الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما بين السطور

9 أكتوبر 2011 21:08
أجمل الكلام ما خفي بين السطور، وكثير منه رسائل مشفّرة، تتخطى كل الحواجز والحدود، ما بين السطور أحاسيس، ووجدان، وأفكار أجمل بكثير من تلك الظاهرة، وكثيرون من يملكون أدوات الكلام، وفي ذاكراتهم قواميس من الكلمات، ويكتبون ويكتبون، ولكن ليس من قارئ لها، وإن قرئت ذهبت أدراج الرياح فور قراءتها، ولا من سامع لها، أو سرعان ما يذهب صداها بعد سماعها، وقلة من تمتع بموهبة صيد الكلام الساحر السحري، بامتلاكهم مفاتيح الكتابة الحقيقية، فلا يخطئون هدفهم في الوصول إلى مفاتن الكلام ومغازيه، فيحمّلون تلك الكلمات بتلك الرسائل التي تسكن بين السطور، والتي لا يراها أو لا يستطيع قراءتها إلا من أوتي مفاتيحها. الكلام كله علاقة تفاعلية بين طرفين تذهب المباشرة فيه سحره وروعته وجاذبيته، وربما إشارة خير من مقالة، واللبيب من الإشارة يفهم. روي أن كثيّر عزة لقي جميل بثينة فقال له متى عهدك ببثينة؟ قال: ما لي بها عهد منذ عام أول وهي تغسل ثوباً بوادي الدوم، فقال له كثير: تحب أن أعهدها لك الليلة؟ قال: نعم، فأقبل راجعاً إلى بثينة، فقال له أبوها: يا فلان ما ردك أما كنت عندنا قبيل؟ قال: بلى، ولكن حضرتني أبيات قلتها في عزة قال وما هي قلت: فقلت لها يا عزّ أرسل صاحبي على بــــــاب داري والرسول موكلُ أما تذكرين العهدَ يوم لقيتكـم بأسفل وادي الدوم والثوبُ يغسلُ فقالت بثينة: اخسأ، فقال أبوها ما هاجك يا بثينة، قالت: كلب لا يزال يأتينا من وراء الجبل بالليل وأنصاف النهار، قال: فرجع إليه فقال: قد وعدتك من وراء هذا الجبل بالليل وأنصاف النهار فالقها إذا شئت. وحكي أن أعرابياً بعث غلاماً له إلى امرأة يواعدها موضعاً يأتيها فيه فذهب لغلام وأبلغها الرسالة فكرهت المرأة أن تقر للغلام بما بينهما، فقالت والله لئن أخذتك لأعركن أذنك عركة تبكي منها وتستند إلى تلك الشجرة ويغشى عليك إلى وقت العتمة، فلم يعرف الغلام معنى هذا الكلام، وانصرف إلى صاحبه وحكى له فعلم أنها واعدته تحت الشجرة وقت العتمة. جميل بثينة: بثينةُ قالــــتْ: يَا جَميلُ أرَبْتَني، فقلتُ: كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ وأرْيَبُنَا مَن لا يـــــــــؤدّي أمانةً، ولا يحفظُ الأسرارَ حينَ يغيبُ بعيدٌ علٍ من ليسَ يطلبُ حاجةً وأمــّا على ذي حاجة ٍ فقريبُ إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©