السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نداء العقل

نداء العقل
16 فبراير 2010 20:01
المشكلة.. عزيزي الدكتور: أبلغ من العمر 33 عاماً، تزوجت زواجاً تقليدياً منذ خمس سنوات، وأنجبت خلالها طفلاً وطفلة، وأعمل في وظيفة جيدة، ومشكلتي في زوجتي التي احترت كثيراً في فهمها. وبذلت مجهوداً كبيراً في بداية حياتنا الزوجية كي أتوافق معها، وحتى نستطيع معاً أن نربي أطفالنا. حدث سوء تفاهم كبير بيننا دون سبب محدد، وتطور الأمر إلى أنها تركت البيت، ووقفت أسرتها إلى جانبها، ووقع الطلاق الأول، وبعد مدة وجيزة تدخل أهل الخير، وأعدتها، وسرعان ما حدثت المشاكل من جديد، وفشلت في التعامل معها، وطلقتها ثانية، وانتقلت إلى بيت أهلها مع طفلينا، وما أن تعرض الابن الأكبر لمرض استلزم معه جراحة عاجلة في القلب، تكررت مرات لقاءاتنا، وتدخل أهل الخير من جديد ثانية، وتم الصلح، وأعدتها من جديد• خلال السنتين الأخريين، اقتربت من إحدى الزميلات، ونشأت علاقة ما بيننا، وتكررت لقاءاتنا ولا سيما بعد طلاقها من زوجها دون إنجاب، وارتاح قلبي إليها كثيراً، واتفقنا على الزواج• الآن•• وجدت نفسي في مأزق، فلا أنا قادر على التخلي عن زوجتي رغم عيوبها بسبب أولادي وخشية تشردهم، ولا الزواج من زميلتي لأنني لا أحبذ الجمع بين زوجتين، إلى جانب أنها ترفض الزواج في حالة استمرار حياتنا الزوجية مع زوجتي أم أولادي، وغير قادر على التخلي عن وعودي لها بالزواج•• إنني في حيرة من أمري، لعلني أجد لديكم حلاً لهذه المشكلة• سرور س• النصيحة.. لا أعرف لماذا أستشعر تحاملك على زوجتك؟ ولا أعرف لماذا لم تذكر عنها سوى الجوانب المظلمة، ولم تذكر عنها كلمة واحدة بالخير سوى أنها “طيبة”؟ هل أصبحت “الطيبة” صفة مذمومة في هذا الزمن؟ رسالتك غامضة، وأراها تتناول وجهة نظر واحدة، وكأنك تحملها وحدها نتيجة سوء التوافق بينكما، وفي اعتقادي أن علاقتك المتأججة بزميلتك إياها، هي التي ساعدت على اتساع المسافة بينكما، وأعتقد أيضا أن توتر علاقتك بزوجتك لم تتزايد إلا بعد أن جربت حلاوة “اللقاءات” التي اعترفت بها، وأظن أن مثل هذه اللقاءات المحرمة تنامت على أنقاض حالة التقبل بينك وبين زوجتك. أنا لا أتهمك بشيء، فقد تكون زوجتك مزعجة وغير مريحة، لكن ليس معنى ذلك أن تبحث عن ملاذ محرم للهروب. أليس بمقدورك أن تتحمل مزيداً من الجهد، وأن تحاول مجدداً الاقتراب من زوجتك من أجل أطفالك؟ الآن أنت في موقف حرج جداً إذا ما حدث الطلاق لثالث مرة، لذا فالأمر يستوجب أن تعود إلى رشدك وتفكر جيداً، وأن تبحث لشريكة حياتك عن النقاط المضيئة في شخصيتها، وتلتمس لها العذر قبل أن تحضر لها الاتهام• راجع نفسك بعيداً عن أية مؤثرات أخرى، وحاول قدر إمكانك احتواء واحتضان أطفالك وحمايتهما من مشاكل كثيرة تنتظرهما إن استجبت لأهوائك ونزعاتك التي تحاول أن تربطها بشماعة “زوجتك غير المريحة”، وأتمنى أن تستجيب لنداء العقل والحكمة بداخلك•
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©