السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مائدة العالم..!

16 فبراير 2010 21:06
عندما بدأت صناعة السياحة كانت تعتمد في البداية على عنصرين، الأول توفير مكان للنوم، والثاني توفير أماكن لتناول الطعام، وبعد ذلك تأتي عناصر السياحة الأخرى من ترفيه ومزارات ومشاركة في مؤتمرات أو أعمال أو علاج أو غيره. المهم أن المبيت وتناول الطعام هما العنصران الأساسيان، لذلك كان تنوع الطعام ومحليته، وطريقة الطهي من ثقافات الشعوب، وبدأت بعض الدول تشتهر بأكلات معينة يحلم بها السائح ويقبل عليها، ويعتبر تناولها جزءاً أساسياً من رحلته. من هذا المنطلق تأتي أهمية مهرجان أبوظبي لفنون الطهي “جورميت” ذلك المهرجان الذي يتم تنظيمه للسنة الثانية، ويشارك فيه نخبة من أهم وأكبر طهاة العالم، والذي حظي هذا العام بحضور مجموعة من الطهاة أو “الشيفات” الكبار المشاهير على مستوى العالم، ليتنافسوا في أجواء حميمية مرحة، تتميز بالفخامة ومشاركة جماهيرية كبيرة. وعلى الرغم من وجود إقبال من الأسماء الكبيرة في هذا العالم على المشاركة في المهرجان، فقد كانت أغلبية المشاركين في المهرجان من الطهاة العاملين في السوق المحلي، وهو أمر يساهم في رفع مستوى الطعام والمأكولات المقدم في أبوظبي بشكل خاص، وفي الإمارات بشكل عام، فهنا تختلط الثقافات وتتنوع وتتنافس، وتكون النتيجة في النهاية في صالح السائح والمستهلك. الأمر الأهم الذي حققه المهرجان هو تسليط الضوء على الجنود المجهولين في المطابخ، وإخراجهم إلى دائرة الضوء والاهتمام والعمل بحرية وإبداع بعيداً عن الأطباق المقيدين بها، كان كل منهم يشعر بالسعادة وهو يتجاوب مع الجمهور مباشرة ويشرح لهم ويقدم لهم ما أبدعه، ويستمع منهم مباشرة إلى التعليقات والآراء. وهناك جانب آخر وهو الاهتمام الإعلامي بمسألة الطعام وفنون الطهي، وما تقدمه الفنادق والمطاعم الفاخرة من مأكولات، وهو اهتمام طبيعي من وسائل الإعلام، فما بالك لو تجمع كل هؤلاء في مكان واحد، ليكونوا هم أنفسهم وجبة دسمة لرجال ووسائل الإعلام، لذلك حظي المهرجان بتغطية واسعة من وسائل إعلامية مهمة، وإذا أضفنا إلى ذلك إقامة المهرجان في منشآت فندقية فخمة، نكون قد ضربنا عصفورين بحجر، وقدمنا إمكاناتنا السياحية في وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية ضمن وجبة إعلامية متكاملة، من مهرجان فنون الطهي. ربما لم يدرك الكثيرون أهمية هذا المهرجان عندما تم الإعلان عنه العام الماضي، ولم يفهم البعض مدى أهميته، والفرص المتاحة أمامه للنجاح والمنافسة، ولكن مع الدورة الثانية، والمشاركات العالمية، والاهتمام الإعلامي، بدأت ملامح هذا المهرجان في الاتضاح، لتضع أبوظبي على خريطة المدن المشهورة بالطعام الفاخر والمستوى المتميز في فنون الطهي، ويمكن أن نضيف على ذلك التنوع الكبير في ثقافة الطعام في السوق المحلي، وكل ذلك يجعل من أبوظبي مدينة متميزة في فن الطهي، فهي تقدم ثقافات وفنون الطعام في العالم كله على مائدة واحدة، وتستضيف سنوياً أحد أهم مهرجانات الطعام والطهي، وأهم الطهاة في العالم أيضاً. وسوف تعلن الجوائز خلال أيام، ولكن ربما لا تهم نتائج المنافسات ومن يحصل على الجوائز، بقدر ما يهمنا وجود عنصر جديد من عناصر الجذب، والترويج السياحي. حياكم الله.. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©