الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"منهج إماراتي"... لوقف الإساءة للرسول

"منهج إماراتي"... لوقف الإساءة للرسول
25 سبتمبر 2012
"منهج إماراتي"... لوقف الإساءة للرسول الإمارات قدمت، حسب محمد الصوافي، خطوة حضارية وعملية في طريقة التعبير عن رفضها الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك عندما قررت حظر جميع المواقع الإلكترونية التي تبث الفيلم السخيف والتافه، وطالبت الرأي العام بتزويدها بأي روابط إلكترونية تبث ذلك الفيلم "اللعين" لإغلاقها. هذه الخطوة هي الطريقة المثالية والنموذجية لتقديم الصورة الحضارية للدين الإسلامي، وهي تأكيد عقلاني لرفض الإمارات للفيلم ولكل من يريد الإساءة لنبينا ولديننا الحنيف، منذ أن شوهته الكثير من السلوكيات العنيفة الصادرة من بعض المتعصبين. لذلك، فإن تصرف الإمارات يحتاج منا -كمسلمين وإماراتيين- الكثير من تأييده ونشره، باعتبار أن الاعتدال أو الوسطية في الطرح (في هذا الزمن) هو الأصعب. بل إن هذه الطريقة "الناعمة" هي القوة الأكثر تأثيراً. التحرك الإماراتي الوسطي أنا أعتبره أحد المشروعات الإسلامية الكبيرة التي ينبغي أن يتبناها العالم الإسلامي في تخاطبه مع الآخر، خاصة في تلك الدول العربية التي باتت تحكمها تيارات الإسلام السياسي، وإلا فُسر الأمر بأن ما يتم في تلك الدول أمر مقصود ومتعمد، وبالتالي كانت النتيجة عكسية وأوصلت رسالة مخيفة من "القادمين الجدد" من هذه التيارات. وما يعزز هذه التخوفات ويدعمها معرفة المراقبين الغربيين بقدرة هذه التيارات على إثارة الشارع العربي، وقد حدث ذلك في مرات كثيرة. صورة أخرى للرسول في الغرب يقول د. عمار علي حسن: حاولت قلة متطرفة في أميركا وأوروبا، تعتلي صحف صفراء، ومنظمات عنصرية أن تسيء إلى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فأحسنت إليه، من حيث لا تدري، وعلى عكس ما أرادت، وما صورت لها أذهانها المريضة بداء الإفلات الذي تسميه زوراً وبهتاناً "حرية تعبير"، مع أن الحرية لا تعني الفوضى ولا تجريح الناس، كما أن التجرؤ على عقائد الناس ليس شجاعة، بل وقاحة، من الضروري أن يكون هناك قانون دولي يضع حداً لها، ويخمدها في مهدها، حتى لا تؤدي إلى فتنة، لعن الله من أيقظها، ومن ينفخ في نارها. وإذا كنا نعلم الكثير عن تفاصيل غضبة العالم الإسلامي، فإن ما يجب ألا يسقط سهواً ولا عمداً من أذهاننا هو أن الغرب لم يكن كتلة واحدة في رؤية هذا الحدث الجلل، بل إن فيه رجالاً ومفكرين كانوا أكثر حدة في رفض الإساءة للرسول الكريم من بعض المسلمين أنفسهم، وذلك من منطلق احترامهم لمشاعر الناس الدينية، وتبصرهم الجلي بالقاعدة الذهبية التي تقول "إن حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين" وأن تجريح عقائد الناس ليس مجالاً للأفعال الصبيانية الرخيصة، التي يرتكبها بعض المغرضين أو الملحدين، الذين وصل الغرور ببعضهم إلى الادعاء بأن من حقه أن يرسم صورة الله نفسه! وفي غمرة الحدث الجلل يجب ألا ننسى عدة أمور حتى يمكننا أن نقيم ما جرى على وجه الصواب، دون تسرع أو انحياز إلى الفوضى أو الغوغائية التي لن تنتج أي شيء مفيد على المدى الطويل. الأمر الأول أن هناك دراسات تبين أن أغلب الأوربيين ملحدون، وأن من بين ثمانمئة مليون كاثوليكي في العالم أجمع لا ينتظم في الذهاب إلى الكنائس إلا ما يربو قليلاً على عشرة ملايين شخص، وهذا أمر يجب أن يقلق المسلمين أكثر مما يفرحهم، فالمسيحي المؤمن، كما قال الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه، أفضل كثيراً ممن لا يؤمن بالله، والإساءة للرسول الكريم لم تأت من مسيحي يدافع عن دينه، بل أتت من أناس لا يحترمون أي دين. رهانات أوباما على "الإخوان"! يقول د. عبدالحميد الأنصاري: أظهرت الاحتجاجات العنيفة التي عمت العالم الإسلامي واستهدفت المصالح الأميركية، بسبب الفيلم المسيء، والوضيع إنتاجاً وتمثيلاً ومضموناً، كماً هائلاً من الكراهية والعداء للسياسات الأميركية في المنطقة، ثم قتل السفير الأميركي المتعاطف مع الثورة الليبية و3 من معاونيه في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، وحصلت اعتداءات واقتحامات لسفارات أميركية ومدارس ومطاعم للوجبات السريعة وتم إحراق الأعلام الأميركية وصور الرئيس أوباما، وتعالت الهتافات المنددة بأميركا وإسرائيل في عدد من العواصم العربية والإسلامية، كما طالب البعض بمقاطعة البضائع والمنتجات الأميركية. لقد صدمت أميركا، إدارةً وشعباً، بحجم هذا العنف المناهض لها وبخاصة في دول تُعدُّ حليفة لها، ودول ساهمت هي بدعم ثورات شعوبها ضد حلفائها السابقين، وتعهدت بدعم اقتصاداتها كما ساندت حكوماتها الجديدة ممن سمتهم بالإسلاميين المعتدلين! عبَّرت وزيرة الخارجية الأميركية عن هذه الصدمة حينما قالت: إن الثورات لم تقم لتسقط ديكتاتوريين وتأتي بغوغائيين! وتساءلت -مندهشة- كيف يمكن أن يحدث هذا في بلد ساعدناه على التحرر، وفي مدينة ساعدنا على إنقاذها من الدمار؟! وكأني بهيلاري كلينتون تقول في نفسها مستنكرة: لماذا هذا الجحود ونكران الجميل من قبل أناس ساهمنا في تحريرهم من نظامهم الوحشي الاستبدادي؟! وجه آخر... للكويت يرى سعيد حمدان أنه عند الصحافة الكويتية "مانشيتاً" جاهزاً على مدار العام عنوانه "مجلس الأمة" تتحور كلماته حسب المواسم، لكن ضجيجه ودرجة إثارته لا يهدآن، إذا حُل هذا المجلس فهو طامة عظمى وإذا انعقد فهو قضايا ساخنة تتفجر كل صباح في وجه المتابع للحراك الكويتي. وكلما حاولنا نحن الذين نحب الكويت ونعيش خارجها أن نستوعب ضجيج مجلس الأمة ونتابع مستجداته، وجدناه قضية تستعصي على الفهم، كثيرة التشعبات، لا نعرف الغلبة لمن، وما هي الحكاية، وكيف سيكون المخرج لعقدتها إذا تأزمت -وهي كذلك باستمرار- وماهو الفصل الجديد المنتظر؟ الحراك السياسي في الكويت، وديمقراطية مجلس الأمة فيها، كانا خلال مراحل زمنية نموذجاً وحلماً تتمناه شعوب كثيرة في المنطقة وفي الخليج تحديداً. لكن كيف تم تشويه تلك الممارسة الطليعية وجرّها لتتحول إلى تجربة لا يتمنى أحد تكرارها في بلده! هل استطاع مجلس الأمة في سنواته الأخيرة أن يضيف رصيداً إيجابياً لهذه التجربة العريقة، وأن يحمي أسس المشاركة الشعبية في هذا البلد، وأن يطور التشريعات، ويساهم ويراقب ويحمي مشروع التنمية في مختلف المجالات، كالصحة والتعليم والإسكان والاقتصاد والوظائف وشؤون المرأة والفنون والرياضة..؟ هل اهتم بقضايا الوطن المصيرية، وهل شغله مستقبل الإنسان الكويتي؟ وماذا قدّم فعلياً في تلك القضايا؟ قانون المحنة يقول د. خالص جلبي : كان السوريان إذا اجتمعا في الخارج يرتاب أحدهما في الآخر أن يكون من المخابرات، أما حالياً ومع اشتداد نار المحنة فالسوري يلتف حول السوري، وفروق الأفكار تتضاءل والاندماج يزداد قوة. ووفق قانون المحنة فإن المعدن الذي يتعرض للنار يصفو من الشوائب ويزداد التحامه، كذلك قدر الشعب السوري اليوم. يقول الله تعالى: أَنزل من السماء ماءً فسالت أَودِية بِقدَرِها فاحتمل السيلُ زبداً رابياً ومما يوقدون عليهِ في النارِ ابتِغاء حلْية أَو متاع زبدٌ مثلُه كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جُفاءً وَأما ما ينفع الناسَ فيمكث في الأرض كذلك يضرب اللهُ الأمثال". حوار المذاهب... الفقهاء بادروا ونجحوا! حسب رشيد الخيُّون، كانت المناظرات جارية بين فقهاء المذاهب ورؤساء الأديان قديماً، وعلى وجه الخصوص في أيام الخليفة المثقف عبد الله المأمون (ت 218 هـ)، وعندما نصفه بالمثقف لدينا أسبابنا، لأنه فَعل ترجمة كُتب الثقافات الأُخر، وحاول تفعيل العقل مقابل النَّص، وتقدمت بغداد حتى صارت قبلة للمناظرة والدَّرس، ووضع شروطاً وآداباً للمناظرة، وجه بها عندما تجاوز أحدهم. قال: "الشَّتم عيٌّ، والبذاء لؤم. إنا أبحنا الكلام وأظهرنا المقالات، فمَن قال بالحق حمدناه، ومن جهل ذلك وقفناه... فإن الكلام فروع فإذا افترعتم شيئاً رجعتم إلى الأُصول" (ابن طيفور، كتاب بغداد). ونعتبر بهذه الرّواية، فراويتها أحمد بن طاهر المعروف بابن طيفور (204 - 280 هـ) شاهد عصر، تجد في كتابه تفاصيل عزف عنها المؤرخون لاهتمامهم بأخبار السِّياسي من الحوادث الجسام مع ندرة في الاجتماعي والثَّقافي. ويكفيه أنه وقتذاك اعترف للمرأة بعقل فصنف "بلاغات النِّساء"، وهو أحد البلغاء ولد ومات ببغداد. جاء هذا مِن باب التذكير بتاريخ مدينة السَّلام، التي يُراد لها أن تكون قفراء صفراء. مرَّت قرون وقرون، وها هو الشِّجار البغيض يجري بين مَن يدعون الفقاهة والعِلم، وتأسست فضائيات للشَّتم العي، على حد عبارة المأمون، يستحي مَن يُشاهدها أن يكون منتمياً إلى هذا أو ذاك. يفور بها تنور الطَّائفية والكراهية، وهي تبث الخرافة ومغيبات العقل. ليس الأمر يتوقف على شجار بالشَّتائم والسباب أو بالركل أحياناً، إنما يؤتى بأطفال للتدريب على التَّنابز بين المذاهب، وتسخير رياض الأطفال ومدارسهم لتهيئة الجيل كيف يكون طائفياً بارعاً. كان هذا المقال مِن ثلاثة نُشر منها اثنان، على صفحات "الاتحاد"، في شأن الحوار بين المذاهب، وكانتا خاصتين بمبادرات الملوك، وهذه خاصة بممارسات الفقهاء العلماء، ولن نتوقف عند هذا العدد. عندما يتحدث مسلم مستنير يقول عبدالله عبيد حسن: آن لنا في العالم الإسلامي كي نخوض معركتنا ضدهم دفاعاً عن الإسلام السمح وعن أمن وسلامة واستقرار أوطاننا. وفي اعتقادي أن الفهم الخاطئ للإسلام والأعمال والأفعال التي ارتكبت باسم الجهاد، قد أجرمت في حق الإسلام والمسلمين وعطّلت تقدم الأوطان، وأجادت استغلالها جماعات مسيحية صهيونية متطرفة، شاركها مفكرون مأجورون ابتكروا نظرية صراع الحضارات باعتبارها الحرب القادمة بين المسلمين والغرب الديمقراطي المسيحي! ولا يعفي المرء بعض المفكرين والكتَّاب من أبناء المسلمين المعجبين بالغرب وحضارته، والذين شاركوا بمقالات وأحاديث وكتب، مدفوعين بعدائهم ومعارضتهم لبعض أنظمة الحكم في بلدانهم، والتي دفعهم استبدادها إلى الارتماء في أحضان الغرب وبعض مؤسساته المكرسة لتشويه الإسلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©