الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القوافل الثقافية نموذج للتكافل الاجتماعي وتعزيز التلاحم الوطني

القوافل الثقافية نموذج للتكافل الاجتماعي وتعزيز التلاحم الوطني
9 أكتوبر 2011 20:55
تستعد وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لتنظيم الحلقة التاسعة من مبادرة القوافل الثقافة خلال أكتوبر الجاري، باعتبارها نموذجاً للتكافل الاجتماعي والتلاحم الوطني، وذلك بعد نجاح الحلقة الثامنة مؤخراً في منطقة المدام التابعة للشارقة، التي حشد لها أكثر من 90 مؤسسة اتحادية ومحلية وخاصة كشركاء في الإنجاز، وتحولت من مجرد احتفالية كبيرة يقبل عليها الكبار والصغار للبحث عن المتعة والفائدة الثقافية والمجتمعية والطبية إلى مشهد يضم كل فئات المجتمع المحلي، ويبرز بوضوح معالم التكافل المجتمعي، ويعلي من قيمة (السنع) الإماراتية الأصيلة. واكتسبت القوافل أرضية جديدة كل يوم بعدما طافت القوافل عدداً كبيراً من المناطق البعيدة بإمارات الدولة كافة، وهو ما أكسبها قيمة حقيقية لدى مواطني تلك المناطق، وشركاء الوزارة على السواء، ولعل لغة الأرقاء والإحصائيات تعطي دلالة حقيقية على نجاح هذه المبادرة الرائدة التي حاولت بعض الجهات تكرارها مؤخراً، وهو ما يثري التجربة ويؤصل لها في المستقبل. وكانت أولى محطات القافلة الثقافية في منطقة أوحلة بإمارة الفجيرة، بالتعاون مع 9 جهات فقط، حيث شكلت منطلقاً لبقية الرحلة الطويلة، وقد انضمت مؤسسات عديدة إلى القافلة، لتصل إلى التسعين في محطتها الثامنة، حيث وجه معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بأن يركز القائمون عليها وبأن يضعوا نصب أعينهم الوصول إلى المناطق البعيدة كافة، وبأن يحرصوا على وصول ما تقدمه القوافل من خدمات إلى الجميع، حتى تتحول القوافل إلى أعياد حقيقية بتلك المناطق، وأن تعطي انطباعاً حقيقياً بأن سكان تلك المناطق محط اهتمام الدولة بمؤسساتها كافة، ولعل قيام الأشغال بتشييد منطقة أوحلة هو أبلغ دليل على نجاح القوافل في تحقيق أهدافها. لغة الأرقام وقالت أمينة خليل مدير إدارة التنمية المجتمعية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن لغة الأرقام تؤكد تطور القوافل الثقافية ونجاحاتها من محطة إلى أخرى، مؤكدة أن الإحصائيات التي رصدتها الوزارة حتى المحطة السابعة بمنطقة الطيبة بالفجيرة تؤكد أن الجهات المشاركة في القوافل بدأت العام الماضي بتسع جهات، وفي الطيبة وصلت إلى تسعين، وأن مجموع الجهات المشاركة تعدى في كل القوافل الـ400، كما وصل عدد الفعاليات إلى حوالي 430 فعالية وزاد مجموع الحضور والمستفيدين من القوافل إلى حوالي 20 ألف مواطن، وبلغ متوسط رضا الجمهور 87,5% وزاد عدد المتطوعين على 300، مؤكدة أن وزارة الثقافة حريصة على رصد الإحصائيات كافة المتعلقة بالقوافل للاستفادة منها في التجارب المقبلة، والتطوير المستمر حسب توجيهات معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الذي يحرص على متابعة أدق التفاصيل المتعلقة بالقوافل حتى تتحقق أهدافها بالوصول إلى مواطني المناطق النائية كافة وتحقيق غايتها بتعزيز التلاحم الوطني. وعن القافلة الثقافية الأخيرة بمنطقة المدام، أكدت أن وزارة الثقافة أصبح لديها الخبرة الكبيرة في تنظيم العاليات بمنتهى الدقة، كما أن المتابعة والتواصل مع أهالي تلك المناطق يبدأ قبل بداية الفعاليات بأسبوع على الأقل، للتعرف أكثر إلى ما يطلبه سكان هذه المناطق ومحاولة تسليط الضوء عليها، كما تقوم إدارة التنمية المجتمعية بالمتابعة المستمرة للمناطق التي تمت زيارتها عقب اختتام الفعاليات حتى لا تكون القوافل مجرد أجواء احتفالية فقط وإنما لها بعد تنموي ومجتمعي مستمر. الاستعدادات وأوضحت أن القوافل الثقافية اختلفت هذا العام عن العام السابق، حيث تم تطويرها من حيث الكم وذلك بزيادة الفعاليات والخدمات المقدمة وتنوعها، كما زاد عدد الجهات المشاركة والداعمة ليصل إلى أكثر من 90 جهة، وزاد حجم الخيام والموارد المالية المخصصة للقوافل الثقافية، ومن حيث الكيف أصبحت جهود القافلة لا تقتصر على يومين فقط بالمنطقة، وإنما تمتد أكثر من أسبوع قبل وصول القافلة، بتنظيم زيارات للمدارس وتحديد احتياجات مكتبات هذه المدارس من الكتب والإصدارات. وحول الاستعدادات لتنظيم القوافل الثقافية خلال العام القادم، أكدت أمينة خليل أن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أعدت خطة طموحة لتطوير وتفعيل القوافل الثقافية خلال العام القادم، من خلال العمل على زيادة أعداد الشركاء، ومسح مسبق للمنطقة التي ستزورها القافلة لتحديد احتياجاتها ومطالب سكانها والعمل مع الجهات المشاركة على تلبية هذه الاحتياجات، كما أن الخطة تتضمن تنظيم اجتماعات دورية مع ممثلي الجهات المشاركة والداعمة للقوافل الثقافية لتحديد الأدوار والتخطيط لتطوير المشاركات والفعاليات. الفعاليات والأنشطة وعن الدور التنظيمي للقوافل، قال سلطان بن مليح مدير مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالفجيرة وأحد المنظمين للفعاليات في المواقع المختلفة، إن العمل على انتظام الفعاليات والأنشطة يتطلب جهداً كبيراً وتنظيماً دقيقاً، وهو ما تحرص عليه الوزارة من خلال العمل بروح الفريق والتكامل التام بين الأدوار كافة، سواء التي يقوم بها منتسبو الوزارة أو التي يقوم بها المتطوعون والشركاء، مؤكداً أن العمل في القوافل أكسبه خبرة كبيرة في تنظيم مثل هذه الفعاليات الضخمة التي تضم أكثر من 3000 شخص، ولعل نسبة رضا الجمهور التي تصل إلى 90% هي أبلغ دليل على دقة العمل وانتظامه، مشيداً بالدور الذي يلعبه شباب المتطوعين لإنجاح الفعاليات، مؤكداً أن القوافل الثقافية حققت الهدف منها بتعزيز مفهوم التلاحم الوطني من خلال الشراكة مع مؤسسات المجتمع، واستقطاب عدد كبير من الجماهير لمتابعة الفعاليات التي تنظمها القوافل الثقافية، وتمكنت القوافل من التعرف إلى احتياجات المناطق البعيدة وتلبية احتياجاتهم من خلال استجابة المسؤولين لهذه المطالب وتنفيذها. وأشار إلى أن القوافل مشروع يستعيد فكرة التواصل الاجتماعي، لكنه يستعيدها من بوابة الثقافة والآداب والفنون والتراث، ليكرس لدى الأجيال الجديدة البعد الثقافي كجزء من الحياة العامة والمساهمة في بناء الهوية الثقافية والوطنية في ظل تنامي مفردات الحياة الاستهلاكية وأكدت أن القاعدة الأساسية التي اعتمدت لاختيار الفعاليات التي تم تقديمها بالقوافل الثقافية، جاءت بعد دراسة اللجان المتخصصة للمناطق، إذ حددوا المناطق البعيدة واختاروا المنطقة وما يناسبها من فعاليات. خدمات القوافل فيما عبر عدد كبير من أهالي المناطق التي زارتها القوافل عن أهميتها في تحقيق التلاحم الوطني بين أفراد الدولة من جميع الإمارات من خلال النشاطات التي قدمتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ودمج سكان المنطقة من خلال المسابقات والفعاليات الثقافية والتراثية، إضافة إلى الخدمات الصحية والمجتمعية التي تقدمها القوافل بما يعود بالفائدة على السكان. وقال عبدالله مسعود من أهالي منطقة مصفوت، إن مشاعره مختلطة ما بين الفرح بالقافلة وفعاليتها، والحزن، لأنها لن تستمر أكثر من يومين، متمنياً أن تحذو الدوائر والجهات الأخرى حذو وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. ?واتفق معه عبد الرحمن مسند من أهالي منطقة مزيرع، مؤكداً أن القافلة كانت بمثابة رسالة مفادها أن أبناء الوطن سواسية مهما تباعدت مناطقهم وأنهم دائماً في دائرة تفكير المسؤولين. وقالت أم عبد الله إن القافلة كانت أشبه بالعيد لأهالي المناطق التي زارتها، وكانت فرصة لتجميعهم وتفاعلهم مع إخوانهم من المناطق الأخرى، وأشارت إلى أن أبناءها كانوا في غاية السعادة، وتتمنت أن يتكرر هذا الحدث. ?وأشارت أم راشد إلى أنها استفادت كثيراً من فعاليات القافلة، التي تميزت بأنها خاطبت الكل . وأكد علي مبخوت أن القافلة أشعرتهم بأن الكل يتذكرهم، وزادت من شعور أبناء المنطقة، خاصة الصغار بالانتماء للوطن. بعد أن تعرفوا عن قرب إلى زملاء لهم من مناطق أخرى. وقال سعيد علي وهيبي من سكان المرموم «إنه عندما سمع بقدوم القافلة الثقافية إلى منطقة المرموم لم يدر بخاطره أن تأتي بكل هذا الكم من الخدمات المجتمعية والطبية التوعوية، وكل هذه العروض الفنية والتراثية». وعبر عن تقديره الكبير لدور وزارة الثقافة في تنظيم هذه النوعية من المبادرات التي تصب في دعم التلاحم الاجتماعي بين فئات المجتمع الإماراتي كافة في جميع أنحاء الدولة. وأكد علي سلطان من سكان منطقة الليسيلي أن وجود القافلة الثقافية بمنطقة المرموم هو أكبر دليل على أن المجتمع الإماراتي مجتمع مترابط بشكل كبير، كما أن وجودها هنا يعد عيداً استثنائياً لأبناء المنطقة برجالها ونسائها وأطفالها، جعلت الجميع يشعرون أن أهل الإمارات نسيج واحد مهما تباعدت المسافات بينهم. وأوضح سليمان حماد من منطقة المرموم أن أسعد الناس بوجود القافلة هم الأطفال الصغار الذين استمتعوا بكل ما قدمته لهم وزارة الثقافة من هدايا وألعاب ومسابقات واحتفاليات، فتحولت منطقة المرموم كلها إلى مهرجان كبير. استقطاب الجماهير لمتابعة الفعاليات أكدت أمينة خليل مدير إدارة التنمية المجتمعية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن القوافل حققت الهدف منها بتعزيز مفهوم التلاحم الوطني من خلال الشراكة مع مؤسسات المجتمع، واستقطاب عدد كبير من الجماهير لمتابعة الفعاليات التي تنظمها القوافل الثقافية، وقد مكنت الوزارة من التعرف إلى احتياجات أهالي المناطق البعيدة بشكل دقيق، والعمل على تلبية احتياجاتهم من خلال استجابة المسؤولين على اختلاف مواقعهم لهذه المطالب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©