تحرص الدولة على دعم الشباب في تكوين أسرة مستقرة وسعيدة، ويعد الدعم المالي وتخفيف أعباء الزواج أحد الأدوار الحكومية الأساسية لتحقيق هذا الهدف، لذلك صدر قرار بتحديد سقف للمهور «وإن كان الواقع يشهد الكثير من التجاوزات»، كما يتم تقديم منحة قدرها 70000 وامتيازات أخرى للمقبلين على الزواج ممن تنطبق عليهم الشروط، ويتم بين فترة وأخرى تنظيم أعراس جماعية لتقليل التكاليف وجمع كل العرسان في وليمة واحدة، إلا أن هذا العرس الجماعي في الغالب لا يسد حاجة العرسان فيقيم الكثيرون منهم عرساً آخر ووليمة غداء أو عشاء للرجال وأخرى للنساء، وهنا مربط الفرس، فالهدف من العرس الجماعي لم يتحقق في هذه الحالة.
بل نستطيع القول إنه زيادة تكاليف تتحملها الدولة، ولا تغني في الغالب عن إقامة كل شخص عرسه الخاص الذي يدعو فيه الأقارب والأصدقاء والمعارف، وهنا أقترح أن نتجه لدعم نمط الأعراس الجماعية القبلية، أي العرس الجماعي لأبناء القبيلة الواحدة، بحيث تقام وليمة واحدة لمجموعة كبيرة من العرسان وندفع تكلفة وليمة واحدة بالتشارك أفضل من أن يدفع كل واحد قيمة وليمته، والفائدة المرجوة أن الحضور «والمعازيم» هم أنفسهم لجميع عرسان القبيلة، وبالتالي لا يحتاجون لإقامة ولائم أخرى.
ويمكن في البداية أن نطبق هذا النموذج على الأعراس الرجالية، وبحسبة بسيطة إذا كانت تكلفة حجز القاعة والبوفيه وبقية الخدمات تبلغ 50000 للعرس الواحد وكان لدينا 5 عرسان من قبيلة واحدة، وأقام كل واحد منهم عرسه الخاص ودفع كل واحد 50000 درهم بمجموع 250000، فإن جمع هؤلاء العرسان الخمسة في عرس واحد سيكلفهم جميعاً فقط 50000 يدفع كل واحد منهم 10000، أي أننا وفرنا 200000 من الإجمالي ووفرنا 40000 على كل عريس. وهنا أدعو المؤسسات الحكومية المعنية وعلى رأسها «صندوق الزواج» إلى دعم هذه الفكرة، وأدعو أعيان القبائل وشبابها إلى التفكير ملياً في هذا الاقتراح، وهو مطبق فعلياً لدى بعض القبائل، ولكننا نحتاج إلى تعميمه على مستوى الدولة، لنخفف أعباء الزواج على الشباب ونكسب كل عام عوائل جديد تشارك في صناعة عز الوطن وأمجاده وتحفظ استقراره ورخاءه.
سليمان أحمد سليمان - عجمان
عدد اليوم
