الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تركيا وسيط المنطقة

11 مارس 2009 00:54
يوم الاثنين وصل وزير الخارجية التركي علي بابجان إلى طهران من أجل المشاركة في قمة اقتصادية، وسط تكهنات تفيد بإمكانية قيام حكومته بالمساعدة على بدء الاتصالات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة· وتأتي زيارته للعاصمة الإيرانية من أجل حضور القمة السنوية لمنظمة التعاون الاقتصادي، بعيد أيام قليلة فقط على مناقشته الموضوع الإيراني مع وزيرة الخارجية الأميركية· وكانت صحيفة ''صباح'' التركية قد نقلت عن بابجان قوله للصحفيين في العاصمة التركية قبل توجهه إلى إيران: ''مصطلح ''الوساطة'' يستعمل أحياناً، ولكن ذلك لن يحدث إلا إذا كان ثمة طلب واضح من قبل الجانبين· والواقع أننا نستطيع المساهمة في الدفع بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى إيجابي''· ويذكر أن تركيا تستعرض عضلاتها الدبلوماسية وتبرز في منطقة الشرق الأوسط كقوة إقليمية بعد أن اختارت التقرب من الغرب خلال القرن العشرين، حيث قامت أنقرة، تحت حكم الإسلاميين المعتدلين بعد ثمانين عاما من هيمنة القوميين العلمانيين المقربين من الجيش، بمساعي وساطة ورعت مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا عُلقت أواخر العام الماضي بعد التوغل الإسرائيلي في قطاع غزة· وفي هذه الأثناء، تأمل الولايات المتحدة في التقرب دبلوماسياً من القيادة الإيرانية من أجل إقناع الإيرانيين بإعادة توجيه برنامجهم النووي بعيداً عن الاستعمالات العسكرية الممكنة ووقف دعمهم لخصوم إسرائيل· وكانت هيلاري أخبرت قناة ''دي'' التلفزيونية التركية الأسبوع الماضي بأن إدارة أوباما ترحب بأي جهود تركية تروم المساعدة على إقناع الجمهورية الإسلامية وقالت: ''إنكم تعرفون الإيرانيين أكثر منا··· فأنتم تشتركون في الحدود منذ أكثر من 350 عاما تقريباً على ما قيل لي· وبالتالي، فإننا سنطلب مساعدتكم بخصوص محاولة التأثير على السلوك الإيراني''· ويذكر أن علاقات تركيا مع إيران المجاورة تطورت كثيراً منذ صعود حزب ''العدالة والتنمية'' الإسلامي المعتدل كقوة سياسية مهيمنة في تركيا أوائل هذا العقد، فخلال العام الماضي بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين نحو 10 مليارات دولار، أي بزيادة قدرها 25 في المئة مقارنة مع ·2007 وعلاوة على ذلك، فإن تركيا هي البلد الوحيد الذي يستطيع الإيرانيون زيارته من دون تأشيرة· ويعتقد بعض الخبراء بأن تركيا تستطيع استعمال قوتها المتنامية مع إيران بهدف التأثير على سياساتها أو لعب دور الوسيط على غرار ما قامت به بين سوريا وإسرائيل· وفي هذا السياق يقول أمر الله أوزلو، المحلل المتخصص في الشؤون التركية بمؤسسة ''جيمس تاون''، وهو مركز بحثي في واشنطن: ''إن إيران تنظر إلى تركيا باعتبارها منفذاً على الغرب ··· وبالتالي، فإن دور تركيا في مثل هذه المحادثات قد يكون مهماً''· ولكن آخرين يرون أن تدخل تركيا أو أي طرف آخر، يمكن أن يعيق المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بدلا من أن يساعدها· وفي هذا الإطار يقول محمد مراندي، رئيس كلية دراسات أميركا الشمالية بجامعة طهران: ''إن الإيرانيين والأميركيين يعرفون كيف يقيمون الاتصال بينهم وكيف يتواصلون··· وبالتالي، فهم ليسوا في حاجة إلى طرف ثالث من أجل التدخل''· خلال المحادثات الإسرائيلية- السورية، كان ممثلو كل بلد في غرفة مختلفة من الفندق نفسه في وقت كان فيه المسؤولون الأتراك يقومون بنقل الرسائل جيئة وذهاباً· لكن بعض المحللين يعتبرون أن آلية تفاوض من هذا القبيل قد تكون خطيرة حين مناقشة مبعث قلق فوري مثل برنامج التخصيب النووي الإيراني المتواصل؛ ويرون أن على واشنطن وطهران أن تعملا بسرعة على بناء الثقة بعد عقود من العداء· وفي هذا السياق يقول ''إيف· ستيفان لارابي'' ، الخبير الأمني المتخصص في أوروبا والشرق الأوسط بمؤسسة راند: ''نظراً للحساسيات الموجودة، أعتقد أن الولايات المتحدة تريد الشروع أولا في حوار مباشر مع مسؤولين من مستوى منخفض حول قضايا أقل إثارة للجدل مثل أفغانستان''· بورزو درجاهي ورمين مستغيم - بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©