الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الثوار ينتزعون طريقاً رئيسياً وخيمة القذافي في سرت

الثوار ينتزعون طريقاً رئيسياً وخيمة القذافي في سرت
9 أكتوبر 2011 15:41
كثف المقاتلون الموالون للحكام الانتقاليين في ليبيا أمس، هجماتهم بالصواريخ والمدفعية الثقيلة من جميع المحاور على عمق سرت مسقط رأس الزعيم الهارب معمر القذافي، آملين في أن تكون تلك المعركة هي الأخيرة، وفقاً لقادة عسكريين أعلنوا أنهم سيطروا على محور رئيسي في المدينة، مع التأكيد على أنهم يتقدمون ببطء بسبب المقاومة الشرسة للقوات الموالية للنظام المخلوع. ونجح مقاتلو النظام الليبي الجديد الذين تقدموا من الجهة الشرقية لسرت، في الاستيلاء على شارع رئيسي طويل يتحكم بالمدخل الجنوبي لسرت، وواصلوا تقدمهم باتجاه المواقع التي لا تزال تحت سيطرة الكتائب الموالية للعقيد الفار، فيما أكد مقاتلون أنهم باتوا يحاصرون قناصة القذافي وسط المدينة في مساحة لا تزيد على بضعة كيلومترات مربعة. ويصل الطريق الذي سيطر عليه الثوار بين قلب المدينة ومركز وأجادوجو للمؤتمرات باتجاه الجنوب. وقال قائد العمليات في الموقع “سيطرنا كذلك على مدرسة، ونحن نتقدم داخل حي الموريتانيين باتجاه وسط المدينة، ولكن اضطررنا لإبطاء تقدمنا لوجود عائلات عالقة في المنطقة، وخشية حصول إطلاق نار بين الثوار أنفسهم عن طريق الخطأ”. وقال ناجي مسماري من كتيبة “علي النوري صباغ” في المنطقة ذاتها “هناك قتلى في كل المنازل. حررنا 17 عائلة كانت عالقة بسبب المعارك، ونقلناهم بسياراتنا”. وأعلن الثوار تحقيق تقدم كبير منذ أمس الأول، عندما بدأوا ما أسموه بـ”الهجوم النهائي” على المدينة. وزعموا أنهم سيطروا على جامعة سرت والخيمة الكبيرة التي كان يستخدمها القذافي لعقد اجتماعات. وقال مخلوف الفرجاني، قائد ميداني لقوات السلطة الانتقالية في سرت “إننا سننهي المعركة لصالحنا في غضون أيام أو أسبوع على الأكثر”. ونقلت قناة “الجزيرة” الإخبارية عن قائد عسكري تابع للسلطة الانتقالية قوله إن القوات المعادية للقذافي تحاول جاهدة إخراج القناصة المختبئين داخل مبانٍ عالية في سرت، ما مكنهم من عرقلة تقدم الثوار باتجاه قلب المدينة. وعلى الطرف الجنوبي من سرت، تقدم الثوار وهم يهتفون “الله أكبر” عندما كانت قواتهم التي ضمت طابوراً حشد نحو مئة مركبة محملة بالأسلحة الثقيلة، تندفع إلى حي سكني. وقال مراسل لـ”رويترز” في المنطقة إن هذه القوات اضطرت إلى اتخاذ سواتر من النيران الكثيفة التي أطلقتها عليهم قوات القذافي المختبئة في مجمع من البنايات السكنية. ولم يحل وابل قذائف الهاون ونيران المدافع الرشاشة ورصاص القناصة من دون أن يمنع المهاجمين من السيطرة على مجمع سكني ضخم يضم حوالى 700 وحدة سكنية غرب وسط المدينة. وقتل اثنان من قوات المجلس الوطني الانتقالي، وأصيب 3 في تبادل لإطلاق النار. وقال عبد الله أعلي أحد القادة الميدانيين للمجلس الوطني إن الموالين للقذافي يقاتلون بشراسة في سرت، ويبدو أنهم يحمون شخصية مهمة. وبعد دخولهم جنوب سرت اتخذت بعض شاحنات المجلس الانتقالي الصغيرة مواقع لها على أراضٍ مرتفعة على بعد نحو 1,5 كيلومتر من قاعة وأجادوجو للمؤتمرات، حيث استضاف القذافي قمماً عربية وأفريقية. وأطلق مقاتلو المجلس دفقات من الصواريخ على البنايات التي يشرفون عليها من مواقعهم المرتفعة، مما أدى إلى تصاعد الدخان في السماء. ورد المقاتلون الموالون للقذافي بطلقات المدفعية والرصاصات التي علا أزيزها بجوار الشاحنات الواقفة. وذكر فرج الأشرش أحد مقاتلي المجلس الوطني في هذا القطاع أن القناصة لديهم خبرة واضحة في العمل من دون أن يراهم أحد. وأضاف أنهم يستخدمون خنادق بين البنايات سمحت لهم بتغيير مواقعهم. وتابع أنه في أوقات أخرى قام القناصة بإشعال النار في إطارات سيارات، وساهم الدخان في إخفاء تحركاتهم. ومنحتهم عاصفة رملية هبت على سرت أمس، غطاء ليعيدوا السيطرة على جزء في شمال شرق المدينة كانوا قد خسروه في وقت سابق. ولم تصدر حتى الآن أي حصيلة دقيقة للمعارك لكن المجلس العسكري لمدينة مصراتة التابع للمجلس الانتقالي أعلن أمس الأول، أن ما لا يقل عن 11 من مقاتليه قتلوا في المعركة، إضافة إلى 193 آخرين أصيبوا بجروح. وقال الأشرش المتمركز في فندق فاخر يستخدمه الثوار الآن كقاعدة للهجوم على المدينة، “لقد استفادوا من العاصفة الرملية وتقدموا قليلاً. بيننا وبينهم 500 متر”. وذكر مقاتل آخر مناهض للقذافي أنه بدلاً من إرسال رجال على الأقدام لتحديد مكان قناصة العقيد الفار، فإنهم يحددون الآن المواقع التي يطلقون منها النار من على بعد، ويقصفون المباني التي يختبئون فيها بالأسلحة الثقيلة. وتحدث مقاتل يدعى عبد السلام الريشي بقوله “القناصة اتعبونا. نحن نستخدم المقذوفات الصاروخية للتعامل معهم”. وفي نقطة في غرب سرت كان الأطباء يعالجون الجرحى من مقاتلي المجلس الانتقالي. ومع اشتداد القتال، ما زال المدنيون يفرون من سرت لكن تناقصت أعدادهم على نحو ملحوظ، بينما تزداد الأوضاع سوءاً بالنسبة للأشخاص المحاصرين داخل مناطق القتال. وانقطع التيار الكهربائي عن سرت وشحت فيها موارد المياه والطعام، ويتحدث الفارون من المدينة عن الجثث التي أصابها التعفن في المستشفى الرئيسي. وقال ميلاد عبد الرحيم الذي كان خارجاً من سرت “لم نستطع معرفة من يطلق النار. الأمر عشوائي تماماً”. وخرج حسن مسعود من المدينة مستقلاً شاحنته الخفيفة، حيث ركب هو وأسرته في قمرتها بينما حمل الأمتعة على ظهرها. وقال إنه قرر أن يغادر بعدما أصيب منزل جاره بقذيفة. وأضاف “لقد كان طابقاً واحداً. انهار عليهم. قتل رجل وفتاة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©