الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النداء الأخير!

25 يناير 2011 23:06
مع ظهور الأزمة الاقتصادية العالمية، باتت العديد من المبادرات والمشروعات تواجه مشكلات مالية تهدد باختفاء بعض الكيانات ذات القيم المعنوية. من بين هذه الكيانات كانت المشروعات والمبادرات الإعلامية المتخصصة، قنوات تلفزيونية وصحف ومجلات ووسائل إعلام، اختفى فجأة بعضها تماماً ولم يحرك أحد ساكناً، وبقيت الوسائل الإعلامية التقليدية التي تقف خلفها الحكومات، أو تلك التي يضمن استمرارها إعلانات شركات المنتجات الاستهلاكية، وإن كنا لا ننكر تأثر هذا النوع من الإعلام أيضاً، ولكن ليس إلى درجة التوقف والاختفاء. من هذه الوسائل الإعلامية المتخصصة، كانت وسائل الإعلام السياحي من قنوات تلفزيونية وإصدارات صحفية مطبوعة، ومواقع إنترنت، سعت جميعها إلى دعم صناعة السياحة ونشر الثقافة السياحية، وتهيئة المجتمع لقبول المشروعات والتوجهات السياحية، والتعريف بها. على الجانب الآخر، طرحت هذه الوسائل وجهات النظر المختلفة والمتباينة للجماهير والمتخصصين، وأسهمت في تصحيح مسارات العديد من المشروعات. وفي مقابل هذا الدور المعنوي المهم جداً لصناعة السياحة، لم تحصل تلك الوسائل الإعلامية إلا على جانب من المخصصات الإعلانية، التي بالكاد كانت تكفي لاستمرارها، ولا تساوي أكثر من نسبة مئوية ضئيلة من حجم الإنفاق على المشروعات السياحية، والمشاركات في المحافل الدولية. ولكن هذه الوسائل كانت معظمها يؤمن بالدور الذي يلعبه كجزء من صناعة السياحة، وبالرسالة الإعلامية الجادة التي يقدمها، وصحيح أن بعضها كانت له أهداف تجارية بحتة، إلا أن هؤلاء لم يستمروا كثيراً عندما اصطدموا بالواقع، وتأكدوا يقيناً أن الأمر ليس كعكة إعلانية ينهموا منها بلا حساب. هذه الكيانات الإعلامية المتخصصة على الرغم من أنها تبدو بسيطة، إلا أن قيمتها المعنوية كبيرة جداً لصناعة السياحة، ولها دور مهم ومؤثر على المدى القريب والبعيد، وقد لا ندرك هذه القيمة المعنوية لها إلا عندما تختفي..! فهي لسان حال صناعة السياحة، وهي همزة الوصل بينها وبين المجتمع من جهة، وبينها وبين القطاعات الرسمية الأخرى، بل هي أيضاً همزة الوصل بين قطاعات السياحة نفسها، وبين المؤسسات والهيئات السياحية المحلية والدولية، وبدونها لا تكتمل الصورة. فلا يمكن أن تعتمد صناعة السياحة على الإعلام العام الذي لا يعطي للصناعة مساحات وتفاصيل وتخصص وتفهم لدورها ودقائق أمورها، ولن يستطيع الإعلام العام وحده أن ينقل رسالتها وهمومها وإنجازاتها. وإذا استمرت الهيئات والمؤسسات السياحية في تجاهل الإعلام المتخصص، وعدم الاكتراث بدعمه كجزء من منظومة الصناعة، باعتباره الطرف الأضعف، سيكون المصير هو الاختفاء التام للإعلام المتخصص من عالمنا العربي، ولن نعرف قيمته وأهميته إلا بعد أن يختفي وينقرض.. وهنا لن يجدي البكاء على اللبن المسكوب.. ألا هل بلغت.. ألا هل بلغت.. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©