الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فرج علام: قلة كتب السيرة الذاتية عربياً تعود لخشية الكاتب من تعرية الذات

8 أكتوبر 2011 23:49
قال الباحث المصري الدكتور فرج علام أن العلل التي جعلت السيرة الذاتية قليلة النتاج في الأدب العربي تعود إلى تأجيل الكاتب كتابة سيرته إلى ما بعد تحقيق إنجازات أدبية مهمة تكون ميداناً لكتابة السيرة، كما أن الإقبال على السيرة الذاتية يعد قليلاً كون السيرة تعرية للذات، وهذا ما يخشاه الكثيرون، بالإضافة إلى خفوت أهمية الحدث المثير في وقته بعد لأي من الزمن مما لا يشغل الكاتب والمتلقين. وفي محاضرة نظمتها جماعة الأدب ضمن جلستها الأسبوعية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي الأسبوع الماضي تحدث علام في محاضرته التي حملت عنوان “بواعث كتابة السيرة الذاتية بين المكتوب والمسكوت عنه” عرف علام “السيرة الذاتية” كونها جنساً أدبياً لا يتجاوز عمره قرابة قرنين من الزمان، وقال “وإن كانت ظهرت كتابات سابقة لأشخاص كتبوا عن أنفسهم باعتباره فناً أدبياً يعرض فيه صاحبه لحياته”. وأضاف “لقد تعددت التعريفات لكن تعريف “لوجون” للسيرة هو أقرب التعريفات إلى طبيعة السيرة حين يقول في كتابه “ميثاق السيرة الذاتية” معرفاً إياها بأنها “حكي، استعادي، نثري، يقوم به شخص واقعي عن وجوده الخاص، وذلك عندما يركز على حياته الفردية وعلى تاريخ شخصيته بصفة خاصة”. وأسهب فرج علام في تحليل مصطلح “السيرة الذاتية” وانتقل في محاضرته للحديث عن “أهمية كتابة السيرة الذاتية” منها رغبة الكاتب للحديث عن ذاته “رغبة إعلاء الذات” ومنها الكشف عن طبيعة المجتمع الذي يعيشه الكاتب كونها بحسب خالد محمد خالد” ذاكرة التاريخ”. وأشار علام إلى بواعث تلقي السيرة الذاتية ومنها بحث المتلقي عن ذاته من خلال ذوات الآخرين وهم الكتاب الذين تظل حياتهم مبعث تساؤلات مهمة نجد الإجابة عنها في كتبهم السيرية، هذا بالإضافة إلى المتعة الهنية والنفسية التي تنتاب القارئ حين يقرأ كتاباً في فن السيرة السردي بمجمله والذي يتعلق إلى حد بعيد مع الرواية. وأكد الباحث على الجانب النفعي كونه باعثاً على تلقي السيرة، حيث يمكن الاستفادة من العناصر الأخلاقية والسلوكية والوجدانية التي تزخر بها كتب السيرة، هذا بالإضافة إلى الفضول الفردي ومحاولة تقصي الإشباع المعرفي وفهم طبيعة العصر الذي عاش فيه الكاتب من خلال سيرته. وأسهب الباحث في الحديث عن “الأنا والآخر في السيرة الذاتية” كون هذا الجنس الأدبي يختص بما هو ذاتي وأن هناك فناً سيرياً يتناول فيه كاتب سيرة آخر بسبب تأثير الأخير في حياته أو مجتمعه سلباً أو إيجاباً، من خلال منطق التأثير وقد ترد شخصية الآخر بشكل عرضي أو مركز في السيرة الذاتية. وللدكتور فرج علام مساهمات نقدية مطبوعة منها “التداول الحضاري في القرآن الكريم و”التناص.. محاولة في التأصيل في ضوء قضية السرقات”. وكان الباحث المصري الدكتور محمد سعيد الاستاذ في جامعة الحصن بأبوظبي قال في تقديمه للمحاضر “في هذه المحاضرة يقدم الدكتور فرج علام قراءة وافية لمفهوم السيرة الذاتية كونها جنساً أدبياً يعتبر خلاصة لتجارب كتاب وشعراء كبار أسهموا في تأصيل الفن الذي زاولوه”. وأضاف “ومن الضروري معرفة المتلقي ما عاناه هؤلاء الأدباء وما مرّ بهم من أحداث جعلتهم مشهورين، ومن الضروري أيضاً الكشف عن أهمية كتابتهم النثرية هذه لما فيها من تبيان لطبيعة أدبهم، كونها معيناً على فهم هذه النصوص”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©