الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنوب غرب بريطانيا .. مواقع سياحية يسكنها الهدوء وتعج بالحياة البرية

جنوب غرب بريطانيا .. مواقع سياحية يسكنها الهدوء وتعج بالحياة البرية
16 فبراير 2010 20:12
لا نزال في أجواء يوم الحب، الذي يمدده البعض ويسمونه أسبوع الحب أو حتى شهر الحب. وفي المناسبة، يخطر للكثيرين السفر إلى مناطق جديدة لقضاء عطلة رومانسية. وحتى لو لم يكن الوقت يسمح الآن بذلك، غير أن التفكير بوجهات لم يسبق زيارتها أمر يستحق أن يؤخذ في الحسبان للرحلة المقبلة. فإذا كنت ترغب أن تكون إجازتك في أجواء القارة الأوروبية، أو تحلم بالاصطياف في رحلة مميزة، فإن مناطق جنوب غرب انجلترا توفر مواقع مثالية للزوار القادمين من منطقة الشرق الأوسط. مع اقتراب فصل الربيع في أوروبا، فإن الفرصة المميزة لمفاجأة الأحباب والمقربين قائمة للتخطيط لقضاء عطلة مثالية. واختيار مناطق جنوب غربي انجلترا يصب في خانة كسر الروتين والتغيير. فالابتعاد أحيانا عن صخب المدن، والعلامات السياحية المكتظة بالناس، أمر مطلوب ويستدعي التجربة. وتشتهر هذه البقعة من الأرض بتاريخها العريق إذ تتيح الفرصة للزوار بالاطلاع على بعض أجمل معالمها السياحية بما فيها معلم “ستونهنج” الأثري، ونوادي مدينة “باث” الصحية، بالإضافة إلى القلاع والوجهات التاريخية الشهيرة، والحدائق الإنجليزية التقليدية، والمنازل الفخمة، ومدن وقرى “كوستولدز” الريفية التي تشكل نافذة على التاريخ المشرق لهذه المناطق. ريف ساحر هناك وسط سكون الطبيعة الذي لا يكسره سوى حفيف الغصون، يحلو الاستمتاع بالمشاهد الريفية الساحرة التي تتهادى من خلف الشواطئ الواسعة. وعند زيارة المناطق التقليدية مثل “باث” و”كورنول”، و”كوستولدز”، يشعر السائح أنه يرجع طائعا إلى الحياة البسيطة بتفاصيل أدواتها. وأشهى ما يمكن تذوقه عند السفوح المشرقة بالحياة، المأكولات البحرية على أصنافها. وهي تقدم في أسلوب فريد وكأنه نوع من الاحتفال اليومي لأفراد الأسرة. أما السياح القادمون إلى هذه المناطق بقصد تحقيق الرومانسية، فإن المضيفين على استعداد دائم لتوفير أجواء الصفاء مع حرصهم على ترتيب برنامج متكامل. وأول ما يضم الإقامة في فنادق “البوتيك” المتنوعة والتي تشكل ملاذاً فريداً وعطلة شاعرية أقرب ما تكون إلى الخيال. ويكون ذلك عندما ينشد السائح الخصوصية وممارسة الرياضات البدنية وسط الطبيعة العذراء التي لم تطرأ عليها صفة الازدحام والسرعة والتسابق للحصول على المرتبة الأولى. فالإنجليزيون والأجانب المقيمون هناك يمتازون بالهدوء والروية، مما ينعكس إيجابا على كل من يزورهم أو ينزل سائحا في مناطقهم. وبالعودة إلى التاريخ للوقوف عند أصل هذه الوجهة السياحية النضرة، يظهر أن الرومان قد بنوا قبل أكثر من 2000 عام منازل الاستحمام حول النبع الطبيعي الوحيد في انجلترا، والذي يقع في “باث”. ومن هنا اكتسبت هذه المدينة اسمها والذي يجعلها تحرص على الاستمرارية في إقامة النوادي المختصة في العلاج بالماء والتي تشكل عامل جذب للكثير من السياح. وتعرف “باث” باعتبارها واحدة من أجمل مناطق جنوب غرب انجلترا، إذ تمت تسميتها من بين أجمل مواقع التراث في العالم. وهي تشتهر باحتضانها للكثير من الأدباء والشعراء مثل جين أوستن. وفي هذه المدينة الهادئة يشق نهر “أفون” طريقه عبر الأودية المسكونة بالمنازل العريقة، والكنوز المعمارية التي نحتت من أحجار الجير عسلية اللون. فرح ومغامرة جهة سياحية أخرى، تشكل متعة للعين وراحة للنفس، هي “كورنول” الساحلية التي تقع في أقصى الزاوية الجنوبية الغربية من انجلترا. وهذه المنطقة على بعدها، بحيث تكاد تكون نائية، غير أن أهلها يفتخرون بجذورهم. وتعود أصول أبناء “كورنول” إلى قبائل “السلتك” التي كانت تسكنها منذ القدم، والتي ارتبط صيتها بمناجم القصدير، التجارة اللامعة في حينه. ومن المعروف عنهم كذلك بناء روابط قوية مع البحر والساحل، من باب التبادل الحر واستمرارية الحياة وتناقل الحضارة شيئا فشيئا وعلى مهل. ولا بد للسياح المتوجهين إلى “كورنول”، أن يعرفوا أنها تحولت في الآونة الأخيرة إلى موقع متخصص لمزاولة رياضة ركوب الأمواج. وهذه من أمتع الرياضات التي ترضي مختلف الأذواق وتترك لديهم انطباعا بقضاء رحلة فيها من الفرح والمغامرة الشئ الكثير. وليس هذا وحسب، فهناك تتوفر مجموعة واسعة من الفنون المختلفة. ويكفي طلب الحصول على قائمة بالمعارض والنشاطات المقامة، حتى يشعر السائح أنه أغنى رحلته بالتثقف وبما هو أكثر من اللهو بالطبيعة. وبالتوجه إلى منطقة “ديفون” يسود الشعور بطعم الإجازة الحقيقية. فالشوارع والأحياء والمنحدرات، تشكل مجتمعة مزاراً سياحياً بارزاً يقصده الكثير من السياح من مختلف البلدان. وكل ما ينشدونه فيها البيئة الطبيعية المتنوعة والمناخ المعتدل. ومن أروع مواقعها منتزهي “دارتمور” و”إكسمور” الوطنيين، ويشهدا على مدار السنة عددا كبيرا من الأنشطة المنوعة. وتعتبر المساحات الخضراء البكر التي تغطي سهول وأرياف “ديفونشير” مزيجا مثاليا للحقول والمزارع التي تعج بالحياة البرية وتوفر أسواقا تقدم أشهى الأطباق المحلية. فرصة لا تعوض ويعتبر “المحيط”، كما يسميه سكان المنطقة، من أبرز الأماكن لهواة الرياضات الخارجية. وهو يشكل عنصراً ملهماً لاستكشاف الحياة البحرية بكل تنوعها. وما أن تطأ قدما السائح تلك الرمال التي ليس لها مثيل والتي يزيد عددها على 300 شاطئ، فإنه من الضروري الجلوس عند مقاهيها المنتشرة وتذوق أنواع الأسماك الطازجة. وفي فترات الاستراحة، فإنه من المناسب ممارسة الرياضات البحرية والاستجمام تحت حرارة الشمس الخفيفة. ومع كل ما ذكر، يبقى هناك الكثير من المعالم السياحية والمواقع المميزة التي من الضروري عدم تفويت فرصة زيارتها لاستكمال المشهد العام. وهي منطقة “كوتسولدز” وغابات “دين” في “جلوسيسترشاير” بالريف الإنجليزي، والذي يمتاز بطبيعته الساحرة، ما بين جمالية القرى والأرياف، وخضرة الهضاب المسيجة بالأنهار والأحراش كلوحة خيالية مما نشاهده في الروايات القديمة. ويوحي هذا المكان الشاعري للكثير من فنانين المنطقة، بترك إبداعاتهم على جدران الصالات العامة والمتاحف والمعارض المتجولة، مما تجدر ملاحظته هناك.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©