السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محطات التلفزيون الروسية تكافح هجرة الشباب إلى الإنترنت

محطات التلفزيون الروسية تكافح هجرة الشباب إلى الإنترنت
9 أكتوبر 2011 20:58
تسود روسيا ظاهرة هجران ملايين الشباب التلفزيون هذه الأيام مفضلين محتويات الإنترنت لأنها منوعة أكثر ومتوافرة ساعة يريدون ومشاهدتها بعيداً عن رقابة الأهل بشكل عام، لكن أيضا لأن البرامج التلفزيونية التقليدية لم تعد تجذب اهتمامهم. وقد أدى كل ذلك إلى شعور المسؤولين عن المحطات التلفزيونية بضرورة التغيير الذي ينصب بشكل أساسي على إعادة النظر بطبيعة برامجهم، والدفع باتجاه برامج الواقع والمحتويات التي من شأنها مساعدتهم على وقف خسارة هذا الجيل، الذي يشكل جمهور المستقبل، خاصة أن عوائد سوق التلفزيون في روسيا مغرية وتستحق بذل الجهود لمسايرة المشاهدين. أبوظبي (الاتحاد) - ذكر تحقيق نشره موقع “هوليوود ريبورتر”، المتخصص بمحتويات الإعلام المرئي والمسموع، أن قطاع التلفزيون الروسي يعتبر الأكبر والأكثر ربحا في شرق أوروبا، وقد بلغ الإنفاق الإعلاني فيه 4,2 مليار دولار في العام الماضي (2010). لكن الخسارة لبعض النقاط في نسب المشاهدة كما تبين مؤخرا، أدت إلى دق جرس الإنذار للمسؤولين عن هذا القطاع ويبدو أن المحاولات قد بدأت سريعا للتمسك بهذه الشرائح العمرية. كسالى ونشطون أظهر بحث لمجموعة “تي إن تي” الروسية للأبحاث أن 67,8% من السكان من عمر 4 سنوات وما فوق قد شاهدوا التلفزيون خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2011 مسجلين انخفاضا عن نسبة 69% شاهدوه في الفترة نفسها من العام الماضي (يقدر عدد الأميركيين الذين يشاهدون التلفزيون بـ 95%). وهي نسبة سلبية لكن كان يمكن ألا تكون مخيفة لولا أن التراجع الأكبر والأكثر دلالة هو الهبوط في فئة الشباب الروس بين سنوات 18 و25 عاما الذي بلغت نسبته 2,6%، حيث أن هذه الفئة هي الأكثر أهمية بالنسبة للقطاع، سواء لناحية الاستهداف الإعلاني أو بالنسبة لتشكيل هذه الأعمار. إلى ذلك، قال قسطنطين ماكسيميوك، مدير التطوير والإبداع وأبحاث السوق في شركة الإنترنت “نوفي”، إن السكان الأكثر شبابا لا يقرأون الصحف وهم يشاهدون التلفزيون قليلا جدا. فهم يعتبرون أن التلفزيون للناس الكسالى والمتعبين، بينما النشطون والشباب يختارون الإنترنت طالما أنه يقدم لهم فرصاً تفاعلية. ووفقا لبحث “تي أن تي” فإن 25 مليون روسي، وهو ما يشكل 17,5% من عدد السكان البالغ 143 مليونا، يستخدمون مواقع التشابك الاجتماعي مثل فيسبوك ونظيره الروسي فكونتاكتي (Vkontakte). ويحدث هذا على الرغم من أن محطات التلفزيون الروسية الرئيسية لا تزال محمية نوعا ما من زحف الإنترنت لأن الدخول إلى الشبكة العالمية في المناطق البعيدة ما زال يواجه مصاعب. وعندما يتاح الحصول على الإنترنت فإن تراجع التلفزيون التقليدي يمكن أن يصبح أكثر أهمية. وبينما لا تشعر القنوات الرسمية غالبا بالمنافسة لأسباب تتعلق بملكيتها وببنيتها، حيث تقول محطتا “روسيا 1” و”روسيا 2” اللتان تديرهما هيئة رسمية تدعى “في جا تي آر كي” إنه ليس لديهما ما تخافان منه، إلا أن الشبكة التلفزيونية الكبرى في روسيا “تشانال وان” (القناة الأولى)، تقر بأن نماذج برامجها هي خارج اهتمامات المشاهدين الروس الجدد. فئات المشاهدين يقول قسطنطين آرنست، مدير عام قناة “تشانال وان” إن “نموذج عمل التلفزيون الذي يطبق منذ 15 عاما، قد أصبح متخلفا وسقط وبات مرهقا وإن هناك حاجة لنماذج جديدة”. وهذا لا يعني أن جميع البرامج الترفيهية قد فقدت قيمتها، فمسلسلات الدراما مثل “بلو شيب” و”ديكaستر” ما زالت تتمتع بالشعبية في روسيا، إلا أن نماذج البرامج العالمية لتلفزيون الواقع مثل “سورفايفر” و”بيج براذر” و”أميركان آيدول” تشهد طفرة وازدهارا في الإقبال عليها أينما عرضت. وهذا يساعد على شرح سبب استهداف مسؤولي البرامج التلفزيونية الروس فئات المشاهدين التي تخلط بين الكوميديا والاستعراضات المنوعة. وتكافح “القناة الأولى” من أجل الحفاظ على جمهور المشاهدين لها وتعمل أيضا للوصول إلى فئات أخرى لم يسبق أن تم استهدافها. وبدءاً من عام 2012، ستتوجه برامج القناة أكثر نحو الفئة المفضلة لديها من عمر 18 وما فوق إضافة إلى جانب من هم تحت سن 14 وسن الـ 59 عاماً. وتهدف البرامج الجديدة، بما فيها الرسوم المتحركة إلى المنافسة مع المواقع الشعبية على الإنترنت بما فيها برنامج يسمى “فاني أور داي” (ظريف أو ميت). كما تتضمن البرامج الجديدة للفترة الليلة المتأخرة سلسلة أجنبية تلقى شعبية واسعة من جماهير الإنترنت. وتأمل “القناة الأولى” تحقيق نتائج ملموسة من برامجها الجديدة الموجهة لأعمار طلبة المدارس، بما فيها بعض البرامج الجريئة التي صدمت المشاهدين المحافظين والتي تصور حياة المراهقين الروس الجدد وهي من إخراج فاليريا جاي كيرمانيكا، واحدة من المخرجين اللامعين. وهذه الجهود البرامجية الموجهة لاستقطاب الشباب لا تعني أن المحطات التلفزيونية التي تهتم بالفئات الأكبر سنا تعيش حالة اطمئنان، بل هي أيضا تواجه منافسة من مواقع الإنترنت. ودفعت هذه المنافسة قناة “رين تي في”، التي تستهدف الأعمار من 35 إلى 45 إلى إطلاق موقعها الخاص على الإنترنت الذي يسمح للمستخدمين بمشاهدة القناة في زمن الوقت الفعلي للبث، واختيار باقة البرامج التي يفضلون مع نظام الدفع مقابل المسلسلات التي يشاهدونها. تكامل لا تنافس في روسيا، كما في بقية العالم، تطرح إشكالية العلاقية بين التلفزيون والإنترنت في أكثر من اتجاه منها التكامل لا التنافس. وقال الكسندر نيشافيف، نائب المدير العام للبرامج في تلفزيون “أن تي في” إنه من غير الصحيح أن هناك تعارضا بين التلفزيون والإنترنت، واصفا ما يجري بأنه اختلاف على الطريقة التي من خلالها يتم الوصول إلى المحتوى نفسه. كما أن بعض مسؤولي البرامج الروس يرون في نمو شعبية محتويات الترفيه على الإنترنت فرصة أكثر منها تهديداً للتلفزيون. وتوقع ايفاشليف موروغوي، مسؤول المحتوى في مجموعة “سي تي سي” الإعلامية، ورئيس قناة المجموعة إن “التلفزيون والإنترنت سوف يتحولان من متنافسين إلى شريكين، وأن العمل باتجاه هذه الغاية يشهد تقدما”. (مصدر الصورة : geeksofdoom.com)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©