الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اتفاق ألماني فرنسي على إعادة رسملة المصارف الأوروبية

اتفاق ألماني فرنسي على إعادة رسملة المصارف الأوروبية
9 أكتوبر 2011 22:45
عواصم (وكالات) - اتفقت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في برلين على تقديم المساعدة للمصارف الأوروبية، في خطوة تعتبر حاسمة من اجل حل أزمة منطقة اليورو. وتحدث المسؤولان بصوت واحد بشأن الموضوع الذي يثير حتى قلق الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهو ضرورة “إعادة رسملة” المصارف قبل إرغامها على التنازل عن قسم كبير من ديون اليونان المستحقة. وذكر صندوق النقد الدولي أن أزمة الديون أثرت إلى حد كبير على المؤسسات المالية الأوروبية والتي وصلت إلى نحو 200 مليار يورو. ومن أولى ضحايا أزمة الديون المصرف الفرنسي-البلجيكي ديكسيا الذي توصلت حكومات فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورج إلى اتفاق أمس حول حزمة لإنقاذ البنك. وقال بيان من مكتب رئيس الوزراء البلجيكي الانتقالي ايف لوتيرم “الحكومات.. أكدت تضامنها في إيجاد حل لضمان مستقبل دكسيا، “سيتم رفع الحل المقترح وهو أيضا نتيجة لمشاورات مكثفة مع جميع الأطراف المعنية لمجلس إدارة دكسيا للحصول على الموافقة”. والمصارف التي تفتقر إلى رؤوس أموال تمنح قروضا أقل، مما يدفع بالمؤسسات والأسر إلى مواجهة صعوبات. وحتى الآن كان البنك المركزي الأوروبي يتكفل بتقديم المساعدة العاجلة للمصارف من خلال إعادة شراء ديون وتأمين سيولة. وهذا يعني أن البنك يقدم قروضا لفترة لا يمكن أن تتجاوز 12 شهرا. وقال روبرت زوليك رئيس البنك الدولي في مقابلة تنشر اليوم في المانيا “حتى الآن حاول الأوروبيون تسوية مشكلاتهم بتقديم مساعدة على شكل سيولة. هذا لا يحل المشكلة بل يسمح بكسب الوقت فقط”. من جهته، قال وزير المالية الألماني ولفجانج شوبل في حديث لصحيفة “فرانكفورتر الجيميني تسايتونج” “علينا التأكد من أن المصارف تملك رؤوس أموال كافية” لمواجهة عجز اليونان عن سداد جزء من ديونها. وأضاف الوزير أن قرار التنازل عن 21% من قيمة سندات ديون اليونان والذي اتخذ في يوليو “قد لا يكون كافيا”. وبعد فترة مماطلة رأت فرنسا أن الوزير الألماني على حق. كما اتفقت باريس وبرلين على انه يعود للمصارف أولا أن تعيد رسملة صناديقها. ويمكنها أن تدخر من أرباحها بدلا من إعادة توزيعها كأرباح من الأسهم ورواتب أو زيادة الرأسمال. لكن ماذا سيحصل إذا فشلت كل الإجراءات وإذا احتاجت المصارف إلى أموال عامة؟ فهنا تختلف المواقف. ففي حين تريد فرنسا أن تكون قادرة على الحصول على أموال من آلية الإنقاذ الأوروبي حفاظا على علامة التصنيف الائتماني الأرفع (ايه ايه ايه)، ترغب ألمانيا في أن تتكفل الحكومات بدفع الأموال اللازمة لذلك. وبحسب صحيفة “فلت ام سونتاج” الصادرة أمس، فان “بوادر تسوية ترتسم في الأفق”. ويبدو أن باريس ستدعم برلين في رغبتها في زيادة قيمة التنازل عن الديون اليونانية. وستوافق ألمانيا من جهتها على السماح لآلية الإنقاذ الأوروبي باقتراض المال من البنك المركزي الأوروبي كأي مصرف خاص كما تريد فرنسا. وحتى الآن تصطدم هذه الاستراتيجية بفيتو البنك المركزي الأوروبي الذي يعتبر انه يقوم بما فيه الكفاية ولا يريد أن يتحول إلى “جهة دائنة كبرى” لمنطقة اليورو. وفي اليونان الأمر الأكثر إلحاحا هو استئناف صرف المساعدة الدولية والأوروبية المجمدة بانتظار صدور تقرير ترويكا الموفدين من البنك المركزي الأوروبي والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي حول أوضاع البلاد. واعتبرت الترويكا أمس الأول أن نتائج التدقيق في حسابات اليونان ستكون “إيجابية” وانه “لا يزال هناك الكثير من العمل الواجب إنجازه”. إلى ذلك، نقلت صحيفة يونانية أمس الأول عن وزير المالية البلجيكي ديديه ريندر قوله إنه يجب مساعدة اليونان لتفادي عدوى مالية على غرار انهيار بنك ليمان براذارز. ونقلت صحيفة بروتو تيما عن ريندر قوله في مقابلة “يجب علينا أن نساعد اليونان لتفادي تكرار ما حدث لليمان براذرز في 2008 ... إذا لم نحل مشكلة الدين اليوناني -أو ما هو أسوأ- إذا كان هناك خطر لانتقال العدوى إلى إسبانيا وإيطاليا.. عندئذ فان أسوأ السيناريوهات ربما يتحقق”. وحذر وزير المالية البلجيكي أيضا من إطالة أمد برنامج التقشف اليوناني. وقال “الإجراءات التي اتخذتها أثينا غير عادية بالنظر إلى الركود الكبير. لكن في مرحلة ما فان استمرار هذه الإجراءات يجب أن يتوقف. هذا غير مقبول على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو حتى الاقتصادي. لا نريد للدواء أن يقتل اليونان”. من جهة أخرى، اتسمت عناوين الصحف اليونانية الصادرة أمس بالاستياء الكبير نظرا لغياب بلادها عن المشاركة في القمة الثنائية التي تعقدها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في برلين لبحث مستقبل أزمة الديون اليونانية التي تهدد البلاد بالإفلاس. وعنونت صحيفة “توفيما” اليونانية القريبة من الحزب الاشتراكي الحاكم في أثينا للقمة بـ”على طريق حل نهائي ميركل وساركوزي يقرران بدوننا خفض الديون بنسبة 50%”. من جانبها قالت صحيفة “كاثيمريني” المحافظة إن “اليونان تبحر في مياه مجهولة”، مشيرة إلى أن قمة برلين ستبحث إجراء خفض كبير للديون اليونانية. وقال وزير المالية الايرلندي مايكل نونان أمس الأول إن هناك اتفاقا عاما على أن البنوك الأوروبية ستحتاج لرأسمال جديد يزيد كثيرا على 100 مليار يورو، مضيفا أن هذه الأموال ستأتي من عدة مصادر منها صندوق إنقاذ منطقة اليورو. وأضاف في تصريحات لـ الصحفيين على هامش منتدى اقتصادي في دبلن “أعتقد أن هناك اتفاقا عاما على أن احتياجات البنوك ستكون أكثر كثيرا من 100 مليار يورو”. وزاد “أعلم أن بعض البنوك الألمانية الكبيرة التي كنت أتكلم معها شخصيا تعتزم جمع أموال من السوق وهكذا سيكون التمويل خاصا. هناك بنوك أخرى ترغب في الاستفادة من صندوق الاستقرار المالي الأوروبي وهناك بنوك أخرى ستعتمد على حكوماتها.. وهكذا ستكون هناك مجموعة من الطرق لفعل ذلك”. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة يونانية أمس الأول عن محمد العريان الرئيس التنفيذي لشركة بيمكو -أكبر مدير لصناديق السندات في العالم- قوله إنه يتعين على اليونان أن تطلب من حملة سنداتها قبول خسائر أكبر من شطب 21% من سنداتهم وهي النسبة المتوقعة حاليا بمقتضى اتفاق وافق عليه زعماء الاتحاد الأوروبي في 21 يوليو. ونقلت صحيفة كاثيميريني الأسبوعية عن العريان قوله في مقابلة “يجب على اليونان أن تسعى إلى خفض للسندات أكبر بكثير من 21%”. وتدير بيمكو أصولا قيمتها 1,2 تريليون دولار ولديها أكبر صندوق للسندات في العالم. وقال العريان في المقابلة “اتفاق 21 يوليو هو بداية لكنه يقل كثيرا عما تحتاجه اليونان لتحمل عبء ديونها المفرط وإيجاد الظروف التي ستعيدها إلى مسار نمو تتوافر له مقومات الاستمرارية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©