السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الذخيرة العربية» مشروع معرفي واعد للنهوض بلغة الضاد

«الذخيرة العربية» مشروع معرفي واعد للنهوض بلغة الضاد
8 أكتوبر 2011 22:55
عُقدت مؤخراً في الجزائر «الندوة التأسيسية لمشروع الذخيرة العربية» للإعلان رسمياً عن انطلاق مشروع علمي ومعرفي شامل يهدف إلى التأسيس لـ«إنترنت عربي» شامل يعطي دفعا للتعليم والبحث العلمي في العالم العربي، ويرفع المستوى المعرفي للمواطن العربي. وتمَّ في الندوة الإعلان عن إنشاء لجنة محلية للإشراف على إنجاز حصة الجزائر من المشروع، وتأسيس «هيئة عليا للذخيرة» تابعة للجامعة العربية للتنسيق بين الدول الأعضاء ومتابعة إنجاز حصصها. يقوم تصوّر مشروع «الذخيرة العربية» على إدراج ملايين الكتب والنصوص والمعلومات المهمة في شتى المعارف والعلوم باللغة العربية، في بنك آلي محوْسب يمكن لأي مواطن عربي أن ينهل منه في أي علم أو ميدان، ويشمل أجود كتب التراث والإنتاج العلمي العربي القديم والمعاصر، والإنتاج العلمي العالمي بعد ترجمته إلى العربية، من مؤلفات وموسوعات علمية عالمية ومقالات وأبحاث علمية قيّمة منشورة في أكبر المجلات والدوريات العالمية المتخصصة، لتوضع بعد ترجمتها بين أيدي الباحثين وكل من يرغب بالاطلاع عليها، مع ضمان استمرار الترجمة المكثفة بعد فتح موقع «الذخيرة» للقراء على الإنترنت. مشروعٌ ضخم ظهرت فكرة المشروع إلى الوجود في عام 2004، حيث طرحه الخبيرُ اللغوي الكبير الدكتور عبدالرحمن حاج صالح، رئيس «المجمع الجزائري للغة العربية»، بهدف تمكين المواطنين العرب وخاصة الطلبة والباحثين، من إيجاد ما يبحثون عنه من معلومات بشأن أي موضوع في أي مجال أو اختصاص، بسهولة على الإنترنت، بعد توفير «مكتبة إلكترونية» ثرية أو «بنك آلي للمعلومات» لهم، بدل الانتقال إلى المكتبات للبحث في ثنايا الكتب وبذل جهد ووقت. وطرح الفكرة َعلى السلطات، إلا أنه لمس في البداية «عدم اقتناع بعض المسؤولين بأهمية المشروع وفائدته للطلبة والباحثين والبسطاء» قبل أن يقنعهم به، ثم عرضته الجزائر على الجامعة العربية، لكنها بدورها لم تقرّه إلا في سبتمبر 2010 ليصبح مؤسسة قائمة بذاتها، وبالتالي حل مشكلة التمويل جزئياً. إلى ذلك، يقول حاج صالح «قبل أن يتحول مشروع الذخيرة إلى مؤسسة تابعة للجامعة العربية، مرّ بعدة مراحل حيث رحبت به دولٌ عديدة، إلا أن كل دولة لم تعين سوى شخص واحد لمتابعته دون أن يفهم الدور المطلوب منه، ودون أن يحصل على أي تمويل من بلده، ما جعل المشروع يطول سنوات قبل أن يظهر نظامٌ أساسي ينظم العمل في 2010، ووقعت عليه ست دول إلى حد الساعة، وننتظر أن تنضم إليه باقي الدول العربية وتوقع بدورها وتشرع في أقرب الآجال بإنجاز مهامها وتمويلها». ويضيف «شرعت الجزائر بإنجاز المشروع قبل نحو 4 سنوات من خلال إنشاء لجنة حيازة تضطلع بمهمة انتقاء النصوص التي ستُدرج في مشروع الذخيرة، وتمّ إلى حد الساعة إدخال 150 كتاباً من كتب التراث واللغة في حاسوب، وبالموازاة «قامت المملكة العربية السعودية بإدخال أكثر من 700 مليون كلمة ووضعها تحت تصرف المشروع، وهذا إنجازٌ كبير». تجنيد الجامعات يعرب حاج صالح عن ارتياحه لتكفل السلطات الجزائرية بتمويل حصة البلد من مشروع الذخيرة، حيث سيتم قريباً نشر مناقصة عالمية لصنع محركات بحث وبرمجيات تكون أداة مشروع «الذخيرة العربية» والذي سيحتوي عددا هائلاً من النصوص العربية والعالمية بعد أن يقوم مترجمون أكْفاء بترجمتها إلى العربية. ويقول «المطلوب إنشاءُ مراكز ترجمة متخصصة بكل الدول العربية في أقرب وقت، وكل جامعة مطالبة بتشكيل خلية تضم نخبة من المترجمين العلميين في شتى المجالات العلمية، ومن جانبنا، سنجند خيرة علماء الجزائر وأدمغتها في كل التخصصات والميادين العلمية، وسيقوم عالمان في كل اختصاص كل أسبوع بانتقاء النصوص المهمة، ولاسيما المقالات والبحوث العلمية القيّمة التي تصدر في مجلات عالمية كبيرة، وترجمتها ووضعها تحت تصرف الباحثين الذين لا يتقنون لغات عديدة، وسيتم توفيرُها لهم دوماً في وقت يسير بعد أن كانوا لا يحصلون عليها إلا بصعوبة وبعد سنوات». ويراهن حاج صالح على تجند الجامعات الجزائرية كلها لإنجاح مشروع «الذخيرة العربية»، أو تحديداً إنجاز حصة الجزائر في أقرب وقت، ولاسيما «خلايا الترجمة» التي سيتمّ تنصيبُها، وقد تم تعيين بعض عمداء الجامعات في «اللجنة الجزائرية للذخيرة العربية»، التي تضم 12 عضواً، وكُلفوا بالتنسيق بين مختلف الجامعات الجزائرية وتلقي نصوصها المقترَحة وانتقاء أهمِّ النصوص التي ستُدخل في الحواسيب. معلومات غزيرة الاستفادة من مشروع «الذخيرة العربية» لن يقتصر على الباحثين وذوي الثقافة العالية بل يمكن حتى لمحدودي الثقافة أن يستفيدوا منه في تجديد معلوماتهم ومعارفهم، كما يمكن للطلبة والتلاميذ الصغار بدورهم أن يستعينوا به حيث سيضع بين أيديهم معطياتٍ غزيرة حول أي موضوع ويجيب عن تساؤلاتهم بشكل وافٍ، ما يشكل دعامة فعالة ترفع مستوى التعليم في الوطن العربي من خلال تمكين التلاميذ من أداة عملية سريعة توسّع آفاقهم وتحصيلهم الدراسي وتنمّي قدراتهم. ويتوقع حاج صالح أن يبصر مشروع «الذخيرة العربية» النور بعد عامين اثنين إذا سارت الأمور كما خطط لها، وانخرطت فيه الجامعاتُ الجزائرية بشكل فعال، حيث يمكن بعدها فتحُ موقع إلكتروني باسم «الذخيرة العربية» ليطلع عليه المواطن العربي وينهل من ملايين النصوص التي يعرضها، وتمنى خبيرُ اللسانيات الجزائري أن تنخرط باقي الدول العربية بسرعة في المشروع وتنجز منه ما تريد في أقرب وقت، وفي حال بطء الإنجاز، فإن «الجزائر ستنجز نصفه» وتعرضه على الموقع رفقة إنتاج السعودية ولبنان والأردن التي قطعت أشواطاً في المشروع، في انتظار انضمام البقية. ويوضح «إنه مشروعٌ معرفي ضخم جدا ويتطلب التكاتف والتعاون بين كل الدول العربية، كل دولة يمكنها أن تسهم بقدر استطاعتها ولن نفرض على أحدٍ شيئاً، ولكن الهيئة العليا للذخيرة التابعة للجامعة العربية ستتكفل بتقسيم العمل وبالتنسيق بين الدول لتفادي التداخل والتكرار في الإنجاز». ويدعو حاج صالح كل الدول العربية إلى التوقيع على النظام الأساسي للهيئة العليا للذخيرة والانخراط في المشروع في أقرب وقت حتى تكون الانطلاقة واحدة وفعالة، وأكد أن مشروع الذخيرة سيكون له فوائد جمة حيث سيرفع المستوى المعرفي للمواطن العربي ويُعطي دفعا كبيرا للطلبة والباحثين ويشكل مرجعا مهما وثريا لهم، كما سيعطي دفعا هائلا للغة العربية التي ستتطور وتكتسب مكانة مرموقة بين اللغات العالمية الحية بعد أن تصبح «حاملة علم» باعتبار أن «اللغة التي لا تحمل العلم لا أهمية لها».
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©