السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات.. مسيرة حافلة بالابتكار في قطاع الطاقة

الإمارات.. مسيرة حافلة بالابتكار في قطاع الطاقة
4 أكتوبر 2013 22:39
تشارك هذا الأسبوع دولة الإمارات في الدورة الثانية والعشرين من مؤتمر الطاقة العالمي في مدينة دايجو بكوريا الجنوبية، ويُشرفني ترؤس وفد الدولة رفيع المستوى والذي يضم نخبة من ممثلي قطاع الطاقة في الإمارات. يعد هذا المؤتمر من أهم وأبرز المنتديات التي تعنى بقطاع القطاع في العالم، حيث يلتقي خلاله رؤساء دول ووزراء وصناع قرار ولاعبون بارزون من القطاعين العام والخاص لمعالجة أكثر تحديات الطاقة العالمية إلحاحاً في عصرنا الحالي. وتعكس مشاركتنا في هذا الحدث المهم الإرث العريق الذي تتمتع به الإمارات كرائد عالمي في مجال الطاقة، وتطلعنا نحو مستقبل أفضل استناداً إلى الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة. تعد دولة الإمارات اليوم لاعباً رئيسياً في قطاع الطاقة العالمي، فهي تمتلك سابع أكبر احتياطي من النفط في العالم، ما يجعلها مورداً موثوقاً ومحركاً اقتصادياً مهماً للأسواق العالمية. ولا نقف عند هذا الحد، فنحن نواصل العمل اليوم على نشر أحدث تقنيات الطاقة النظيفة بما يضمن المحافظة على مكانتنا الرائدة وتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ومع تنامي الطلب العالمي على الطاقة وتزايد الضغط على مواردنا الطبيعية، رأينا بأنه لا بد لنا من مواصلة ابتكار حلول جديدة تعود علينا بفوائد اجتماعية واقتصادية مهمة على المستوى المحلي، مع الحرص في الوقت نفسه على تلبية الاحتياجات العالمية من الطاقة. وفي المنقطة الغربية من أبوظبي، حيث تم اكتشاف النفط في عام 1958، تم اعتماد تقنيات جديدة للمساعدة على تحقيق هدفنا المتمثل في رفع مستوى إنتاجنا النفطي إلى 3.5 مليون برميل يومياً بحلول عام 2017. ونحن حريصون دائما على اعتماد أحدث تقنيات الحفر وأكثرها تطوراً في قطاع الهيدروكربونات من أجل الوصول إلى المصادر غير التقليدية من النفط والغاز، لنتمكن بالتالي من إطالة أمد مواردنا الحيوية. كما تدرس شركة النفط الوطنية إمكانية استخدام تقنيات تقلل من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن العمليات الصناعية وتقوم بالتقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من أجل استخدامه في الاستخراج المعزز للنفط. وفي حال نجاحها، قد تشكل هذه التقنيات ثورة حقيقية ستفتح آفاقاً جديدة في مجال إنتاج النفط أمام الدول الغنية بالموارد الهيدروكربونية، مع مساعدتها على الحد من بصمتها الكربونية بشكل كبير، وبالتالي الحفاظ على البيئة والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي حين أن اقتصادنا سيواصل اعتماده على مواردنا الهيدروكربونية الوفيرة باعتبارها مصدر الدخل الرئيسي، إلا أنه لا بد لنا من مواكبة التغيرات التي يشهدها العالم ووضع خطط واستراتيجيات مدروسة للتعامل مع التحديات المستقبلية. وبفضل الرؤية بعيدة الأفق لقيادتنا الحكيمة، لم يعد دورنا المؤثر في قطاع الطاقة العالمي يقتصر على تصدير النفط والغاز، بل بدأنا اليوم بالتركيز على إرساء أسس قوية لقطاع الطاقة النظيفة لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة في المستقبل. وخلال العام الحالي، لعبت دولة الإمارات دوراً رئيسياً في تطوير مشروع “مصفوفة لندن”، أكبر محطة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح البحرية في العالم والتي تنتج اليوم طاقة تكفي لتزويد نصف مليون منزل في المملكة المتحدة بالكهرباء النظيفة سنوياً. وعلاوة على ذلك، أنجزت الدولة مشاريع أخرى للطاقة النظيفة في كل من سيشل وموريتانيا والتي أثبتت أن تعزيز الوصول إلى الطاقة- حتى من خلال المشاريع صغيرة الحجم- يمكن أن يعود بفوائد هائلة. إن ابتكار وتطوير وتصدير تقنيات الطاقة المتجددة يُعد امتدادا طبيعياً للمكانة الرائدة والإرث العريق الذي تتمتع به دولة الإمارات في القطاع، كما أن دخول قطاعات جديدة للطاقة يدعم التزامنا المستمر بالمساهمة في تلبية احتياجات الطاقة العالمية. وعلى الصعيد المحلي، تلعب الطاقة النظيفة دوراً كبيراً في تأمين الاحتياجات المحلية لدولة الإمارات التي تشهد ازدهاراً اقتصادياً مستمراً، حيث من المتوقع أن ينمو حجم الطلب على الطاقة في الدولة بنسبة 9% سنوياً، أي أعلى من المتوسط العالمي بثلاثة أضعاف، وبالتالي، تساعدنا تقنيات الطاقة الجديدة على ضمان تحقيق أمن الطاقة على المستوى المحلي. ومن أبرز مشاريع الطاقة المتجددة التي تم تطويرها في دولة الإمارات محطة “شمس 1”، التي تعد من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم. وتم تدشين هذه المحطة المتطورة في مارس من العام الجاري من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. وتولد اليوم طاقة تكفي لتزويد 20 ألف منزل بالكهرباء النظيفة في دولة الإمارات، ما يدعم بصورة مباشرة جهودنا الرامية لبناء مزيج متوازن من الطاقة محلياً. وإلى جانب ذلك، باشرت الدولة عملية إنشاء أربع محطات متطورة للطاقة النووية في المنطقة الغربية باستطاعة إجمالية تبلغ 5.4 جيجاواط وذلك في إطار برنامجها النووي السلمي الذي يهدف إلى توفير الطاقة الآمنة وعالية الكفاءة بحلول عام 2020. وسنقوم خلال مشاركتنا في مؤتمر الطاقة العالمي الثاني والعشرين في كوريا الجنوبية، بتسليط الضوء على مسيرة الابتكار الريادة التي تنتهجها وتسير عليها دولة الإمارات في مختلف مجالات الطاقة. بقلم: سهيل المزروعي وزير الطاقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©