الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مستوطنون يهود يصعدون جرائم حرق المساجد

9 أكتوبر 2011 07:36
القدس المحتلة (رويترز) - إنهم يهاجمون في جنح الظلام، ويضرمون النار في المساجد، ويكتبون على جدرانها “فاتورة حساب”، وهو شعار التحدي الذي يرفعه مستوطنون يهود هددوا بالانتقام من الفلسطينيين كلما هدمت السلطات الإسرائيلية مواقع استيطانية مقامة في الضفة الغربية المحتلة بدون تصريح منها، وعدت إسرائيل مراراً حليفتها الولايات المتحدة بإزالتها. ولا تزال عشرات من تلك المواقع قائمة فوق قمم تلال في الضفة الغربية، يزعم المستوطنون أن لهم حقوقاً توراتية وتاريخية فيها، مما يمنع إقامة دولة فلسطينية غير مجزأة. وفي المرات القلائل التي هدمت فيها جرافات الجيش الاسرائيلي مباني استيطانية المواقع، يستيقظ قرويون فلسطينيون صباحاً ليجدوا مسجداً وقد أتت عليه النيران، وظهرت عبارة “فاتورة حساب” على جدرانه. وأدان الزعماء الاسرائيليون مثل تلك الجرائم، ولكن لم توجه السلطات اتهاماً لأي شخص في 3 حرائق متعمدة أضرمت في العام الماضي، ويرى فلسطينيون أن ذلك دليل على عدم مبالاة الحكومة الإسرائيلية التي تضم أحزابا مساندة للمستوطنين. واتسع نطاق حملة “فاتورة حساب” في الفترة الحالية، حيث امتدت أعمال التخريب إلى قاعدة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتم إحراق مسجدين، أحدهما في بلدة طوبا الزنغرية البدوية شمالي فلسطين المحتلة منذ عام 1948. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها شكلت قوة خاصة للتصدي لمنظمي الحملة، التي تشمل أيضاً حرق سيارات واقتلاع مئات من أشجار الزيتون والعنب داخل بساتين فلسطينية، وأعلنت يوم الخميس الماضي اعتقال على مشتبه فيه بقضية “مسجد النور” في طوبا الزنغرية. ووجهت محكمة إسرائيلية في القدس المحتلة يوم الاربعاء الماضي اتهامات لثلاثة مستوطنين بالتخطيط لإحراق مسجد في الضفة الغربية. ويربط بعض حماة حقوق الإنسان الإسرائيليين بين تصاعد الهجمات في الأشهر الاخيرة والتوتر الناجم عن طلب القيادة الفلسطينية منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة. ويعتقد إلى حد بعيد أن منظمي حملة “فاتورة الحساب” هم مجموعات سرية من المستوطنين الشبان في مواقع استيطانية مقامة من دون ترخيص، حيث لا يلقى الصحفيون ترحيباً. ويقول مسؤولو أمن إسرائيليون إن تلك المجموعات شديدة التماسك، بحيث يصعب التسلل إليها، مما يجعل من الصعب تفادي الهجمات على المساجد أو التعرف إلى مرتكبيها. ولكن الرئيس الأسبق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي أبراهام ديختر صرح لوكلة “رويترز” بأن الوقت حان للتحرك ضد المستوطنين المتشددين الذين وصفهم بأنهم “تعساء ذوو عقلية إرهابية”. وأضاف أنهم ليسوا أشد دموية من جماعة يهودية قتلت 3 فلسطينيين، وأصابت عشرات آخرين بجروح، في اعتداءات خلال الثمانينات القرن الماضي، إلا أن الحوادث الأخيرة تقرع “ناقوس الخطر.” وذكر أن الهجمات على أماكن حساسة مثل الحرم القدسي الشريف في القدس المحتلة قد تشعل انتفاضة فلسطينية جديدة سريعاً. وقال ديختر “قد تجد نفسك في غمار انتفاضة في لمح البصر، ليس بسبب سقوط قتلى ولكن لمجرد استهداف أماكن حساسة ومهمة جداً”. وقال أحد زعماء المستوطنين المتشددين في مستوطنة “كريات أربع” في الخليل، ويُدعى ايتمار بن جفير، لوكالة “رويترز” بأن إحراق مسجد طوبا الزنغرية لم يكن مفاجأة. وأوضح “كان متوقعاً، لأنه حين يشعر أفراد بتخلي المجتمع عنهم، ويقع عليهم الضرر، ويتأذون المرة تلو الأخرى، فمن الطبيعي أن يخرج البعض منهم ويرتكبون حوادث”. وأبدى زعماء المستوطنين قلقهم إزاء المتشددين بين صفوفهم، وأعربوا عن مخاوفهم من أن تشوه أفعالهم صورة الحركة الاستيطانية التي يؤكد المجتمع الدولي أن مستوطناتها على الأراضي المحتلة منذ عام 1976 بأنها غير قانونية. وقال مدير مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية نفتالي بينيت “تمثل فاتورة الحساب أكبر ضرر لمستقبلنا. نتكلم عن بضع مئات يعيشون إساساً في المنطقة الشمالية الغربية، وأطالب الشرطة بإلقاء القبض عليهم وإيداعهم السجن”. ويحقق الضابط السابق في أحد أقسام جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي مناحيم لاندو في التهديد الذي يمثله متطرفون يهود ويطالب زعماء المستوطنين بكبح جماح المتطرفين. وقال “أحد الأشياء التي تزعجني أن زعماء المستوطنين يدينون الهجمات باستمرار. الإدانة ليست كافية، ينبغي أن يتعاونوا مع أجهزة الأمن ومساعدتها لأنه ليس أمام أي مصدر للمعلومات فرصة نجاح من دون مساعدة المحيطين به”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©