شاب قطري يبتكر جهاز تنبيه ضوئي للسائقين الصم

حصد الشاب القطري راشد رحيمي ثمار تعبه وسهره بحصوله على الجوائز نظير اختراعه الذي توصل إليه، وهو عبارة عن جهاز ضوئي لتنبيه السائق الأصم، أو الذي يعاني من مشاكل سمعية، وخاصة أصوات التنبيهات الصادرة من السيارات الأخرى. يقول راشد رحيمي إنه اجتهد حتى تمكن من تسجيل براءة اختراع جهاز التنبيه الضوئي، الذي ستبدأ الجهات المختصة بإتاحته لمن هم بحاجة إليه، مشيرا إلى أن الجهاز يتألف من مجموعة دوائر إلكترونية تقوم باستقبال الصوت عن طريق حساس خاص، ومن ثم يتحول فيها الصوت إلى ضوء، بالإضافة إلى أن الجهاز يقوم بتحديد مكان ومصدر الصوت واتجاهه وبذلك يعرف السائق من أي الجهات صدر. وبين أن الجهاز مصمم بحيث يعرف حجم ومقدار قوة الصوت، فكلما كان حجم الصوت أكبر كان مؤشر الإضاءة داخل السيارة أكثر قوة ووضوحاً. ويقول رحيمي:”طورت الجهاز بحيث يقوم بالتمييز بين صوت تنبيه السيارة العادي وبين صوت التنبيه الصادر عن سيارات الإسعاف والشرطة والدفاع المدني، لافتا إلى أن الفكرة بدأت قبل نحو أربعة أشهر انسجاما من توجهات الدولة بدعم ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم وتسهيل أمور الحياة عليهم. دافع إنساني يروي رحيمي قصة حدثت معه وجعلته يتأثر بها ويفكر بعدها بتنفيذ فكرة تساعد فئة فاقدي السمع وتخفف من معاناتهم، فيقول:”كنت في أحد الشوارع بسيارتي وكانت هناك سيارة قريبة مني وكنت أقوم بتنبيه السيارة عدة مرات بغية تغيير مساري وفسح طريق لي، إلا أن سائق السيارة الأخرى لم ينتبه لي بالرغم من تكرار المحاولات، وحينما اقتربت منه وحاولت لفت انتباهه بشكل شخصي اعتذر لي وعبر لي عن طريق الإشارة إلى أنه لا يسمع فعرفت مصابه وتأثرت، وفي تلك الليلة لم أنم أبدا وبقيت أفكر بطريقة فعالة لتجاوز مثل هذا الموقف، إلى أن صرخت “وجدتها”. ويتابع:”بدأت بترتيب الأفكار التي راودتني وعملت على تطويرها. والتطبيق تطلب وقتا طويلا بين الدوائر الإلكترونية فقد كنت أغير في شكل التصميم وأبحث عن الأدوات المناسبة، وأبحث عن حلول جديدة لمشكلة مستعصية إلى أن وصلت إلى ما أريده بشكل مبدئي ووصلت إلى مرحلة يضيء فيها الضوء بمجرد وجود أي صوت تنبيه قريب وعملت دائرة تقوم على فصل الضوء بعد ثلاث ثوان بحيث تكون الفرصة متاحة لجهاز التنبيه (الضوء) أن يعمل مرة أخرى ان وجد صوت تنبيه آخر، وكذلك عملت على مقدار وشدة الإضاءة ليتمكن السائق من معرفة قوة الصوت، وبالتالي معرفة مكان السيارة الأخرى وتقدير مسافتها، بالإضافة إلى وضع مجموعة أضواء تفيد بمعرفة اتجاه مصدر الصوت”، لافتا إلى أنه قام بعمل تصميم خاص لحساسات الصوت بحيث يكون هناك قمع مثبت على دائرة الصوت الإلكترونية بحيث لا يستقبل إلا الصوت المباشر والقريب من السيارة وهذا يفيد في دقة تحديد جهة وجود السيارة ومدى قربها من سيارة السائق الأصم. وشارك رحيمي في معرض الكويت الدولي للاختراعات الذي أقيم مؤخرا، وفاز بجائزة “الاختراع والابتكار” عن الجهاز الذي صممه. ثم نال الاختراع إعجاب النادي العلمي في الدوحة، حيث كانت هناك جائزة مخصصة للاختراعات التي تهتم وتعنى بالتفاصيل الحياتية والمعيشية لذوي الاحتياجات الخاصة، في هذا الصدد يقول:”كان هناك إقبال كبير على الجهاز الذي اخترعته من أجل مشاهدته ومتابعة الفكرة، خصوصا من المهتمين بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة والمعنيين بالتخفيف من معاناتهم، سواء من جمعيات أو حتى معاهد متخصصة بهم”. مشاريع مستقبلية يعمل رحيمي حاليا على تنفيذ فكرتين جديدتين تهتمان بذوي الاحتياجات الخاصة وتساعدهم في التنقل والحركة وصعود الدرج ونزوله بسهولة كبيرة ومنها جهاز اسماه “الكرسي الطائر”، والثاني وهو عبارة عن عصا خاصة بالأعمى فيها دائرة إلكترونية تساعده على معرفة الحواجز والعوائق الموجودة أمامه أثناء المشي ومقدار هذا البعد، فالجهاز يقوم بتحديد المسافة التي تفصل بين الأعمى وبين أي حاجز أو جدار بدقة متناهية وإخبار الشخص بهذه البيانات، كما أن العصا تحدد نوع الحاجز أو الجسم، كما يزود الشخص بدرجة حرارة الجسم تفاديا لأي حوادث أو عواقب غير مرغوبة، وبالتالي مساعدة الأعمى على المشي دون أن يشعر بالخوف أثناء تحركه. ورحيمي، الذي تخرج من كلية شمال الأطلنطي تخصص هندسة كهربائية، يعمل على إكمال مراحل دراسية عليا خارج البلاد في الفترة المقبلة، وسيشارك قريبا في دبي بمؤتمر علمي ويقدم فيه ورقة عمل وبحثاً علمياً عن الطاقة النووية وتأثيراتها. وكان رحيمي قدم مشروع تخرج هو عبارة عن جهاز يقوم بتوليد الطاقة الكهربائية وتزويد الأجهزة العاملة بها لمدة قصيرة، بينما يتم استخدام أجهزة التوليد البديلة إذا ما انقطع التيار الكهربائي وهذا الجهاز من شأنه تأمين الطاقة الكهربائية للأجهزة التي لا يمكن لها التوقف، فمثلا إذا كانت هناك عملية جراحية وانقطعت الكهرباء بشكل مفاجئ ولأي سبب كان فإن الجهاز يعمل تلقائيا إلى أن يتم توفير مصدر كهربائي بديل وهذا الجهاز يمكن أن يعمل ويفيد في المستشفيات والمطارات وكل الأماكن التي تحتاج لتيار كهربائي مستمر.13