الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرحة وطن

25 يناير 2013 22:31
افرحي يا دار زايد بما حققه أبناء «بوسلطان» من إنجازٍ تاريخي، فما أحلى مذاق النصر عندما يُنجز في خارج الديار، فالفرحة ليست بكأس الخليج فحسب، بل هي حكاية ُجيلٍ يعشق الذهب، ويتلذذ بالمستحيل فهو جيل تربى على مبادئ قادته العظام في عشق المركز الأول. لقد تحقق الحلم عندما تلاشت الألوان وتمازجت الأرواح واندمجت كل فئاتِ الشعب صفاً واحداً، كتفاً بكتف، كلهم يؤازرُون ويهتفُون أنشودة عشق في حب الوطن الغالي «عيشي بلادي» الذي منحهم كل ما يتمنونه، وكلهم عزيمة وإصرار للعودة الى أرض الوطن حاملين الكأس الغالية لإهدائها إلى قائد المسيرة، «خليفة الخير»، وشعب الإمارات الوفي الذي لا يرضى للنجاح بديلا. فهذا الوطن الحبيب لا يتأخر قادته عن تكريم أبنائه المبدعين، وكل من يسعى إلى رفع رايته خفاقةً في محافل الإنجاز وميادين الإبداع. لقد تشرّف نجوم خليجي 21 بالسلام على صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله ومصافحته، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على التتويج، فثمّن سموّه إنجازهم متمثلا في الفوز بلقب كأس الخليج، معتبراً أنه أسعدَ الشعبَ والقيادة. وبعدها مباشرة كان استقبال «فارس العرب» الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي حَرص على تهنئة الفريق بالإنجاز والإشادة بجهود الجميع وتكاتفهم من أجل الحصول على المركز الأول. ومَن منّا ينسى موقف الكبار حين خطف الأضواء أمام الجميع بعد التتويج مباشرة باتصال هاتفي أسرَ به قلوب شعب بلاده بأجمل وأروع العبارات ليكون أول المهنئين بفوز فرسان خليجي 21، فذلك الحديث الأبوي من «بوخالد» استـقر في القلوب، لأنه من القلب إلى القلب. هذا هو الوطن، وهذه هي توجهات القيادة الرشيدة، فقد تكاملت مقومات التفوق في دولة الإمارات على جميع الصعد وفي مختلف المجالات، واحتلت الريادة على دول كثيرة كانت تسبقنا في الماضي وفي فترة زمنية قصيرة تمكنت الإمارات بفضل القيادة الرشيدة من اختصار المسافات لتحقيق نهضة شاملة، لو نُظر إليها بعين مُحايدة لما أخطأنا إذا قلنا إنها تشكل إحدى معجزات العصر. وتختلف الفرحة بالإنجازات الرياضية عن الفرحة بغيرها من الإنجازات، لأن الجميع يعيشون الفرحة بكل تفاصيلها والكل يشعر بأنه جزء من هذا الإنجاز، فقد شاهدنا التفاعل الكبير من مختلف أطياف المجتمع منذ المباراة الأولى، وحتى اعتلاء الفريق منصة التتويج وعودته إلى أرض الوطن، حاملاً الكأس الغالية، حيث لم يبق بيت في الإمارات لم يتابع المباريات الخمس التي خاضها منتخبنا في البطولة، ولم يتفاعل مع أحداثها ولم يتراقص من الفرحة مع كل هدف وانتصار يحققه المنتخب، الذي جمع كل الشعب تحت مظلة واحدة، هي مظلة الرياضة التي تتسع للجميع. فالرياضة لها المفعول السحري في توحيد القلوب، والجميع يصبحون في خندق واحد، عندما يخوض المنتخب الوطني مبارياته، فهذا المنتخب أصبح السفير الفخري لأحلام الشعب، يحلق بها نحو آفاق جديدة من الفرحة والسرور، وعندما يحقق الفوز يصبح مصدراً للعزة والفخر. إن قيادتنا الرشيدة تنفق مليارات الدراهم حتى توفر متطلبات ومقومات الرفاهية والسعادة لهذا الشعب المحظوظ، حتى حصلنا على المركز الأول عربياً والسابع عشر عالمياً في مؤشر السعادة بين شعوب العالم. وجاء الفوز ببطولة الخليج، ليضاعف هذه السعادة ومشاعر السرور والفخر لدى أبناء وبنات دولة الإمارت. إن مظاهر الاحتفالات التي سادت الدولة خلال الأيام الماضية، ينبغي أن تظل راسخة في الأذهان ولتظل ملامح التكريم والاستقبال حاضرة لا تغيب، وحتى يضعها كل إماراتي في وجدانه عندما يغادر الدولة، لتمثيلها خارجياً ليضع اسم بلاده في المكان اللائق بين شعوب العالم، لتبقى عزيزاً ياوطني ونبقى فيك تغمرنا العزة والسعادة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©