الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خطة للاستفادة من المبادرة الأورو متوسطية لدعم الاقتصاد المصري

خطة للاستفادة من المبادرة الأورو متوسطية لدعم الاقتصاد المصري
8 أكتوبر 2011 22:26
بدأت الحكومة المصرية وضع خطة لتحقيق أقصى استفادة من المبادرة الأورومتوسطية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لدعم جهود التنمية والاستثمار في دول جنوب المتوسط خاصة مصر وليبيا وتونس. وتسعى الخطة المصرية إلى وقف التراجع في الاستثمارات الأوروبية القادمة إلى البلاد، والسعي لجذب رؤوس الأموال لمجموعة من القطاعات الاقتصادية المهمة مثل الصناعات الغذائية والخدمات اللوجيستية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصناعة السيارات والسياحة. ويعزز من طموح الخطة المصرية ما كشفه الاتحاد الأوروبي مؤخراً عن رصد نحو عشرة مليارات يورو كمرحلة أولى لدعم جهود التنمية والاستثمار في جنوب المتوسط، حيث سيتركز التمويل الأوروبي على مشروعات البنية التحتية في مصر والطاقة في ليبيا والسياحة في تونس. وتتزامن الخطة المصرية مع تحركات وزارة التعاون الدولي وتحالف اتحادات الأعمال الاورومتوسطية ـ وهو أحد تنظيمات رجال الأعمال المصريين المتعاملين مع السوق الأوروبية ـ بهدف سرعة إدخال المبادرة الأوروبية حيز التنفيذ الفعلي للاستفادة من الدعم المقدم من الجانب الأوروبي، والذي سيتولى تنفيذه كل من بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير. ويضم تحالف اتحادات الأعمال، بالإضافة إلى الجانب المصري العديد من الشركات الأوروبية واتحادات الصناعات الأورومتوسطية واتحاد هيئات الاستثمار الأورومتوسطية واتحاد غرف البحر المتوسط، وكذلك اتحاد الغرف الأوروبية. وكشفت قمة تحالف اتحادات الأعمال الأورومتوسطية التي عقدت قبل أيام بمدينة الاسكندرية عن اعتماد خطة عمل لمدة أربعة أعوام بين 2012 - 2016 تتركز على 6 محاور رئيسية. ويتوافر حالياً من تمويل مباشر من الاتحاد الأوروبي لدول المنطقة يتراوح بين 2,4 و2,5 مليار يورو كتمويل حكومي مباشر فيما تعتزم الشركات الأوروبية المرتبطة بشبكة المصالح الاقتصادية في مصر وليبيا وتونس ضخ نحو 22 مليار يورو خلال السنوات الثلاث المقبلة في مشروعات مشتركة مع الجانب العربي. وتم استعراض العديد من المشروعات الجاهزة للتنفيذ خاصة في مصر وهي مشروعات تتركز في توليد الطاقة المتجددة ومشروعات بنية تحتية لطرق وموانئ ومطارات، ومحطات لتحلية مياه البحر في منطقة الساحل الشمالي الغربي تمهيداً للاستفادة من الظهير الصحراوي في إنشاء مناطق عمرانية جديدة، واستصلاح نحو ثلاثة ملايين فدان بوادي النطرون شمال مصر. وكشفت أعمال هذه القمة عن أن مصر ستكون في صدارة الدول التي تستفيد من حزمة الاستثمارات الأوروبية المنتظر أن تدخل المنطقة خلال السنوات الثلاث القادمة. وأظهر تقرير متابعة أداء دول جنوب المتوسط تقدم مصر في مختلف تلك المعايير باستثناء التحول الديموقراطي، بينما أتاحت ثورة 25 يناير فرصة أخرى لالتزام مصر بجميع معايير سياسة الجوار الأوروبية، والتي يتم منح الدعم والمساعدات من الجانب الأوروبي على أساسها. وحسب التقرير، فإن مصر تستحوذ حالياً على 25% من إجمالي المنح الأوروبية المقدمة لمنطقة جنوب المتوسط، والتي بلغت حتى الآن نحو 5 مليارات يورو. وأبدى الجانب الأوروبي استعداده للتعامل مع مشاكل عجز ميزان المدفوعات المصري في المرحلة المقبلة، وهو العجز الذي سجل نموا كبيراً هذا العام نتيجة تراجع عائدات مصر من السياحة وتحويلات العاملين بالخارج. اتفاقية أغادير وقال التقرير إن المبادرة الأوروبية تستهدف تنفيذ اتفاقية أغادير التي تضم تونس ومصر والمغرب والأردن، حيث من المنتظر أن يجري رصد تمويل إضافي للمشروعات الداخلة في نطاق هذه الاتفاقية خاصة في قطاعات الصناعات الصغيرة والمتوسطة والغزل والنسيج والجلود والصناعات المغذية للسيارات وهي الصناعات التي تتوافر لها المواد الخام اللازمة في دول المنطقة على أن يتم تصدير المنتجات النهائية إلى دول الاتحاد الأوروبي. وحسب مستثمرين مصريين متعاملين مع السوق الأوروبية، فإن التحرك المصري يأتي متزامناً مع رغبة أوروبية في إعادة صياغة العلاقة الأوروبية المتوسطية على أسس جديدة بعد التحولات السياسية الجذرية التي تشهدها بلدان جنوب المتوسط. وإذا كانت أوروبا تمثل الشريك التجاري الأول لمصر والمصدر الأول للسياحة والاستثمار فإن مصر تسعى إلى تعظيم العائد من هذه العلاقة في المرحلة المقبلة لاسيما في ظل الضغوط المتزايدة التي يواجهها الاقتصاد المصري سواء على صعيد عجز الموازنة أو على صعيد تراجع تدفقات النقد الأجنبي الواردة للبلاد، مما يهدد بتأكل الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي المصري. ويشير هؤلاء إلى أنه رغم الأزمة التي تعانيها بعض البلدان الأوروبية مثل اليونان حاليا، فإن أوروبا تنظر إلى مرحلة ما بعد الأزمة. وأكد الدكتور علاء عز -أمين عام تحالف اتحادات الأعمال الأورومتوسطية- أن مصر عرضت على الجانب الأوروبي قائمة محددة بعدد من مشروعات البنية التحتية بتكاليف إجمالية 40 مليار يورو، مضيفاً أن عدداً كبيراً من رجال الأعمال الأوروبيين الذين شاركوا في القمة الأورومتوسطية بدأوا دراسة هذه المشروعات بشكل جدي. آليات التمويل وقال إن ثمة زيارات لأوروبا سوف تتم خلال الأسابيع القادمة وتضم وفوداً متنوعة من المستثمرين المصريين ومنظمات الأعمال النوعية بهدف التعرف إلى آليات التمويل المتاحة إلى جانب دراسة إمكانية توسيع الدور التمويلي لبنك الإنشاء والتعمير الأوروبي ليشمل الدخول في تمويل مباشر وليس عبر الحكومات لمشروعات مصرية في البنية التحتية أو غيرها. وأوضح أن التراجع الذي حدث في التدفقات الاستثمارية الأوروبية إلى مصر ودول جنوب المتوسط خلال العام الجاري كان متوقعاً على خلفية الأحداث السياسية الدرامية التي شهدتها دول المنطقة، إلا أن جهوداً تبذل من الجانبين لوقف التدهور في هذه التدفقات وإعادتها إلى معدلاتها الطبيعية خلال الفترة القصيرة المقبلة نظراً للتأثير الكبير للدور الاستثماري الأوروبي في مصر خاصة في المجالات التي تتسم بأنها عالية التقنية أو ذات رؤوس أموال ضخمة مثل التنقيب عن النفط وبناء معامل التكرير أو محطات الكهرباء وغيرها من المشروعات ذات الطبيعة الخاصة. وتوقع أن يصل إجمالي الاستثمارات الأوروبية الوافدة لمنطقة جنوب المتوسط إلى 20 مليار يورو خلال الربع الأخير من العام الحالي والربع الأول من العام المقبل، على ضوء العديد من المؤشرات واقتراب إنجاز الانتخابات التشريعية في مصر وتونس وتشكيل حكومة جديدة في ليبيا تتولى إدارة الملف النفطي الذي تعرض للتجميد في الفترة الماضية. من جانبه، قال محمد الديب العضو المنتدب للبنك الأهلي سوسيتيه جنرال إن المبادرة الأوروبية الجديدة تعكس رؤية استراتيجية للتعامل الأوروبي المستقبلي مع دول جنوب المتوسط، وتؤكد نظرية الشراكة التي جرى اعتمادها كأساس للعلاقات بين الطرفين منذ سنوات طويلة، وتعني وجود مصالح مشتركة بين ضفتي المتوسط وأن العلاقات لايمكن أن تكون عابرة، بل لابد أن ترتكز إلى أسس من التكافؤ الذي يضمن استمرارها. وأشار إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد مزيداً من التعاون بين أوروبا ودول جنوب المتوسط بفضل اتساع دائرة المصالح بين الطرفين لتشمل السياحة والتجارة المتبادلة ووجود جاليات عربية ضخمة في هذه الدول إلى جانب الاهتمام بملف الطاقة المتجددة حيث تراهن أوروبا على سد جوعها من الطاقة عبر شمس جنوب المتوسط وترصد لذلك استثمارات ضخمة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©