الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جود وفصاحة

23 أكتوبر 2014 00:34
عد العرب الفصاحة من ضرورات الرجولة والفروسية، وحتى من ضرورات تقلد الوظائف والمناصب، ومن الوزراء الفصحاء يحيى بن خالد بن برمك الوزير الجواد، الذي كان سيداً في قومه وأفضلهم جوداً وحلماً ورأياً، وكان من أكمل أهل زمانه أدباً وفصاحة وبلاغة، وأخباره في الكرم والشرف مشهورة، وتقدم على أكثر أهل عصره في الإنشاء والكتابة. قال: ما رأيت رجلاً إلا هبته حتى يتكلم، فإن كان فصيحاً عظم في عيني وصدري، وإن قصر سقط من عيني. ومن أجمل ما روي عنه أنه كان يقول لولده: اكتبوا أحسن ما تسمعون، واحفظوا أحسن ما تكتبون، وتحدثوا بأحسن ما تحفظون. وقيل له: أي الأشياء أقل؟ قال: قناعة ذي الهمة البعيدة بالعيش الدون، وصديق كثير الآفات قليل الإمتاع، وسكون النفس إلى المدح. وقيل له ما الكرم؟ فقال ملك في زي مسكين، قيل له فما اللؤم؟ قال: مسكين في بطش عفريت. قيل فما الجود؟ قال عفو بعد مقدرة. وقال: إذا فتحت بينك وبين المعروف فاحذر أن تغلقه ولو بالكلمة الجميلة. وقال الفضل له: يا أبت، ما لنا نسدي إلى الناس المعروف فلا يتبين فيهم كتبينه ببر غيرنا؟ قال آمال الناس فينا أعظم من آمالهم في غيرنا، وإنما يسر الإنسان ما بلغه أمله. وقال: أنا مخير في الإحسان إلى من أحسن إليه، ومرتهن بالإحسان إلى من أحسنت إليه. وقال القاضي يحيى بن أكثم: سمعت المأمون يقول: لم يكن كيحيى بن خالد وكولده أحد في البلاغة والكفاية، والجود والشجاعة، وكان يحيى يجري على سفيان الثوري عنه ألف درهم في كل شهر، فكان إذا صلى سفيان يقول في سجوده: اللهم إن يحيى كفاني أمر دنياي فاكفه أمر آخرته. فلما مات يحيى رأى في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بدعاء سفيان. محمد البادي - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©