الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاولات الفتنة

30 سبتمبر 2015 23:31
حادثة وفاة حجاج بيت الله الحرام بحادث التدافع في منى أصابت المسلمين والعالم أجمع بالحزن والأسى، نسأل الله العظيم أن يتقبلهم من الشهداء، وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان. ولكن ما زاد من أثر هذه الفجيعة محاولة البعض، وهم قلة، ممن يحسبون - للأسف - على المسلمين استغلال الحادث في المزايدة وتصفية الحسابات وإذكاء نار الفتنة. المملكة العربية السعودية سارعت إلى التعامل مع الحادث بروح من المسؤولية بدورها التاريخي في خدمة ورعاية وتأمين حجاج بيت الله الحرام. وحسناً ما أقدمت عليه القيادة السعودية، حينما شكلت لجنة تحقيق، وحسناً فعل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حين قال إنه لابد من مراجعة كل الخطط المعمول بها في الحج. أبلغ رد على الزوبعة التي أثارتها إيران ومطالبتها بتحقيق دولي جاء على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بقوله: «أعتقد أنه أفضل للإيرانيين أن يفعلوا شيئاً غير أن يستغلوا سياسياً مأساة طالت أناساً كانوا يقومون بالشعائر الدينية المقدسة»، وهو ما أكده إمام الحرم المكي الشيخ صالح بن محمد آل طالب، خلال خطبة صلاة الجمعة قائلاً: «إن المملكة تبذل جهوداً كبيرة من أجل خدمة الحجاج وضمان سلامتهم وراحتهم، وإنه من السخرية المريرة أن يصطنع النواحة من له تاريخ إجرامي في الحرم». الروايات كثيرة والاتهامات متعددة وعلى الرغم من أن التحقيق في الحادث لم ينته وربما لم يكن قد بدأ وقتها، ومنها اتهام بعض الجهات وعدد من وسائل الإعلام للحجاج بأنهم كانوا السبب في كارثة التدافع، وتداولت بعض القنوات التليفزيونية أقاويل متناثرة عن دور بعض القوى في إطار الصراع الإقليمي الشامل، ومحاولات بعض الجماعات المتطرفة تحريض أهالي الضحايا. يجب أن نضع في الاعتبار أن هناك توسعات كبيرة في المسجد الحرام لا تزال جارية حتى هذه اللحظة، وأدت فعلاً إلى تخفيف التكدس خلال الطواف، ومنطقة الجمرات بمنى صارت أكثر اتساعاً، وحادث كبير مثل هذا يغطى على جهود كثيرة تبذل في تسهيل عملية الحج، حيث تستضيف السعودية أكثر من مليوني حاج يؤدون مناسك محددة في مكان محدد وزمن واحد محدد وهو أمر صعب للغاية، لكن مع توصل التحقيقات إلى النتائج والحقائق تكون هناك حاجة لإعادة النظر ومراجعة كل الخطط والإجراءات المعمول بها في موسم الحج، كما طالبت بذلك كل الجهات، وفي مقدمتها القيادة السعودية. نعم هناك سلوكيات فردية كثيرة سلبية خلال موسم الحج خصوصاً التزاحم ليس فقط في منى، ولكن خلال الطواف حول الكعبة. وقد تواترت أنباء أنه حدث صبيحة الجمعة الماضية أن الأمن أغلق مؤقتاً بوابة الملك عبد العزيز لامتلاء الحرم عن آخره، وفجأة قامت مجموعة كبيرة من المصلين باقتحام البوابة وإزالة الحواجز الخشبية ودخلوا المكان عنوة، فالأخطاء الفردية موجودة وكثيرة، ولكن لا تلغى دور السلطات المختصة التي عرف عنها الحزم في حفظ النظام وتقديم المخالفين للعدالة حتى لا يتسببوا في كوارث أكبر. رحم الله الشهداء وعوض أهاليهم وأحباءهم خيراً. عمر أحمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©