلف الأطلسي الذي دمر كل شيء في المدينة، نحن نعيش في المجهول، لا أخبار ولا كهرباء ولا ماء ولا نعرف ماذا يحصل في الخارج والمكان الوحيد الذي نستطيع الخروح منه هو الجهة الجنوبية فقط”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©