الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف تثبت ذاتك؟

23 أكتوبر 2014 00:34
إثبات الذات في مثل المرحلة العمرية لطلبة التعليم الثانوي ضرورة للوقاية من الظواهر السلوكية المنتشرة خاصة مع دخولنا المراهقة التي تؤدي إلى التغيرات السيكولوجية والبيولوجية مما يؤثر في التفاعلات والانفعالات وينعكس على محيط الطالب بالسلب أو الإيجاب. ويتنوع إثبات الذات بحسب الثقافة المكتسبة لدى الشباب فمنهم من يرى في السلوكيات الطائشة والمخالفة لأعراف المجتمع إثباتاً للذات مثل أن يدخن أو يقود السيارة دونما رخصة رسمية أو يتحرش بالآخرين. ومنهم من يرى في إثبات الذات إثبات شخصيته المتزنة ذات الطموح المميز الذي يسعى من خلاله كل فرد للارتقاء بإمكانياته وخبراته ومهاراته بالجد والاجتهاد واجتياز مراحل الدراسة بتفوق واضعاً نصب عينيه أهدافه المستقبلية التي تنصب في الحصول على أفضل فرص دراسية جامعية في تخصصات مرموقة. ومن وجهة نظري، فإن إثبات الذات هو إثبات الطموح لدى الفرد نحو ذاته وكيف يريدها أن تكون ذات حضور مجتمعي نافع لنفسه وأهله ومجتمعه. ويبدأ إثبات الذات بتطوير وتحسين علاقة الفرد بالمحيطين به ابتداء من خالقه وعقيدته ثم قيادته والمجتمع المحيط به. وهذا يتطلب المزيد من التخطيط لتحقيق الأهداف المرجوة للفرد سواءً الشخصية أو الاجتماعية أو الدراسية أو المهنية. وللتفوق دوماً متطلبات عديدة تبدأ بالاستعداد النفسي والعلمي والدعم الأسري وأن تكون لدى الفرد إرادة حقيقية والعمل بكل اجتهاد لتحقيق هدفه وبذل المزيد من الجهد والاهتمام بشرح المعلم في الدراسة والتجاوب الإيجابي معه والتواصل المباشر لتوضيح ما يصعب عليه والبحث العلمي وتعزيز ذلك بالقراءة والاطلاع والمشاركة في الأنشطة الطلابية. ومن مواقف إثبات الذات التي مررت بها إقناع أسرتي بابتعاثي للدراسة بالخارج في المرحلة الإعدادية في فرع المدرسة بمدينة باث البريطانية فيها حتى اكتسبت بتفوقي اشتراطات المشاركة والتسجيل ثم أقنعت أسرتي بجديتي واهتمامي بنفسي وأنا هنا بينهم وأنني سأحقق طموحي وطموحهم بأن أحقق تطوراً تعليمياً في اكتساب المزيد من المهارات التعليمية حتى وافقت أسرتي على تمويل سفري وتحمل نفقاته، ورغم أن رغبتي بالدراسة في بريطانيا لم تكن في الحسبان بسبب الطقس الشديد البرودة في يناير والذي كان تحدياً إضافياً لي غير تحدي التعلم خارج الوطن وبعيداً عن الأسرة معتمداً على ذاتي في تدبير كل شؤون حياتي مع زملائي في السكن المدرسي وحرصت أشد الحرص برغم صعوبات عدة ومنها الوجبات والأمراض الخفيفة التي مررت، بالإضافة إلى تنظيم المصروف المالي اليومي وتمكنت من خلال قيم أسرتي من التعامل مع الآخرين بالأخلاق الفاضلة والاحترام وعدم التدخل في شؤون غيري والانتباه لمتطلبات حياتي ودراستي والتركيز عليها والمشاركة بفاعلية في الأنشطة الاجتماعية ما اكسني أصدقاء جدداً اطلعت على خبراتهم الحياتية واستفدت منها كثيراً في إثبات ذاتي. محمد عبد الرحمن رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©