يعكف مهندسون في موتورولا موبيلتي بكل جد وهمة على تصنيع هاتف محمول متطور تسميه الشركة مؤقتاً «إكس فون»، غير أن موتورولا موبيلتي التي تعد الآن وحدة تابعة لشركة جوجل تواجه بعض العقبات في مسعاها إلى تعزيز قدرة الشركة على منافسة آبل، حسب مصادر عليمة بهذا الأمر.
بعد استحواذ جوجل على موتورولا بسبعة أشهر مقابل 12?5 مليار دولار تنشغل موتورولا في تصميم هاتف ذي خصائص فريدة تميزه عن الهواتف الشائعة حالياً عند إطلاقه خلال عام 2013، بحسب المصادر ذاتها.
ورغم شهرة جوجل في مجال شبكة الإنترنت، فإن وحدتها الجديدة (موتورولا) المتخصصة في الأجهزة تواجه عراقيل متعلقة بعملية التصنيع وإدارة سلسلة التوريد، الأمر الذي اضطر الشركة إلى إعادة النظر في بعض الخطط الأولية الخاصة بهاتف اكس فون، مثل استخدام الشاشة المرنة. تتمثل استراتيجية جوجل في السعي إلى زيادة حصة موتورولا السوقية التي تناقصت كثيراً، استناداً إلى النهوض بالجودة مع تقليل حجم منتجات موتورولا.
وتعمل موتورولا بشكل رئيسي في جبهتين: أولاهما أجهزة ستقوم فيريزون وايرلس ببيعها، مثل خط درويد للهواتف الذكية وثانيهما هاتف إكس فون.
ينتظر أن تعمل موتورولا أيضاً على تصنيع كمبيوتر لوحي بعد إطلاق هاتف إكس فون.
يأتي هذا في الوقت الذي يتعين فيه على جوجل إدارة علاقات معقدة مع مصنعي الهواتف الذكية الذين يستخدمون برمجية أندرويد وخصوصاً سامسونج إلكترونيكس أحد منافسي موتورولا التي أضحت مصنع الهواتف الذكية رقم واحد عالمياً بمساعدة جوجل.
يذكر أن دينيس وودسايد الذي سبق أن عمل كأحد كبار تنفيذيي المبيعات في جوجل والذي يتولى الآن رئاسة موتورولا التنفيذية رفض مناقشة المنتجات قيد التطوير. ولكنه قال في إحدى المقابلات إن الشركة بصدد الاستثمار في فريق عمل وتقنية من شأنهما أن يفعلا شيئاً مختلفاً تماماً عن المقاربات الراهنة.
دعم جوجل
وقال وودسايد. إنه رغم سقوط موتورولا في أيام عصيبة في الماضي، فإن لديها الآن دعماً من جوجل يتيح لها إنجاز أعمال متميزة.
وأضاف أنه من وسط عدد سكان العالم البالغ سبعة مليارات نسمة هناك مليار فرد يستخدمون هواتف ذكية. وهو ما يراه فرصة كبرى.
أول من استهل مبادرة اكس فون هو مدير منتجات جوجل السابق ليور رون الذي سبق أن عمل في فريق خرائط جوجل. وقالت مصادر عليمة إن موتورولا تعتزم إدخال خصائص متقدمة مبتكرة في كاميرا الهاتف وبرمجية صوره، مثل تشبع لوني أفضل وإمكانية التقاط صور بانورامية. غير أن بعض الخصائص تبين أنها تستنفد عمر البطارية، أو أنها سبق إدماجها في أجهزة جديدة شهيرة مثل (آي فون 5) الذي أطلق في عام 2012.
كما واجهت موتورولا صعوبات حين درست استخدام شاشات مرنة ومواد سيراميكية من شأنها زيادة مقاومة اكس فون واستخدام مزيد من الألوان وصياغة أشكال مختلفة.
وقال خبراء بهذا الشأن إن موتورولا تخطط لتحسين اكس فون من خلال استحواذها مؤخراً على شركة تسمى فيودل متخصصة في تطوير برمجيات الصور، والتعرف إلى الإيماءات.
وأضاف الخبراء أن العقبات تعد جزءاً عادياً من عملية البحث والتطوير.
ورغم هذه التحديات إلى أنه من المنتظر إطلاق هذا الهاتف الذكي الجديد خلال 2013.
تسريح العمالة
يذكر أن جوجل قامت بتسريح 4000 من العاملين في موتورولا أو ما يساوي 20% من قوتها العاملة. ووافقت موتورولا في أواخر ديسمبر الماضي على بيع قسم صندوق أعلى التلفاز لشركة اريس جروب لصناعة معدات الكابل في صفقة قدرت بنحو 2?35 مليار دولار.
اعتبر محللون أن شراء جوجل لموتورولا خطوة جدلية، تهدف جزئياً إلى الاستحواذ على براءات اختراع لاستخدامها ضد خصوم قد يرفعون دعاوى ضد جوجل، ومنذئذ تدرس الشركة فوائد تصنيع أجهزتها رغم تناقص حصة موتورولا السوقية. هذه الصفقة تصعب من مهمة جوجل لتطوير أندرويد.
عادة ما يقوم مصنعو الأجهزة بتركيب نسخة من نظام التشغيل الذي يأتي ملحقاً بخدمات جوجل التي تحقق إيرادات مثل باحث جوجل Google Search وخرائط جوجل Google Maps ومتصفح كروم Chrome browser.
وتعتبر سامسونج بأجهزتها جالكسي الواسعة الانتشار أكبر شركاء جوجل وتتعاظم حصتها السوقية سريعاً. واشتركت جوجل مع سامسونج في تطوير أجهزة، ومنحتها حق استخدام نسخ جديدة من برمجية أندرويد.
ويخشى بعض تنفيذيي جوجل من تدهور العلاقة لو قررت سامسونج استخدام نسخة متفرعة من أندرويد، وهو ما يعني أنه سيكون في مقدور سامسونج ابتكار أجهزة مرتكزة على نسخة من أندرويد لا تأتي مع تطبيقات جوجل سابقة التركيب.
التأمين الاحتياطي
يعتبر خبراء أن موتورولا نوع من سياسة التأمين الاحتياطي لو أن سامسونج غيرت استراتيجيتها، وان كان لا يوجد دليل حتى الآن على ذلك.
وفي وسع جوجل أن تبدأ في اتباع أسلوب متكامل، بحيث تلزم وحدتي موتورولا وأندرويد بالتعاون معاً تعاوناً وثيقاً، مثلما تفعل آبل مع فريقي الأجهزة والبرمجيات لديها. وقال وود سايد إنه لا يتفق بالضرورة على أن وحدته تعتبر عنصر أمان في حال زادت العلاقة بين جوجل وسامسونج توطداً. وأضاف أن موتورولا تعمل بشكل مستقل عن جوجل لأنها تريد الحفاظ على نجاح أندرويد.
وطلب لاري بيج الرئيس التنفيذي جوجل من فريق موتورولا أن يبذلوا قصارى جهدهم، ويتطلعوا لبلوغ حجم أعمال سامسونج في مجال المحمول، وتعهد بميزانية تسويق كبيرة للوحدة.
غير أن بيج حتى الآن لم يدفع وحدة أندرويد إلى مساعدة موتورولا من خلال منحها دخول مبكر على أحدث نسخ برمجيات أندرويد، كما سبق أن فعلت مع سامسونج تفادياً لما يتصوره البعض من حصول موتورولا على معاملة أفضل.
شغلت جوجل وظائف موتورولا العليا بعشرات من تنفيذيي جوجل ومديري المنتجات الذين لم يسبق للكثير منهم الحصول على خبرة في الأجهزة.
وقالت الشركة، إنها ستتوقف عن تصنيع أجهزة لعشرات من الدول من أجل التركيز على أكبر الأسواق. وقال خبراء صناعة المحمول إن ذلك سيقلص من حجم إنتاج موتورولا، ويضعف من موقفها عند التفاوض على الأسعار مع الموردين.
وقال وودسايد إن حجم الإنتاج أمر مهم، ولكن الأهم هو تصنيع منتجات متميزة.
وقال بيتر كنوك التنفيذي السابق في فودافون جروب: «باستثناء آبل يواجه كل مصنعي الهواتف صعوبات متفاوتة غير أن سامسونج والشركات الصينية منخفضة التكاليف تعتبر الأكثر صموداً.
نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
ترجمة: عماد الدين زكي
عدد اليوم
