الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحوثيون يقتحمون «الداخلية» والحكومة تحاول استنهاض الجيش

الحوثيون يقتحمون «الداخلية» والحكومة تحاول استنهاض الجيش
23 أكتوبر 2014 01:05
عقيل الحـلالي (صنعاء) دعت الحكومة اليمنية الجيش وقوات الأمن الى تحمل مسؤولياتهما وحماية المؤسسات في الوقت الذي اقتحم الحوثيون مقر وزارة الداخلية في صنعاء وتقدموا في محافظة إب بالتزامن مع خسائر بشرية تكبدوها في مواجهات مع تنظيم «القاعدة» في أكثر من منطقة. وذكرت التقارير الواردة من صنعاء أن المعارك احتدمت بين المتمردين الحوثيين ومقاتلي التنظيم المتطرف في مناطق في محافظة البيضاء (وسط)، ونجحوا في الاستيلاء على مناطق جديدة في محافظة إب المجاورة التي شهدت أيضا مواجهات بينهم وبين رجال قبائل سنية خلفت عشرات القتلى والجرحى. وأبلغ (الاتحاد) سكان محليون في مدينة «العدين» الواقعة جنوب محافظة إب وتخضع منذ أيام لسيطرة المتطرفين أن متشددين في القاعدة قتلوا أمس مدنيا وجرحوا آخر،واستحدثوا حواجز تفتيش أمنية على الطريق المؤدي إلى محافظة الحديدة (غرب) المجاورة. وفي محافظة البيضاء، ذكرت مصادر أمنية لـ(الاتحاد) أن اشتباكات متقطعة بين الحوثيين والقاعدة اندلعت أمس في محيط مدينة رداع، القريبة من معاقل نفوذ المتطرفين في المحافظة الواقعة على بعد 268 كم جنوب شرق صنعاء مؤكدة مقتل قيادي بارز في تنظيم القاعدة، واسمه نصر الحطام، وآخرين من عناصر التنظيم الذين شنوا، الليلة قبل الماضية، حملة مداهمات استهدفت منازل حوثيين في المدنية وقتلوا عددا منهم، من دون أن يذكر إحصائية محددة. ولاحقا، أعلنت جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في بيان نشر على حساب تابع لها في موقع تويتر، مصرع 30 حوثيا في حملة مداهمات شنها مقاتلوها على منازل للحوثيين في مدينة رداع، مشيرة الى إن الحملة استمرت قرابة خمس ساعات وانتهت في وقت مبكر فجر أمس الأربعاء. وكان بيان سابق للجماعة المتطرفة أشار إلى سقوط قتلى وجرحى من «الحوثيين الروافض» في هجمات متزامنة استهدفت مواقع للحوثيين في مدينة «رداع»، التي تحتوي على العديد من المواقع الأثرية والتاريخية، وسبق وان احتلها المتشددون مطلع 2012. وتحدثت مصادر في جماعة الحوثيين عن سيطرة مقاتليها، أمس الأول، على مناطق جبلية كانت خاضعة للمتطرفين في بلدة «العرش»، الواقعة غرب مدينة رداع وجنوب مديرية «ولد ربيع»، وهي المعقل الرئيس لعشيرة «آل الذهب» التي يقود بعض أفرادها عناصر تنظيم القاعدة في البيضاء. وأشارت المصادر إلى أن «اللجان الشعبية» في إشارة إلى المقاتلين الحوثيين، «تواصل ملاحقة الدواعش التكفيريين وتطهير ما تبقى من مخابئهم». وحذر مسؤول في بلدية البيضاء أمس الأربعاء من تدهور الوضع الإنساني في مناطق الصراع الطائفي بالمحافظة. وقال المسؤول لـ(الاتحاد): «الوضع الإنساني متدهور في بعض مناطق القتال. تم إغلاق العديد من المدارس بعد تمركز مسلحين فيها»، مشيرا إلى أن الدراسة الجامعية في المدينة لا تزال متوقفة منذ أيام بسبب المواجهات المسلحة. وعلى صعيد متصل، تبنى تنظيم القاعدة قتل ناشط حوثي، الليلة قبل الماضية، في العاصمة صنعاء بتفجير قنبلة يدوية في مكتبه في حي «سعوان»، شرق العاصمة الخاضعة لهيمنة المتمردين منذ أواخر سبتمبر. وسط هذه الأجواء اقتحم عشرات المسلحين الحوثيين أمس الأربعاء مبنى وزارة الداخلية في شمال العاصمة صنعاء، وأغلقوا عددا من مكاتبها في إجراء يعكس هيمنة كبيرة للجماعة المتمردة على السلطات الأمنية في المدينة. وذكر مصدر أمني في وزارة الداخلية لـ«الاتحاد» إن عشرات الحوثيين المدججين بأسلحة رشاشة اقتحموا المبنى صباح أمس الأربعاء ، وأغلقوا مكتب وكيل الوزارة للشؤون المالية، العميد محمد الشرفي، ومكاتب الشؤون المالية بعد أن قاموا بطرد الموظفين. وأضاف: «عزا الحوثيون تصرفهم إلى قضايا فساد مثارة حول الوكيل الشرفي وموظفيه»، لافتا إلى ان الاقتحام لم يواجه بأي اعتراض أو ممانعة من قبل قيادة الوزارة أو الجهات الأمنية المكلفة حماية المبنى. إلى ذلك، أبدت صحيفة يمنية محلية قلقها إزاء ما وصفتها بـ”تحركات» مسلحين حوثيين لمراقبة رئيس تحريرها، الصحفي سمير جبران، المحسوب سياسيا على حزب الإصلاح الإسلامي السني. واعتبرت صحيفة «المصدر» الأهلية في بيان استفسار عناصر مسلحة حوثية عن جبران وسكنه أمرا «يبعث على القلق حيال سلامته»، محملة جماعة الحوثيين المسؤولية الكاملة عن سلامة رئيس تحريرها وأفراد أسرته. ودعت حكومة تصريف الأعمال في اليمن، أمس، مؤسستي الجيش والأمن إلى تحمل مسؤوليتهما «في الحفاظ على جميع الممتلكات العامة والخاصة، وتأمين مقرات الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية والمنشآت التعليمية وغيرها». وطالبت الحكومة في اجتماعها الأسبوعي هاتين المؤسستين بـ”مواجهة الأعمال والتصرفات غير القانونية التي تؤثر سلبا على أداء هذه الجهات»، مناشدة في الوقت ذاته جميع الأطراف «الحفاظ على كيان الدولة وممتلكاتها» خصوصا في «هذه المرحلة الدقيقة» التي تمر بها البلاد. كما طالبت بالنأي بالمؤسسات التعليمية عن الصراعات الحالية و»عدم استخدامها لأي اغراض اخرى غير التي أنشئت من اجلها». ودعت الحكومة المنتهية ولايتها خصوصا الأطراف المتصارعة إلى «تجنيب المعالم الأثرية والتاريخية والحضارية أية صراعات او اختلافات باعتبار هذه المعالم ثروة وطنية وقومية»، وخصت بالذكر المعالم الأثرية والتاريخية في مدينة رداع حيث يستمر القتال بين المتمردين الحوثيين والمتشددين السنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©