الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مزاد صامت» لبيع السيارات في ساحات وشوارع الأحياء السكنية

«مزاد صامت» لبيع السيارات في ساحات وشوارع الأحياء السكنية
26 سبتمبر 2012
حين تجوب شوارع المدينة، ليس غريباً أن ترى موديلات مختلفة من السيارات تصطف في الكثير من الشوارع والميادين معروضة للبيع، وقد تراكمت عليها الأتربة، من كثرة وقوفها فترات وقد تصل إلى أشهر تحت أشعة الشمس وسط تقلبات الأجواء. هذا المشهد تتجاوب معه دوائر البلديات بعقوبات تصل إلى حد مصادرة السيارة المعروضة، ورغم ذلك يتكرر في رحلتنا اليومية أثناء تنقلنا من طريق إلى آخر أو بين الساحات وسط الأحياء السكنية، ونراه قد تحول إلى «مزاد صامت» لسيارات تركها أصحابها، واضعين عليها ملصقات دعائية، مزودة بأرقام هواتفهم للاتصال بهم والتفاوض على السعر، حيث يرون في ذلك الحل الأمثل لبيع سياراتهم بعيداً عن «سماسرة» المعارض. (أبوظبي) - تتابع دوائر البلديات تلك النوع من المخالفة، التي تتعارض مع خطط الحفاظ على مظهر المدينة وشوارعها وميادينها، ومؤخراً صادرت بلدية رأس الخيمة 96 سيارة معروضة للبيع في مواقف المساجد وعلى الطرقات وفي الميادين العامة، حيث يقوم البعض بتعليق لافتات كبيرة على زجاج سياراتهم التي تجوب الشوارع ويعرضونها للبيع ليشاهدها الجميع حين مرورهم في الطرقات. ورغم قرارات البلديات بسحب ومصادرة السيارات المعروضة للبيع في الميادين والشوارع حفاظاً على المظهر العام، إلا أن البعض يصر على تركها في بعض الأماكن غير مبالٍ بما قد تتعرض له السيارة. جمال المدينة سيف راشد السويدي، موظف، ينتقد قيام أصحاب السيارات بعرضها للبيع في مواقف البنوك أو المحلات التجارية، مما يؤدي إلى شغر العديد من مواقف السيارات أمام البنوك، فيضطر العميل للبحث عن بنك آخر تتوفر فيه مواقف قريبة منه، مشيراً إلى أن العديد من السيارات المعروضة للبيع قديمة ومتهالكة، أو انتهت صلاحيتها. غرامات مشددة بدوره يوضح حسين جاسم الريس مسؤول في أحد الفنادق أن السيّارات لها معارض مخصصة للبيع والشراء، ورغم ذلك نجد بعض الناس يوقفون سيارتهم لفترات تتعدى الأيام إلى الأسابيع وربما الأشهر في المواقف الخاصة بنزلاء الفندق أو الأحياء السكنية المأهولة بالسكان . ويضيف: هذا أثر علينا كثيرا خاصة في الإجازات، وقلل من نسبة الإقبال على الحجوزات، فالسائح والزائر يظن أن تلك السيارات عائدة لنزلاء الفندق ، وبالتالي يختلط عليه الأمر بأن الفندق لا يوجد فيه غرف وأجنحة شاغرة، وحينها يغادر للبحث عن مكان أقل ازدحاما، مطالباً بتشديد العقوبات والغرامات على الذين يقومون بوضع سياراتهم على الطرقات والشوارع بالإضافة إلى مصادرة السيارة . وتتفق في الرأي ميثاء محمد، ربة بيت، حول كثرة تلك السيارات الواقفة في الشوارع وفي الأحياء السكنية، التي تتراكم عليها الأتربة من كثرة وقوفها فترات طويلة تحت أشعة الشمس، رغم وجود لوحات تحذيرية في العديد من الطرقات بمنع أصحاب السيارات من عدم عرض سياراتهم للبيع في هذه الأماكن ومصادرتها في حالة عرضها، إلا أن هناك من يصر على عرض السيارة للبيع وهو يعلم بقدر الغرامة المالية«500درهم» وقد تصاحبها مصادرة السيارة، مؤكدة أن وقوف السيارات في تلك الطرقات يشغل الكثير من قائدي السيارة للتوقف برهة لتسجيل رقم الهاتف المدون على السيارة للاتصال بصاحبها والاستفسار عن سعرها، مما يعرقل حركة السير أحيانا ويسبب الكثير من الحوادث المرورية. الطرق العامة أما عبد الرحمن عيسى، رب أسرة، فيرى أن كافة المواقف والمساحات الواقعة على الطرق العامة تكون مخصصة لخدمة المتسوقين أو الزوار، لكن استغلالها من أجل عرض السيارات للبيع يعطل شؤون الكثير من مستخدمي الطرق والزوار. وقال، من المفترض أن يتوجه من يرغب في بيع سيارته لساحات المعارض أو صالات العرض المخصصة لبيع السيارات، مع الابتعاد عن استغلال الشوارع الرئيسية والمرافق العامة، وهو ما يساهم بلا شك في تنظيم عملية البيع، إضافة لتيسير التنقل والتحرك للذين يبحثون عن مواقف قريبة من المرافق العامة. موضحاً أنه من خلال تنقلاته في إمارات الدولة رأى أن بعض الشوارع والطرقات والميادين بدت وكأنها معارض لبيع السيارات نظرا لاصطفاف العديد منها، وهو ما يسبب إزعاجاً وخسارة لأصحاب المحلات التجارية المجاورة لها إضافة إلى تشويه المظهر العام. حجم المخاطر وعن حجم المخـاطر الذي ينتج عن عرض السيارة للبيع بطريقة مخالفة، قال محمد شاهين، طالب جامعي، إنه من خلال مشاهداته للكثير من الســيارات التي تقف أمام البنوك، وفي بعض الشـوارع أن هذه السيارات لا تعرض فقط للأشخاص من مستخدمي الطريق للخطر، بل قد يتضرر صاحب السيارة المعروضة في حال قيام أحد الأشخاص بتخريبها أو كسرها للسرقة، ولذا على صاحبها وضعها في مكان آمن لا تتسبب بالأذى لأي شخص. وحول قرار المصادرة التي تقوم بتنفيذه بلديات الدولة بإزالة تلك السيارات من تلك الأماكن قال إن هذا كفيل بالمحافظة على مظهر الإمارة من التشويه، خاصة أثناء إيقافها بشكل غير منظم، مما يشوه المظهر العام، كما أنه لا يدع موفقاً للآخرين لصف سيارتهم. في المقابل يعبر سالم علي 33عاما عن انزعاجه لوجود الكثير من السيارات المستعملة معروضة للبيع بشكل مخالف في الشوارع والأحياء السكنية، لافتاً إلى أن ذلك يؤثر بشكل كبير على نسبة مبيعات أصحاب المعارض الرسمية الملتزمين بدفع الإيجارات للبلدية واستخراج التراخيص. أما ع. قوتلي، مندوب مبيعات، فبسبب ظروفه وحاجته للمال عرض سيارته في إحدى المناطق السكنية للبيع أملاً أن يجد من يشتريها بأسرع وقت ممكن، ويقول عن ذلك، وضعت سيارتي في أحد الأحياء السكنية لسبب، لكثرة العابرين لهذا الشارع وبالتالي سيشاهد السيارة عدد كبير من الناس، مما يسهل بيعها. ويضيف قوتلي، تدني مستوى السعر الذي يقدمه أصحاب المعارض فهم لا يقدرون السيارة بثمنها الحقيقي، بل إن بعضهم يضع سعراً لا يصل إلى نصف ما تســتحقه، ولذلك لجأنا لهذه الأماكن لعرض سياراتنا بعد وضع المواصفات والسـعر في ورقة توضع بداخلها في مكان يشــاهده من يقترب منها، وبعد ذلك تبدأ المفاوضات بين المتصل وبين صاحب السيارة وفي الغالب يتم الاتفاق، دون الحاجة إلى«سماسرة» المعارض، الذي يبخسون السعر، ثم يبيعون السيارة مرة أخرى لصالح أنفسهم. تجربة بالاتصال على عدد من هذه الهواتف المدونة على بعض السيارات المعروضة للبيع في الشوارع أجاب عدد من أصحابها ومنهم سامي ربيع، الذي قال إنه اختار هذه الطريقة الأسهل في عرض سيارته للبيع بدلاً من عناء الذهاب للمعارض و«حراج» السيارات الذي يشهد ازدحاماً كبيراً غالبية الأيام، مشيراً إلى تجربته مع معارض السيارات، حيث يحتاج صاحب السيارة للتردّد على «الحراج» أكثر من مرة، حتى يجد السعر المناسب لسيارته المعروضة للبيع، لكنه حينما يوقفها في ساحات قريبة من الطرق الرئيسية يجد زبائن أكثر يتصلون به ويفاوضونه في الأسعار، وحينما يتفقون يذهبون سوياً للمعرض لإنهاء إجراءات البيع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©