الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«أم الألعاب» تبحث عن أب

«أم الألعاب» تبحث عن أب
22 أكتوبر 2014 23:20
علي معالي (دبي) أم الألعاب.. تبحث عن أب!، هذه حقيقة تؤكد أن الاتحاد يفتقد إلى مضمار خاص به يوفر الأجواء المناسبة لتنظيم مسابقاته ويستضيف تدريبات المنتخبات الوطنية المختلفة، وتقول الأرقام والإحصائيات الخاصة بألعاب القوى: إن لدينا 21 نادياً مارست اللعبة، بواقع 2400 لاعب ولاعبة في كافة الألعاب، ولكن كل هذه الأندية لا يوجد بها مضمار قانوني يمكن أن تقام عليه بطولة بمقياس دولي، ليس هذا فحسب، بل إن ناديا وحيدا فقط يتواجد به مضمار يتم التدريب عليه وهو الوصل، أضف إلى ذلك أن هناك ألعاباً تنقرض مثل الزانة، وأخرى في الطريق إلى الانقراض وهي الوثب العالي، ومشاكل اللعبة لابد من مناقشتها بعمق وموضوعية من كافة الزوايا، خاصة وأن الوضع الحالي يجعل الأندية التي تمارس اللعبة ما هي إلا مجرد ديكور أو أحلام على ورق . هناك العديد من المتناقضات في مجال اللعبة منها أن أندية لا يوجد بها مضامير حالياً تحقق البطولات مثل النادي الأهلي، الذي يتواجد به 8 مدربين وأخرى بها مضمار ابتعدت عن منصات التتويج، وثالثة لديها مدرب واحد فقط وغير متخصص، حيث يمارس التدريب كهواية إلى جوار مهنته في مجال التدريس، كما أن هناك أندية دون لاعبين خاصة في أندية الهواة، حيث تضطر هذه الأندية مثلاً إلى الاشتراك في البطولات بلاعبين من لعبات أخرى. وينذر الوضع الحالي بما لا يخدم مستقبل اللعبة، حيث إن الشواهد تؤكد أن الأندية لا تولي لأم الألعاب أي اهتمام، وكل التركيز منصب على كرة القدم على الرغم من أن إعداد لاعب في ألعاب القوى ليس مكلفاً مثل كرة القدم، أضف إلى ذلك أنه من المفترض أن يكون هناك تنسيق كامل بين الأندية ومشروع الأولمبياد المدرسي، وهو ما لا يحدث على أرض الواقع. والوضع الحالي لأنديتنا وملاعبنا لا يجعل الأمور تقود إلى تنظيم بطولة كبرى سواء قارية أو عالمية، وبالتالي فإن الخبرات تتقلص لدى لاعبينا، وهو ما يدفع اتحاد اللعبة إلى إرسال لاعبينا إلى معسكرات خارجية لاكتساب أجواء البطولات. والقضية الأخرى التي تهدد اللعبة المدربون، حيث اختفت كثيراً المواهب التدريبية بعد وجود عدد كبير من مدربي المدارس وهم غير متفرغين، وخبراتهم قليلة، وبعض الأندية تعتمد عليهم في منافسات مختلفة، وذلك لعدم وجود الدعم المادي المناسب داخل هذه الأندية للصرف على المدربين والذين هم قطاع مهم وأصيل لتطوير أم الألعاب، ومن المشاكل أيضاً غياب المتابعة الجماهيرية وفي بعض البطولات المحلية مثلاً نجد عدد الحكام ربما يفوق عدد اللاعبين المشاركين، وأحد الأسباب المهمة في ذلك هو عدم وجود الحافز لدى لاعبينا خاصة الصغار. من جانبه، قال سعد المهيري، أمين السر العام للاتحاد: هناك 2400 لاعب ولاعبة يمارسون هذه الرياضة، ولكن الأزمة الطاحنة التي تواجه هذا العدد الكبير من الممارسين أنهم لا يجدون المكان المثالي للعبة، من خلال الفراغ الكبير المتواجد في أنديتنا بعدم توفير المضامير المناسبة، ولا يوجد مضمار إلا في نادي الوصل فقط، وهو من بين أنديتنا الـ 21 التي تمارس اللعبة على مستوى الدولة». وأضاف: «التدريبات التي يقوم بها المدربون منها ما يكون على البحر أو في الشوارع، والمدارس أيضاً، وعدم وجود مضمار قانوني يمثل أزمة كبيرة بالفعل يجب أن يكون هناك حل لهذه المعضلة الكبرى التي هي أساس بناء اللعبة». وتابع: «في الماضي.. كان لدينا 4 أندية في دبي بها مضامير للقوى وهي الأهلي والنصر والشباب والوصل، لكن تمت إزالة هذه المضامير في النصر والشباب والأهلي، وبقي الوصل، وحدثت هذه الإزالة قبل أن يكون مجلس دبي الرياضي متواجداً على أرض الواقع، كما أن اتحاد القوى لم يكن له سيطرته على الأندية في مثل هذه الأمور». وأوضح: «نادي دبي للمعاقين يرحب بنا كثيراً في التدريبات وهو أحد الأحضان الدافئة التي تستقبل تدريباتنا، وكذلك في نادي الوصل ونادي ضباط الشرطة». وأشار المهيري إلى أن الوصل كان بطلاً في جميع الفئات من قبل، ولكن الأهلي أحدث طفرة منذ 2008، من خلال اختيار لاعبين على مستوى متميز وعمل معسكرات خارجية تصل إلى 6 أشهر ما أفرز المواهب المناسبة، وأعتقد أن سبب تراجع الوصل حالياً يعود إلى عدم الاهتمام الكافي، والرقم الصعب الحالي أصبح نادي النصر من خلال وجود لاعبين ومدربين، وأماكن للتدريب يتم توفيرها». من ناحيته، أكد نوفل الجابي المدرب بنادي ضباط الشرطة أن ألعاب القوى مرتبطة بغيرها من الألعاب الأخرى وهي منظومة متكاملة مع بعضها البعض، ولابد أن يكون لدينا نظام رياضي خاص يشمل كل الألعاب، والخطأ يتحمله الجميع وليس اتحاد اللعبة فقط، بل الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والأندية ومعهم كذلك اتحاد اللعبة، وبتحليل منطقي للعبة في الدولة، فإن الخامات البشرية متواجدة إذا نجح المدرب في انتقاء المواهب برؤية سليمة تساهم في النهاية في ترغيب المبتدئين للعبة بالشكل الذي يجعل الممارس لها ينجذب بسرعة ويستطيع تقديم من نريده منه كمدربين مستقبلاً، ومسألة الترغيب في اللعبة أمر مهم للغاية». وأضاف: «في إدارات الأندية لا يوجد الاهتمام المناسب للتطوير، وهناك 19 نادياً من أصل 21 ناديا لا يوجد لديها مضامير تمارس عليها التدريبات، والتناقض هو أن النادي الأهلي حصل على العديد من الألقاب المحلية دون مضمار». وقال: «رغم هذا العدد الكبير من الأندية، المنافسة محصورة بين 3 أو 4 أندية فقط، وهو أمر لا يساهم بالطبع في تطوير اللعبة وتألقها المطلوب، وفي تصوري أن المضمار لن يتكلف مثل حمام السباحة مثلاً». وتابع: «عندنا 4 فئات سنية في كل ناد، وهل يتصور أحد أن هناك مالايقل عن 18 ناديا يشرف على تدريبهم مدرب واحد ولكل الفئات، وفي النهاية مطالب برفع المستوى، وهو بالطبع أمر غير صحيح، ولا يمكن أن نطالب الاتحاد بتحقيق الإنجازات ولا نوفر له سبل ووسائل تحقيق البطولات». وأوضح: «الغريب أن نادياً لا يمتلك مضماراً لديه 5 مدربين، وآخر لديه مضمار يقوم بالتدريب فيه مدرب واحد فقط، مشيراً إلى أن مسؤولية التطوير تقع على عاتق الجميع، حيث إن عنصر المحاسبة غائب في كثير من الأمور، وأتساءل لماذا لا تقوم اللجنة الأولمبية بمحاسبة الاتحاد؟، ولماذا لا يحاسب الاتحاد الأندية؟». ترويسة - 2 أصبحت العداءة علياء سعيد أول لاعبة متأهلة للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية 2016 لتحقيقها الرقم المؤهل للمشاركة في سباق 10 آلاف متر بعد فوزها بذهبية الآسياد. أرقام في الموازنة (دبي - الاتحاد) أكد أحمد الكمالي أن موازنة اتحاد ألعاب القوى هي 500 ألف درهم مخصصة للمشاركات في البطولات المختلفة، ويدعم الاتحاد الأندية بمبلغ مليون و200 ألف درهم، ويصرف الاتحاد على الهيكل الإداري (رواتب مدربين وسكن) أكثر من مليون درهم، وهناك مليونا درهم إيجار لمقر الاتحاد والسيارات، ويتم الحصول على كل هذه المخصصات من الدولة. ووسط هذه المصروفات، يقوم الاتحاد بتوفير مليون و500 ألف درهم بجهود ذاتية للأعضاء ومن الرعاية والتسويق الخاصين بالبطولات، اللذين نجد صعوبة كبيرة في الحصول عليهما. ترويسة - 1 يعتبر مضمار نادي دبي للمعاقين الملاذ الأول لمنتخبات ألعاب القوى، حيث تستضيف ملاعب النادي تدريبات المنتخبات في ظل قلة الأندية التي تتوافر فيها الإمكانات. عمر السالفة: لم أشعر بأنني بطل (دبي - الاتحاد) أكد العداء عمر السالفة أنه لم يشعر بأنه بطل رغم تحقيق العديد من الألقاب على المستوى المحلي أو الخليجي أو العربي أو القاري. وقال: «كنت أعتقد أنني عندما أحصل على هذا العدد الكبير من الميداليات، أنني سأحصل على وظيفة مناسبة، ولكن كل طموحاتي تحطمت بعد ذلك، ولكنني لم أندم مطلقاً على ممارستي لأم الألعاب». وتساءل السالفة: «هل يعقل أن يكون ناديا الوصل وضباط الشرطة في دبي هما من يوجد بهما الحركة الطبيعية والتدريبات الخاصة باللعبة فقط، على الرغم من أن هناك 21 نادياً تمارس اللعبة». الفجوة تهدد (دبي - الاتحاد) قال محمد محكوم اللاعب السابق والمدرب الحالي، إن هناك فجوة كبيرة في مجال اللعبة، خاصة أن الأندية لا تساهم في تفريخ اللاعبين الذين يستطيعون المنافسة العالمية والدولية، فأساس اللعبة هو الملعب، ويبدو أن هذا الأمر سيستمر كثيراً، في ظل الاهتمام الكبير بألعاب أخرى، خاصة كرة القدم التي تطغى على كل الألعاب خاصة ألعاب القوى. وتابع: «عدم وجود مضامير سيجعل عدداً من الألعاب ينقرض مثلما حدث في الزانة، حيث لا يوجد المكان المناسب لممارسة هذه الرياضة، وفي الطريق الوثب العالي الذي لا يمارسه سوى اثنين فقط في الوقت الحالي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©