الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زلزال هايتي يخترق المدونات بأجنحة الموت

زلزال هايتي يخترق المدونات بأجنحة الموت
16 فبراير 2010 20:12
سمعنا كلنا بزلزال هايتي الذي لم يضرب تلك المنطقة فقط بل ضرب قلوب الناس في العالم أيضا، المدونون كانت لهم وقفة مع زلزال هايتي، تناقشوا حوله وعرضوا أراءهم، الصحفي حسن الرجوب http://blog.amin.org/hasanrjoub، اختار أن ينقل حواراً أجراه مع ناجية فلسطينية من هذا الزلزال، لينقل الصورة الحقيقة لما حصل، يقول : لم تكن المواطنة الفلسطينية مارلين غازي النشاش من مدينة بيت جالا بمحافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية تتوقع أن ينقلب المنزل الذي تقطنه رأساً على عقب، أثناء وجودها في جمهورية هايتي الكاريبية المنكوبة، عقب الزلزال المدمر الذي شهدته تلك البلاد قبل حوالي شهر. وأصبحت هايتي بين عشية وضحاها مرتعاً للخراب والدمار والكوارث بعدما ضربها زلزال بقوة سبع درجات، حصد الملايين من القتلى والجرحى والمهجرين، وأصبحت الأنقاض مدافن لآلاف آخرين لم تسعفهم عمليات الإنقاذ. النشاش - التي دخلت عقدها الخامس من العمر- ما زالت مشاهد الرعب التي مرت بها ماثلة أمام عينيها قالت : «إنها صدمت كثيراً من الحادث الذي كان مفاجئاً، مشيرة إلى أن بيتها أصبح كالكرتون الخفيف في حركته واهتزازه». وكانت النشاش في زيارة شتوية سنوية لنجلها وابنتها اللذين يسكنان المنطقة منذ أعوام، ويقطنان في منزل يقع في منطقة جبلية، التي لحقتها أضرار أقل بكثير من المنطقة السهلية القريبة من البحر. ووصفت ما جرى بقولها: «الأرض بكاملها كانت تتحرك، وكل شيء كان يتحرك ويهتز؛، موضحة أن سبعة أشخاص من العائلة نفسها كانوا موجودين في هايتي، من بينهم ابنتها التي تزوجت في تلك البلاد منذ ثلاثين عاماً. تفاصيل الحادثة بينت النشاش أن هزات عنيفة ومفاجئة شهدها البيت الذي تقيم فيه، سبقها صوت غريب من جهة البحر، وتسبب في تشقق جدران البيت، إضافة إلى الحدائق والأسوار المحيطة به والأدراج، وتساقطت كافة الأغراض والتحف المعلقة والمناظر والأواني الأخرى التي يحويها البيت. وقالت: «كنت جالسة أشاهد التلفاز في الطابق الأرضي، وكانت ابنتي وأطفالها والخدم، يجلسون في الطابق العلوي، وفجأة اهتز البيت وبدأت الأغراض تتساقط فوقي وفقدت توازني بشكل كامل، وبدأت أصرخ». وتابعت مستذكرة اللحظات الصعبة: «رأيت كل شيء أمامي يتساقط، وأصبح البيت مثل الأرجوحة، وحاولت الحركة لكنني لم أتمكن، وصرخت بابنتي وأولادها كي يهربوا، لكن لحسن الحظ لم يسقط المنزل فوق رأسي وتمكنت من النجاة وأفراد عائلتي». آلاف الجثث كانت ملقاة على الأرض، وأخرى مدفونة تحت الأنقاض، والكثيرون فروا بأرواحهم وتركوا أقرباءهم ممن دفنوا ولم يعثر أحد على جثثهم، ومن بينهم امرأة سورية رحلت هي وزوجها الذي اختفت جثته تحت الردم، كما ذكرت النشاش. رائحة الموت وقالت إن الشخص عندما يسير بالشارع يشم روائح كريهة للجثث المتوفاة، التي لم تتمكن طواقم الإنقاذ من الوصول إليها تحت الركام، هذا بالإضافة إلى أحياء كثيرة لم يسعفهم الإنقاذ من الحياة. وأكدت أن المقابر أيضاً لحقها الدمار والخراب، وأصبحت الجثث أكواماً يتم التخلص منها بسرعة، لانعدام سبل الدفن وعدم اتساع القبور وكبر حجم الضحايا وأعداد القتلى. ويملك زوج ابنة النشاش مصنعاً للزجاج في هايتي دمره الزلزال بشكل كامل، وقدرت خسائره بحوالي مليوني دولار. أما ابنها الذي يقطن تلك البلاد، فيعمل مديراً لمجمع تجاري على الساحل، ونجا من الموت بأعجوبة بعدما خرج مبكراً من الدوام، وفور خروجه من المجمع - المكون من أربعة طوابق- بدأ الزلزال الذي دمره بشكل كامل. وأوضحت النشاش أن قوة الانهيار دفعت ابنها أمتاراً كانت سبباً في نجاته من الدفن تحت الركام، بعدما انهار مبنى المجمع الضخم. كارثة ونجاة واضطرت مارلين النشاش وعائلتها للمبيت في العراء بالليل، وحاولت الاتصال بأي شخص من أجل الوصول لإنقاذها بعدما حلت الكارثة وأصبح القتلى بعشرات الآلاف. وقالت: «بقدرة قادر تمكنا من الاتصال بصديق لنا من الأردن، وتمكن من نقلنا في اليوم التالي إلى مركز البعثة الأردنية وتلقينا عناية كبيرة من القوات هناك، والتي قدمت لنا الخدمات اللازمة والرعاية الفائقة، وبتنا ليلة أخرى قبل نقلنا عبر طائرة ملكية للأردن». وأشارت إلى أنه في الليلة الأولى للزلزال تعرضت العائلة لعدة هجمات بالأسلحة النارية نفذها لصوص فروا من السجن، مؤكدة أن الأمن افتقد في المنطقة بشكل لا يوصف كما سادت الفوضى العارمة. وأعربت النشاش عن أملها باستعادة الخسائر التي فقدتها العائلة بالمنطقة، وإعادة بناء تلك البلاد «الجميلة»، لكنها أبدت تشاؤمها من سرعة إنجاز عمليات الإعمار، لأن الأضرار والدمار كانا فادحين بشكل لا يوصف. تعاطف وواجب إنساني أما مساعد فحاول في مدونته نصف كوب http://www.halfcup.net/blog التذكير بنتائج الاضطراب المناخي ، فقال: الذي شاهد ما أحدثه زلزال هايتي من دمار لا بد إنه قد مرّ على أكثر من بيان من وكالات الأنباء تذكر بأن باحثين قد حذرا قبل سنتين عن توقع حدوث زلزال في تلك المنطقة. حسناً ماذا فعلت هايتي هناك؟ الجواب هو «لا هم فعلوا شيئاً و لا نحن فعلنا»! ربما أثارت مشاعري الإنسانية مشاهد الضحايا هناك و لأن هايتي تبعد عني وعن كل من يهمني أمره وأحب آلاف الأميال فلم تحترق مشاعري و إنما اكتفيت بالتعاطف والعمل بواجب إنساني لهم فقط. لكن ما أثار مشاعري حقاً هي تلك مشاعر القلق التي عادت إلي مجدداً و أنا أحدث نفسي بأنه لو كان هناك باحثان فقط قد حذرا قبل سنتين فقط من حدوث زلزال بلغت نتائجه آلاف الضحايا البشرية و قدر بأسوأ كارثة طبيعية فماذا سيكون شأننا بعد التحذير القديم جدا لنتائج تغير المناخ العالمي؟ مئات بل قل آلاف العلماء حذروا و ما زالوا يحذرون من توقع حدوث أمور كارثية لو لم تتخذ خطوات جادة اتجاه هذه القضية و لم تأخذ دورها الدول إلا دول الاتحاد الأوروبي قديماً عندما وضعوا حداً لانبعاث الغازات و قاموا بذلك مشكورين لوحدهم دون مشاركة من أحد بالعالم رغم إن هذا سيؤثر على اقتصاداتهم لأنها ستقلل من إنتاج المصانع هناك بلا شك إلا أنها خطوة إنسانية يشكرون عليها. لكن أوروبا ليست الملوث الأكبر في العالم فأميركا هي الملوث الأكبر ثم الصين تصعد لتنافسها في مسابقة التلوث الكبرى ولا توجد قرارات حاسمة في شأن ذلك حتى في مؤتمر المناخ في كوبينهاجن لم يأخذ قرار جاد تجاه ذلك و كل يخاف على تضرر مصانعه و لما كنا نحن العرب لا نأخذ مبادرات من أنفسنا و نشارك ونؤثر انتظرنا مصير القمة كي نأخذ الأوامر، سأذكر هنا بعض التنبؤات من باب العلم بالشيء: ? سيودي بحياة 150 ألف شخص سنوياً ? سبق أن حكم على 20% من الأنواع الحية البرية بالانقراض مع حلول عام 2050 ? سبق أن بدأ الاحتباس الحراري بتكبد صناعات العالم خسارات بمليارات الدولارات كالصناعات الزراعية إضافة إلى تكلفة التنظيفات جراء ظروف مناخية قصوى. ? خسارة مخزون المياه: في غضون 50 عاماً سيرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص في مياه الشرب من 5 مليارات إلى 8 مليارات شخص. ? تراجع المحصول الزراعي: من البديهي أن يؤدي أي تغير في المناخ الشامل إلى تأثر الزراعات المحلية وبالتالي تقلص المخزون الغذائي. ? تراجع خصوبة التربة وتفاقم التعرية: إن تغير مواطن النباتات وازدياد الجفاف وتغير أنماط المتساقطات سيؤدي إلى تفاقم التصحر. وتلقائياً سيزداد بشكل غير مباشر استخدام الأسمدة الكيميائية وبالتالي سيتفاقم التلوث السام. ? الآفات والأمراض: يشكل ارتفاع درجات الحرارة ظروفاً مؤاتية لانتشار الآفات والحشرات الناقلة للأمراض كالبعوض الناقل للملاريا. ? ارتفاع مستوى البحار: سيؤدي ارتفاع حرارة العالم إلى تمدد كتلة مياه المحيطات، إضافة إلى ذوبان الكتل الجليدية الضخمة ككتلة غرينلاند، ما يتوقع أن يرفع مستوى البحر من 0,1 إلى 0,5 متر مع حلول منتصف القرن. هذا الارتفاع المحتمل سيشكل تهديداً للتجمعات السكنية الساحلية وزراعاتها إضافة إلى موارد المياه العذبة على السواحل ووجود بعض الجزر التي ستغمرها المياه وعلى رأسها جزر المالديف. ? تواتر الكوارث المناخية المتسارع: تواتر موجات الجفاف والفيضانات والعواصف وغيرها مما يؤذي المجتمعات واقتصاداتها. قد أبدو متشائماً هنا ولكن هذا ما يواجهنا و هذا ما لم نفعل شيئاً اتجاهه. ضربة موجعة أما سبت، فقد كتب في مدونته تجربتي http://tagrbty.katib.org زلزال هايتي كان ضربة موجعة في ضمير العالم الإنساني قبل أن يكون ضربة أرضية كسحت الأخضر واليابس في أجمل بقاع العالم، لا أعرف هل نبكي على من فقدناهم هناك؟ أم نبكي على ما وصلنا إليه كبشر من قتل وحروب ودمار بسبب اختلاف الدين أو اللون أو الفكر أو الثقافة؟ تنازعنا على الأرض والأرض تتزلزل من تحت أقدامنا، رفعنا شعارات الجهاد وصنعنا القنبلة والصاروخ لتقسيم التراب، والتراب أصبح مقبرة لنا إلى متي سيظل الضمير الإنساني معتوهاً وعنده حالة شيزوفرينيا مرضية؟ إلى متى سنظل بلهاء وننسى سبب خلقنا وهو المحبة؟ الحقيقة أن القلب أدماه الألم بعد كارثة هايتي التي صنفت الأسوأ في تاريخ البشرية خلال العقدين الماضي والحالي، علنّا نتعلم الدرس ونتوقف عن الجري وراء هوس المال والشهوات، علنّا نسامح بقلوبنا، علنّا نتعلم كيف نحب الآخر مهما كان لونه أو وطنه أو عقيدته، علنّا نعرف لماذا خلقنا ونسعى لوحدة هذا الكوكب لعلها تكون رسالة إنذار لكل القلوب، قبل أن يتكرر الزلزال تحت أقدامنا جميعا، أقدم لكم بعض إحصائيات الخسائر لعلنا نفيق، أعداد المتأثرين بالزلزال ثلاثة ملايين شخص بين قتيل وجريح ومفقود، مقتل 200.000 شخص حتى الآن، دفن أكثر من 70.000 قتيل في مقابر جماعية. معظم معالم مدينة بور أو برنس انهارت، مليون طفل يتيم، ما رأيكم في هذا الرقم الأخير؟ هل سنظل نفكر؟ هل سنبكي؟ هل سنفعل شيئاً لصالح هؤلاء الأطفال؟ هل سنقدم عملاً لصالح الإنسانية؟ الإجابة في عقولكم وقلوبكم الآن ويبقى اتخاذ القرار وسرعة التنفيذ.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©