الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما… جرأة في انتقاد نتنياهو

25 يناير 2013 22:30
يوري درومي محلل سياسي بصحيفة «ميامي هيرالد» الأميركية إذا كان هناك أشخاص مقربين من أوباما، قد اشتكوا قبل الانتخابات الأميركية الأخيرة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تدخل في شؤون الأميركيين من خلال التعبير عن رغبته في انتخاب المحافظ السابق «مت رومني» رئيساً؛ فإن أوباما رد الجميل لنتنياهو هذا الأسبوع. فالملاحظات التي قيل إنه أدلى بها عن نتنياهو، نُظر إليها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، على أنه تمثل تدخلاً سافراً في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي. وقد كتب «جفري جولدبرج» المعروف بعلاقاته الوثيقة بالبيت الأبيض، مقالا في الموقع الإلكتروني لوكالة «بلومبيرج» للأخبار، نسب فيه لأوباما قوله « إن إسرائيل لا تعرف أين تقع مصالحها الحقيقية». وقال «جولدبرج» إن أوباما تحدث بشكل خاص، وبصراحة شديدة عن نتنياهو، حيث وصفه بأنه «سياسي جبان» لعدم رغبته في التوصل لتسوية مع الفلسطينيين. وأضاف جولدبرج في مقاله المذكور« إنه مع الإعلان عن كل مستوطنة جديدة فإن نتنياهو – في نظر الرئيس أوباما- يدفع بلاده خطوة جديدة على طريق العزلة الشاملة». يحفل تاريخ العلاقات الأميركية- الإسرائيلية، بالعديد من الخلافات بين الرؤساء الأميركيين ورؤساء الوزراء الإسرائيليين: فعقب حملة سيناء عام 1956 أرسل «أيزنهاور» خطاباً شديد اللهجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الحين«بن جوريون» لتعاونه سراً مع البريطانيين والفرنسيين ضد المصالح الأميركية ولقيامه بالمشاركة بالعدوان على مصر قبل أيام قليلة من انتخابات الرئاسة الأميركية. وفي عام 1973 قرر الرئيس «فورد» إجراء عملية إعادة تقييم للعلاقات الأميركية الإسرائيلية بعد أن اتهم الإسرائيليون، بتعطيل المفاوضات مع مصر من خلال خطاب حاد اللهجة وجهه للرئيس الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين. وفي عام 1981 قصفت إسرائيل المفاعل النووي العراقي، ومقر منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان كما اعتمدت ما يعرف بـ«قانون الجولان» الذي أتاح لها فرض القانون الإسرائيلي على قرى وبلدات ومدن هضبة الجـولان السوريـة المحتلة، وهي إجراءات عارضتهـا الولايـات المتحدة في ذلك الحين بشدة، فما كـان من مناحيم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت ،«إلا أن استدعى السفير الأميركي ووبخه توبيخاً شديداً على التهديد الذي وجهه لإسرائيل بعدم تزويدها باحتياجاتها من طائرات إف-15. وفي خاتمة المطاف كانت هناك العداوة المشهورة بين الرئيس جورج بوش الأب ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق شامير عام 1992 والتي نشأت عن تهديد الرئيس الأميركي بسحب ضمانات قروض بقيمة 10 مليار دولار بسبب السياسات الإسرائيلية في ذلك الحين، وهي العداوة التي كلفت الرجلين كثيراً من الناحية السياسية وحرمتهما من فرصة التجديد لفترة ولاية ثانية. إذن هل يمكن القول إن الاحتكاك الحالي ليس إلا حلقة جديدة من سلسلة طويلة من الاحتكاكات التي تتضاءل على الرغم من كل شيء، إذا ما قورنت بالتحالف الصلب والذي لا يتزعزع بين الولايات المتحدة وإسرائيل؟ أنا بالتأكيد آمل في ذلك. فعلى الرغم من كل تلك الأزمات التي واجهتها العلاقات الأميركية الإسرائيلية، فإن القادة الأميركيين والإسرائيليين، وجدوا على الدوام طرقاً للتغلب على الخلافات والخروج من الأزمات. وبالنسبة للاحتكاك الأخير، فإن نتنياهو رد على انتقادات أوباما بقوله «إن مواطني إسرائيل هم فقط الذين سيقررون من هو الشخص الأقدر على خدمة مصالح إسرائيل». وهذا في الحقيقة قول صحيح تماماً، ولكن ينبغي أن نضيف إليه أن الحفاظ على متانة العلاقات الأميركية- الإسرائيلية من خلال العلاقات الوثيقة بين زعماء البلدين، يعتبر من أهم المصالح الإسرائيلية على الإطلاق. وعلى الرغم من أن العقلانية والدبلوماسية من قبل الجانبين كانت تتغلب في كل مرة على الاحتكاكات التي كانت تنشأ بين الدولتين، إلا أن الوضع يبدو هذه المرة أكثر إشكالية من المرات السابقة. فإذا كان هناك شيء يمكن أن يزعج الإسرائيليين، فإن هذا الشيء وفقاً لجيفري جولدبرج هو أن أوباما أصبح غير مبال بنتنياهو. وهذا الشيء يدعو للانزعاج في الحقيقة؛ فإن يكون هناك رئيس أميركي غاضب من إسرائيل لسبب أو لآخر، ولكنه يأبه مع ذلك بها ويرغب في الدخول في حوار معها لتجاوز الخلاف أهون بكثير من أن يكون هناك رئيس يبدو كما لو كان قد ضاق ذرعاً بالدولة اليهودية كلها وسلوكها، ومسؤوليها. وإذا افترضنا أن نتنياهو قد أُعيد انتخابه هذا الأسبوع، فإن الهدف العاجل بالنسبة له يجب أن يكون هو إعادة تأهيل علاقاته مع أوباما على أن يضع في حسبانه وهو يفعل ذلك أن رئيس فترة الولاية الثانية في أميركا لا يكون عادة في حاجة لأي أحد. وعلى نتنياهو في هذا السياق أن يحدد أي ائتلاف يرغب في تكوينه: هل ائتلاف يميني يدفع من أجل المزيد من المستوطنات، وبذلك يوسع الهوة القائمة بينه وبين أوباما، أم ائتلاف يميل أكثر نحو الوسط وهو ما سيعني في هذه الحالة ضمناً أنه مازال ملتزماً بما تعهد به في خطابه في جامعة « بار إيلان» عام 2009 عن حل الدولتين. واستقرار نتنياهو على الخيار الثاني، يعني أنه يعبر عن إرادة ثلثي الشعب الإسرائيلي بصرف النظر عن الكيفية التي أدلوا بها بأصواتهم يوم الثلاثاء الماضي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي.تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©