«كاريوكا» تزوجت 14 مرة ومزجت الرقص الغربي بالشرقي

جاء إحياء الذكرى الثانية عشرة لرحيل تحية كاريوكا مختلفاً هذا العام، ففي الوقت الذي يصور فيه حالياً مسلسل يتناول سيرتها الذاتية وتجسد شخصيتها فيه وفاء عامر التي فازت بالدور بعد منافسة مع نادية الجندي وفيفي عبده، احتفى كثيرون من معجبيها بذكراها على العديد من المواقع الالكترونية من خلال بث العديد من مواقفها الفنية أو السياسية كما عرضت الفضائيات وخصوصاً السينمائية عدداً من أفلامها. ويعول أصحاب المسلسل الذي يصور حالياً ويعرض في رمضان المقبل لأن حياة كاريوكا تمثل قصة نجاح رائعة على جميع الأصعدة، حيث خلقت منها ظروفها الصعبة والعصيبة وهي طفلة، امرأة قوية لديها إحساس كبير بالفقير والمقهور، الى جانب الصراعات العديدة التي واجهتها في الوسط الفني طوال مشوارها وهو الجانب الذي لا يعرفه كثيرون عن حياتها، كما أنها كانت سيدة تمتاز بالشهامة والإيمان بالحرية، وكان لها دور وطني يعرفه الجميع، إضافة لزيجاتها المتعددة من نجوم كبار، وهو ما يدعو لأن تكون حياتها في أهمية حياة آخرين قدمت عنهم مسلسلات ناجحة ومنهم “أم كلثوم” و”الملك فاروق” و”أسمهان” متعددة المواهب وتعد كاريوكا من الفنانات المتعددات المواهب، وعرفت بأنها آخر العظماء في تاريخ الرقص الشرقي، حيث طورت أسلوبها الخاص الذي تأسست عليه مدرسة كاملة في الرقص الشرقي، في مقابل مدرسة سامية جمال التي لجأت إلى مزج الرقص الشرقي بالغربي، ويصنفها كثيرون على أنها الراقصة المصرية الأولى وربما الأخيرة، بعد تراجع هذا الفن في الربع الأخير من القرن العشرين وعودة الأجنبيات للسيطرة عليه. وفي موازاة إبداعاتها الفنية لعبت دوراً اجتماعيا وإنسانياً وسياسياً بارزاً، حيث ألقي القبض عليها أكثر من مرة بسبب نشاطها السياسي السري، حيث كانت عضواً في أكثر من تنظيم شيوعي أشهرها تنظيم “حدتو” وتأثراً بشخصيتها كتب أكثر من كاتب ومثقف عربي العديد من الدراسات عنها أهمها الدراسة التي كتبها الراحل إدوارد سعيد، علماً بأنها لم تتلق قدراً كبيراً من التعليم، ولكنها ثقفت نفسها وزادت من معارفها في شتى المجالات. ولدت بدوية محمد كريم في 22 فبراير 1915 في مدينة الإسماعيلية على قناة السويس” 140 كيلو مترا شرق القاهرة” وبدأت ممارسة الرقص والغناء والتمثيل وهي في سن صغيرة، حتى اكتشفتها الراقصة محاسن، ثم تعرفت على بديعة مصابني وانضمت إلى فرقتها فاستعانت بها في السينما والمسرح وغيرت اسمها الى “تحية” وفي سن الخامسة والعشرين بدأت شهرتها الحقيقية عندما قدمت عام 1940رقصة “الكاريوكا” العالمية في أحد عروض سليمان نجيب وهي الرقصة التي التصقت بها بعد ذلك وارتبطت باسمها الذي أصبح لاحقاً “تحية كاريوكا” وفي منتصف الخمسينيات من القرن الماضي اعتزلت الرقص الشرقي وتفرغت للسينما التي قدمت فيها أكثر من 130 فيلماً، حملت غالبيتها بصمتها الفريدة ومنها لعبة الست أمام نجيب الريحاني، وشباب امرأة أمام شكري سرحان وشادية، وخلي بالك من زوزو أمام سعاد حسني وحسين فهمي، و وداعاً بونابارت وإسكندرية كمان وكمان من إخراج يوسف شاهين، وقامت فيه بأداء دورها الحقيقي في حركة اعتصام أعضاء اتحاد النقابات الفنية، والمطارد والسقا مات والسكرية والطريق وسمارة و كيدهن عظيم وزائر الفجر والسراب وإضراب الشحاتين وأم العروسة و”واإسلاماه”، وإحنا التلامذة والتعويذة وروض الفرج وغير ذلك من الأعمال. الرقم القياسي كما شاركت في مسلسلات متى تبتسم الدموع و”حكايات هو وهي” وعصر الحب ودموع الشموع وأهل الطريق، وقدمت مع زوجها فايز حلاوة عدداً من المسرحيات الشهيرة منها “روبابكيا” و”يحيا الوفد” وحضرة صاحب العمارة. وتعد صاحبة الرقم القياسي في عدد الزيجات بين الفنانات، حيث تزوجت 14 مرة كانت الأولى عام 1939 من أنطوان عيسى ابن شقيقة بديعة مصابني، وانفصلا في ربيع عام 1940، وفي العام نفسه تزوجت أكبر أثرياء مصر في ذلك الوقت محمد سلطان باشا لستة أشهر ثم انفصلت عنه عندما طلب منها التخلي عن الرقص، ثم تزوجت الضابط الأميركي ليفي الذي أشهر إسلامه واصطحبها إلى الولايات المتحدة، إلا أنها ما لبثت أن انفصلت عنه، وتزوجت بعده المخرج فطين عبد الوهاب وانفصلا بسبب غيرته الشديدة عليها، ومن بعده تزوجت الفنان أحمد سالم. وكانت الزيجة السادسة من حسين عاكف طيار الملك فاروق الخاص ولكنهما انفصلا بعد شهرين فقط، وبعدما ظهر رشدي أباظة في حياتها وتزوجته، وبعده البكباشى مصطفى كمال صدقي ضابط الملك الذي أعتقل بعد قيام ثورة 1952 فانفصلت عنه، لتتزوج من عبدالمنعم الخادم واستمرت على ذمته خمس سنوات، وانفصلت عنه عام 1956عندما طالبها باعتزال الرقص، ثم تزوجت البكباشى طبيب حسن حسين، وفي منتصف عام 1959 تزوجت المطرب الصاعد وقتها محرم فؤاد وانفصلت عنه قبل أن تنتهي السنة، لتتزوج لمدة عام واحد من أحمد ذوالفقار صبري، قبل أن تتزوج للمرة الثالثة عشر ولمدة 18 عاماً من فايز حلاوة، وانتهى زواجهما بمشاكل وخلافات وصلت إلى القضاء، وبعده تزوجت المخرج حسن عبدالسلام حتى وفاتها اثر تعرضها لجلطه رئوية حادة بعد عودتها من رحله العمرة في 20 سبتمبر 1999 عن عمر يناهز 84 عاماً.