مقال

"الفائض النفطي الثقيل".. بقلم - جيم جوباك: صدق أو لا تصدق، هناك فائض وفير من النفط، لكنه فائض من النفط الخام الثقيل الغني بالكبريت، الذي تصعب تنقيته وتكريره، والذي لا يمكننا الاستفادة منه في ضخ الغاز، لكن بالإمكان تحويل هذا الفائض النفطي الى مبالغ نقدية هائلة من خلال ثلاث طرق عملية ومُرْبِحَة· ولا يجب أن تتجه توقعاتنا نحو تكلفة عمليات الضخ، بالرغم من أن الفائض النفطي الذي نتحدث عنه ليس سوى نفط خام ثقيل غني بالكبريت، وغير قابل للتكرير، أو التنقية الى البنزين· وتبقى عملية الإمداد بالنفط الخام الخفيف الصالح للتكرير إلى بنزين من العمليات المضمونة بما يكفي لجعل الأسعار بمثابة عامل لسد النقص، وهذا بحد ذاته يعد أمرا بعيدا كل البعد عن مفهوم الربح· لكن يجب أن يلعب هذا الفائض في النفط الثقيل دورا في تحويل الانتباه الى مكامن الربح الخفية في سوق النفط· ويذكر أن شركات النفط القليلة التي ركزت على تكرير النفط الثقيل قد سجلت أرباحا قياسية على كل برميل أنتجته من النفط الثقيل· وجوهر المشكلة التي يواجهها مستهلكو البنزين وشركات النفط يتمثل في عدم توفر ما يكفي من النفط الخام الخفيف لتلبية الطلب· وبما أن هناك فائضا من النفط الخام الثقيل الغني بالكبريت، فإن برميلا واحدا منه ينتج حوالي ثلث الكمية الناتجة عن النفط الخام الخفيف، في حال كان بالامكان تكريره· الجدير بالذكر أن كثيرا من المصافي، وعلى وجه أخص في آسيا، غير قادرة على الاستفادة من النفط الخام الثقيل· والنتيجة نقص في كمية النفط الخام الخفيف، وفائض في النفط الخام الثقيل والغني بالكبريت· الأمر الذي يؤدي الى ارتفاع أسعار النفط الخام الخفيف مقارنة بأسعار النفط الخام الثقيل· والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما حجم الفائض في النفط الخام الثقيل؟ تشير التقديرات الى أن حجم الفائض كبير جدا· وحسب تقارير إدارة الطاقة الأميركية، فقد بلغ سعر برميل نفط بوني النيجيري الخام الخفيف، في يونيو من العام الماضي، حوالي 71,65 دولار بينما بلغ سعر برميل النفط السعودي الثقيل حوالي 58,70 دولار في الفترة ذاتها· وتعد المملكة العربية السعودية من أكبر الدول المنتجة للنفط الخام الثقيل· ويذكر أنه في مايو من العام الماضي اضطرت المملكة العربية السعودية الى تخفيض انتاجها· أما ايران، والتي رفضت التحدث عن فائضها النفطي من النفط الخام الثقيل، قد بدأت بالفعل بتخزين بعض فائض الانتاج في ناقلات بترولية· وقد تمت الاشارة الى أن اجمالي الفائض المخزن في تلك الناقلات ربما يصل الى ما يعادل 20 مليون برميل· ولا يبدو أن بالامكان التخلص من مشكلة الفائض النفطي الثقيل عما قريب· ويذكر أن طاقة الانتاج الاحتياطية المحدودة للعالم أجمع في منطقة الشرق الأوسط تتألف من احتياطي النفط الخام الثقيل الغني بالكبريت· كما أن أغلبية حقول النفط المكتشفة حديثا تنتج نفطا ثقيلا غنيا بعنصر الكبريت· وحسب تقديرات وكالة الطاقة العالمية، فإنه من أجل أن تتمكن آسيا و الباسيفيك من تلبية احتياجاتها النفطية من المناطق حيث تم اكتشاف النفط الخام الثقيل فقط، فإن عليها إضافة مليون برميل يوميا من النفط المكرر بحلول عام ·2015 ''جوباكز جورنال''