الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بداية الهزيمة.. «داعش» في مأزق

23 أكتوبر 2014 00:11
دويل مكمانوس لم يعد يصحّ القول بعد الآن إن الولايات المتحدة تخسر الحرب ضد تنظيم «داعش»، ولا حتى في الشرق الأوسط بشكل عام. لأن الانتصارات تتوالى. وفي سوريا، وتحديداً في بلدة عين العرب «كوباني» التي أشرفت على السقوط قبل أسبوعين فحسب، أفلتت الآن من قبضة مقاتلي «داعش» بفضل الضربات الجوية للقوات الحليفة وإسراع الولايات المتحدة إلى إسقاط المدافع والأسلحة والذخائر عن طريق الجو إلى المدافعين عنها.وفي العراق المجاور، لم يعد الجيش العراقي يفقد حواجزه الدفاعية حول بغداد، بل لقد بادر إلى إطلاق بعض العمليات الهجومية المحدودة في ضواحي العاصمة. صحيح أنه لم يتمكن من استعادة السيطرة على المناطق التي سبق له أن فقدها لصالح «داعش»، ولكنه على الأقل لم يعد يفقد المزيد من الأراضي والمواقع من جديد.أما على الجبهة السياسية، فقد تمكنت الحكومة العراقية بعد جدل طويل من تعيين وزير جديد للدفاع (من المذهب السني) ووزير للداخلية (من المذهب الشيعي) بعد شهر من السجالات التي غلب عليها طابع الأخذ والردّ. وهذه خطوة تمهد الطريق أمام بغداد لإعادة بناء قواتها المسلحة وإطلاق المزيد من العمليات الهجومية على رغم صعوبة تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية المهمة.وكانت هذه التطورات كافية من وجهة نظر بعض كبار المسؤولين وأصحاب القرار في إدارة أوباما للتخلي عن الحذر والقلق أثناء الإعلان عن تسجيل بعض الانتصارات، ولذلك قال «جوش أرنست»، الناطق باسم البيت الأبيض، في تصريح صحفي الأسبوع الماضي: «إن استراتيجيتنا تثبت نجاحها على أرض المعركة». ويمكن فهم مثل هذا التصريح في موسم الانتخابات النصفية حيث لا يمتلك البيت الأبيض من الأخبار السارّة التي تصلح للاحتفال بها إلا ما ندر. وهذا يبرر طرح السؤال التالي: هل ما ورد في تصريح جوش صحيح حقاً؟ لقد صدر تصريح آخر عن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال «لويد أوستين الثالث» عندما قال في مؤتمر صحفي نظم الأسبوع الماضي: «إننا نحقق بالفعل النتائج التي كنّا نتوخاها، إلا أن تحقيق المزيد من النجاح يتطلب بعض الوقت». ومن أجل قطع الشك باليقين، قصدتُ الخبير العسكري «دوغلاس أوليفانت» العضو في «المؤسسة الأميركية الجديدة»، وهو ضابط ومسؤول سابق في البيت الأبيض سبق له أن اشترك في وضع الخطة الناجحة للسيطرة على بغداد في عام 2006. وقال لي: «إنهم في مأزق حقيقي، وعلى رغم أننا لم نتمكن من القضاء على مقاتلي داعش، إلا أننا منعناهم من التقدم إلى مواقع جديدة، وهذا يعدّ تطوراً جيداً بالمقارنة مع ما كان عليه الوضع في سبتمبر الماضي، عندما أصبح مقاتلو داعش على مشارف بغداد». على أن إيقاع «داعش» في هذا المأزق تم بتدخل عسكرية أميركي محدود نسبياً اشتمل على 441 غارة جوية، 8 منها نفذت في 19 أكتوبر، أي بمعدل سبع غارات يومياً. ويواصل أوباما رفضه لاستخدام القوات البرية الأميركية في المعركة خوفاً من انزلاق المهمة عن مسارها المحدد.وفي سوريا، لا تعد الغارات الجوية على عين العرب «كوباني» خرقاً لقرار أوباما بعدم إشراك القوات البرية في الحرب. وقد رفض البيت الأبيض اقتراحاً تركياً بإقامة «منطقة آمنة» بحماية حلف شمال الأطلسي «الناتو» يلجأ إليها الثوار والمدنيون في شمال سوريا. والمشكلة القائمة الآن أمام قوات التحالف هي أن الضربات الجوية ليست وسيلة للسيطرة على الأرض. ولهذا السبب، فإن هناك حاجة ماسة لاستخدام القوات البرية، وهذه حقيقة لا تخفى عن أوباما ومستشاريه. وهم يريدون أن تتكفل القوات المحلية التي تتمثل في الجيش العراقي والفصائل السورية المعتدلة، بهذه المهمة، إلا أن ما يقف حائلاً دون وضعها موضع التنفيذ هو أن الجيش العراقي تعوزه الجاهزية والخبرة القتالية، كما أن الفصائل المعتدلة في سوريا أصبحت نادرة الوجود من الناحية العملية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «أم. سي. تي إنترناسيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©