الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العنف الأسري أول الطريق لانحراف الأبناء

20 يناير 2007 00:54
تحقيق ـ منيرة جاسم: القسوة في المعاملة والضرب المبرح والتفنن في إنزال العقوبات النفسية والجسدية والحرمان من العطف والحنان من المشاكل التي يتعرض لها الأبناء في المنازل، مما يخلق بيئة أسرية غير صحية عند غياب التراحم والترابط، ويضيع على إثرها الكثير من حقوق الأبناء·· والنتيجة جو أسري متوتر ينتظر لحظة الصفر، والتي غالبا ما يكون التفكك وضياع الأبناء· والباحث في أحوال الأبناء والفتيات من المراحل العمرية المختلفة في بعض الأسر يجد آثار العنف الأسري حقيقة تؤكد أن الأبناء اليوم يواجهون ضغوطات مختلفة من الوالدين أو من الظروف التي تفرضها الحياة على الأسرة ككل، خاصة مع التوسع في وسائل الإعلام المرئي، وانتشار الرفقة غير الصالحة، وانشغال الوالدين بالعمل، وبالتالي غياب الرقابة من قِبَلهما، والنتيجة علاقات فاترة تحتاج إلى إعادة النظر فيها· التحقيق التالي يسلط الضوء على قضية العنف الأسري وضرب الأبناء مع اتساع الظاهرة في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت خطرا يهدد أمن واستقرار المجتمع· نورة طالبة في المرحلة الابتدائية، سلوكها العدائي أرّق إدارة المدرسة، بالإضافة إلى عدم تمكن إدارة المدرسة من الاتصال بولي أمرها، فتبين لديها لاحقا أن أكثر ما تعانيه الطفلة هو قسوة والدها وحرمانه لها ولأشقائها من كل شيء ويحزنها أن والدها يتطاول بالضرب والإساءة على والدتها بشكل يومي، وتتطلع لأن يصبح والدها أفضل حالا مما هو عليه· سلطان طالب في المرحلة الثانوية·· كثير المشاكل يثير الشغب والفوضى داخل المدرسة وخارجها، له سلوكيات عدوانية مع زملائه ومعلميه· حاولت إدارة المدرسة استيعابه وامتصاص سلوكه العدائي، وبالسؤال عن وضعه الأسري تبين أن أسرته مفككة، حيث إن والديه منفصلان لكثرة الخلافات بينهما، حتى أن المشاكل لم تنته بعد طلاقهما، ويعيش سلطان حاليا في منزل جده هو وأخوته الصغار· طفل آخر اسمه أحمد في المرحلة الابتدائية، تضربه والدته بشكل عشوائي دون مبرر، كما توضح الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة· وقالت إنها استدعت والدة الطفل بعد أن تراجع مستواه الدراسي بشكل ملحوظ، كما أن مظهره الخارجي أصبح مهملاً· فعرفت الإدارة أن الأم لم تعد تتابع ابنها كالسابق، بل أصبحت تضربه وتقسو عليه بصورة مستمرة هو وإخوته خاصة بعد ارتباط زوجها بأخرى وإهماله لأسرته الأولى، فأصبحت الأم عنيفة في سلوكها تجاه أطفالها، تقسو عليهم وتهملهم وترى أن أطفالها يستحقون ذلك بعد زواج والدهم! وتقول سمية الطالبة في المرحلة الثانوية إن والدها في السجن نتيجة تعاطيه المخدرات، وأمها تركت المنزل بعد أن حصلت على الطلاق وتزوجت بآخر، وتعيش مع أسرة أخيها الأكبر هي وإخوتها الستة· وأضافت سمية أن زوجة أخيها تشكل مشكلة كبيرة في حياتهم فهي تحرّض أخاهم على ضربهم بشكل مستمر في حال تقصيرها وأخواتها في أداء الواجبات المنزلية وعدم رعايتهم لأبنائها، كما أنها تحرمهم من أبسط حقوقهم وتذكرهم دوما بوضع والديهم! العنف في التربية ترى أحلام يحيى الشاطري الأخصائية النفسية في منطقة العين التعليمة أن العنف عامة هو إلحاق الأذى والضرر بالآخرين سواء أكان ذلك العنف لفظيا أو جسديا، وينشأ في الأسرة من خلال التربية والتنشئة التي يمارسها الوالدان تجاه الأبناء· حيث تتسم معاملتهم بالقسوة والعنف وبالتالي يتولد شعور العنف لدى الطفل ويستمر معه حتى الكبر، بخلاف التربية السلمية التي تخلق جوا أسريا هادئا، وتوفر استقرارا نفسيا أكثر للأبناء· وحول أسباب ظهور العنف داخل الأسرة، تقول الشاطري إن السلوك العدواني من قِبل أحد الوالدين أو كليهما يكون بسبب ظروف النشأة والتعرض للعنف في الصغر، وبالتالي يلجأ الأب أو الأم إلى ممارسة العنف ضد الأبناء ويقسو عليهم بشكل مباشر كالضرب والإساءة الجسدية والإساءة اللفظية، أو بصورة غير مباشرة كالحرمان وعدم تلبية احتياجاتهم وقلة الرعاية· غياب العاطفة وأوضحت الأخصائية النفسية في منطقة العين التعليمية أن غياب العاطفة الأبوية تشكل حاجزا بين الأبناء وآبائهم، فيخشون من الحديث مع والديهم أو التقرب منهم، وتصبح علاقة الطفل بوالديه ممتزجة بالخوف والرهبة من ردة الفعل إزاء أي تصرف يصدر منهم، مؤكدةً أن لوسائل الإعلام دورا فعالا ومؤثرا في خلق السلوك العدواني لدى الطفل، خاصة أنها تعرض أفلام العنف والجريمة بشكل هائل ومستمر، بالإضافة للألعاب الإلكترونية وأفلامها العنيفة المليئة بالإثارة والتي تحفز السلوك غير السوي عند الطفل· وأكدت الشاطري أن العنف الأسري يعكس آثاره السلبية على شخصية الطفل، فيتحول لشخص عدواني، غير مكترث بمشاعر الآخرين، ويبدأ بالتعدي على زملائه ومعلميه في المدرسة، ويصبح شخصا مخربا وغير محافظ على المرافق العامة ويخرج عن اللوائح والقوانين بشكل مستمر· وأضافت الشاطري أن من آثار العنف المنزلي ضد الأطفال تراجع التحصيل الدراسي للطفل حيث ينشغل تفكيره حول كيفية تطوير سلوكه العدواني للتخريب وإيذاء زملائه في المدرسة وخارجها ويطمح دوما لخلق الفوضى في الفصل الدراسي·وقالت الأخصائية النفسية في منطقة العين التعليمية: إن ما لا شك فيه أن العنف الذي يمارس ضد الأطفال داخل الأسرة أصبح خطرا على الفئتين (الذكور والإناث) على حد سواء، والأهم من ذلك أن العنف الأسري في ازدياد مستمر وآثاره بدأت تتجلى واضحة في ردود أفعال الأطفال والمراهقين، وهو ما بدأ بعرقلة مسيرة التعليم وانشغال إدارات المدارس بمتابعة سلوكيات الطالب أكثر من متابعة تحصيله العلمي· وتعمل دولة الإمارات على محاربة العنف والجريمة، فقد تنوعت المراكز والمؤسسات التي تقدم المساعدة وتمد يد العون لمختلف الأفراد، ومن بين تلك المؤسسات مراكز الدعم الاجتماعي التابعة لإدارة الشرطة المجتمعية بإمارة أبوظبي، حيث تولي هذه المراكز اهتماماً بمعالجة مختلف القضايا والمشكلات الأسرية والاجتماعية من منطلق تحقيق غايتها المتمثلة في شعار ''مجتمع بلا جريمة، أسرة مستقرة، فرد آمن''· مراكز للرعاية ويؤكد العقيد نجم عبدالله الحوسني مدير إدارة الشرطة المجتمعية بشرطة أبوظبي حرص مراكز الدعم الاجتماعي على تنمية قنوات الاتصال، والتعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات المعنية، للعمل على وقاية المجتمع من الآثار السلبية للمشكلات الأسرية والاجتماعية وانعكاساتها على أمنه، مشيرا إلى أن أبرز هذه المشكلات ''مشكلة العنف ضد الأطفال'' كأحد المظاهر الاجتماعية الخطيرة التي يجب السيطرة عليها نظرا لعواقبها التي لا تؤثر فقط على مستقبل وحياة الطفل بل تنعكس سلبياً على الأسرة والمجتمع· وتحدث الحوسني عن الآثار الاجتماعية والنفسية الناجمة عن سوء معاملة الطفل، موضحاً أن الأطفال المعرضين للإساءة بكافة أشكالها يكونون أكثر عرضة للمشاكل والصعاب التي تؤثر على سلوكهم وعلاقاتهم بشكل سلبي، وبالتالي ينعكس ذلك على علاقة الطفل بمحيطه وخوفه من الاتصال بالآخرين، بالإضافة إلى المشاكل السلوكية التي تظهر على الطفل وتقوده إلى حد الانحراف· مخاطر الإساءة وأضاف العقيد الحوسني ''ينتاب الطفل جراء إساءة المعاملة شعور بالذنب والخوف وعدم الإحساس بالأمان، وقد يصل إلى إيذاء النفس في بعض الأحيان، وفي المقابل نلاحظ أن التفكك الأسري وعدم وعي بعض الآباء بأهمية أطفالهم باعتبارهم نعمة من الله سبحانه وتعالى وأمانة لابد من رعايتها والمحافظة عليها، دوافع وعوامل تنعكس سلبياً على الطفل وكيفية التعامل معه''· الاهتمام بالأسرة شدد العقيد نجم الحوسني مدير إدارة الشرطة المجتمعية بشرطة أبوظبي على أهمية تكاتف جميع المؤسسات المعنية للتصدي لمثل هذه المشكلة واتخاذ كافة التدابير لمعالجتها· كما دعا الأسرة باعتبارها البيئة الأولى التي ينمو فيها الطفل والمسؤولة عن تربيته وتنشأته إلى توفير الرعاية بشتى أنواعها، وبتوفير الأمن والحماية لأبنائهم من كافة أشكال الإساءة والإهمال بصورة تضمن سلامتهم واستقرارهم نفسياً وذهنياً، فالوقاية خير من العلاج· كما شدد على أهمية تكثيف الحملات التوعوية من خلال وسائل الإعلام بمخاطر العنف والآثار المترتبة عليها، وتوعية الأسرة بالدرجة الأولى بأساليب التربية الصحيحة والمثلى والالتزام بتعاليم الدين الحنيف في تهذيبهم ورعايتهم لأبنائهم· نماذج·· وأنواع وفيما يتعلق بأشكال ونماذج العنف التي يتعرض لها الطفل أوضح العقيد نجم الحوسني بأن العنف ليس له طابع معين بالتحديد، فالطفل قد يتعرض في وقت واحد لجميع أشكال العنف والتي نحصرها في أربعة أشكال رئيسية:- أ- الاعتداء الجسدي من خلال تعرض الطفل للضرب واللكم والعض والحرق أو أية إصابات بدنية أخرى تؤذي الطفل، ويتمثل أيضاً الاعتداء الجسدي للطفل عن طريق مبالغة الوالدين أو أحد أفراد الأسرة في التأديب أو العقاب البدني غير المناسب لعمر الطفل (حرمانه من الطعام، تكليفه بالأعمال الشاقة)· ب- الاعتداء الجنسي وهو تعرض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي بالقوة، ويشمل (الاغتصاب، اللواط، التحرش الجنسي من خلال ملامسة الطفل وتقبيله بطريقة غريبة، بالإضافة إلى استغلال الطفل جنسياً عبر الصور الخليعة والمواقع الإباحية) ج- الاعتداء العاطفي، ويمكن وصفه بالنمط السلوكي الذي يهاجم النمو العاطفي والاجتماعي لدى الطفل وصحته النفسية وإحساسه بقيمته الذاتية، ويشمل (الشتم والتحبيط والترهيب والسخرية والنقد اللاذع والتجاهل)· د- الإهمال بأنواعه المختلفة الجسدية والتربوية والصحية والعاطفية، حيث يتعرض عدد كبير من الأطفال للإهمال الذي يعبر عن الفشل في توفير الرعاية المناسبة للطفل، شأن المسكن والملبس والغذاء والتربية والتعليم، بالإضافة إلى التوجيه والرعاية الصحية وإشعاره بالأمن والأمان وغيرها من الاحتياجات الأساسية الضرورية لتنمية القدرات الجسدية والعقلية والعاطفية عند الطفل· علاج الحالات أما عن الإجراءات الوقائية والجهود التي تبذلها مراكز الدعم الاجتماعي مع المؤسسات التربوية في هذا الصدد، أكد الحوسني بأن مراكز الدعم الاجتماعي استطاعت أن ترصد وتعالج عددا من حالات الإساءة والإهمال في مختلف المؤسسات التربوية من خلال التنسيق والتعاون الايجابي مع المناطق التعليمية بإمارة أبوظبي والهيئة العامة للخدمات الصحية، حيث يتم دراسة هذه الحالات ومعرفة أسبابها الحقيقية وصولاً لطريقة العلاج المناسبة· وأوضح مدير إدارة الشرطة المجتمعية بشرطة أبوظبي أن المركز يحرض على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهذه الحالات والمتابعة اللاحقة لها، بالإضافة إلى الدور التوعوي الذي تلعبه من خلال تنفيذ مختلف البرامج الإرشادية المتمثلة في إلقاء العديد من المحاضرات وورش العمل للطلبة وأولياء أمورهم والهيئة التدريسية لتعريفيهم بخطورة المشكلة وانعكاساتها السلبية والوسائل العلاجية المناسبة لمواجهتها، كما يحرص المركز على تفعيل دور الطالب المدرسي ودعم اهتماماته وتنمية مهاراته وتوجيه طاقاته نحو العمل الإبداعي المنتج عن طريق إشراكه في العديد من الأنشطة والفعاليات المجتمعية، والتي تسهم في تطوير قدراته وتنمية روح المسؤولية لديه· وأضاف الحوسني أن مراكز الدعم الاجتماعي تعمل على تقديم خدمات الإرشاد والتوجيه للطلبة وأولياء أمورهم من خلال وسائل الاتصال المختلفة كالبروشورات والكتيبات والنشرات التوعوية حول مشكلة العنف الأسري لتنمية الوعي لديهم وتبصيرهم بطرق الوقاية· دراسة حول الظاهرة أجريت بعض الدراسات المحلية حول العنف الأسري، في المجتمع الإماراتي، وتناولت العينة المختارة من إحدى الدراسات مجموعة من المستهدفين ليس فقط من الإماراتيين وإنما ممن يعيشون على أرض الإمارات، الدراسة الأولى كانت بعنوان (العنف في مجتمع الإمارات)، وهي عبارة عن دراسة ميدانية أجريت على طلاب جامعة الإمارات، عرضت في ندوة العنف: دراسات في الأسباب والنتائج، بإمارة الشارقة في ديسمبر ،2004 وهي من إعداد الدكتور محمد المطوع والأستاذ طه حسين والأستاذة منى السويدي· وتناولت عينة الدراسة 269 طالباً وطالبة، وهم من عدة كليات مختلفة في جامعة الإمارات، ومعظم أفراد العينة من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تناولت الدراسة المستوى التعليمي لكل من الوالدين، ومدى كفاية الدخل الأسري· وأظهرت الدراسة الميدانية أن 33,5 % من أفراد العينة تعرضوا للعنف، وأن نسبة الإناث كانت أكثر من نسبة الذكور في تعرضهن للعنف، هذا بالنسبة للتعرض للعنف بشكل عام· أما بالنسبة لنوع العنف الذي تعرضوا له فقد بينت الدراسة أن الضرب يأتي في المرتبة الأولى، حيث بلغت نسبته 45,6 %، يليه الشتم وبنسبة 30 %، ومن ثمّ الشتم والضرب معاً بنسبة 14,4 %، وأخيراً الحرمان حيث بلغت نسبته 8ر7%، وانخفضت نسبة الاعتداء الجسدي، وهذا مؤشر جيد، حيث إن مجتمع الإمارات يكاد لا يكون فيه هذا النوع من العنف المستخدم ضد أفراد العينة· كما وضحت الدراسة أن الذكور أكثر تعرضاً للضرب من الإناث، بينما الإناث الأكثر تعرضاً للشتم، أما بالنسبة للحرمان فقد تساوت نسبة الذكور مع الإناث· وأما عن المراحل التي تعرضوا فيها للعنف، فأظهرت الدراسة أن مرحلة الطفولة هي المرحلة الأكثر عرضة للعنف بنسبة 1ر49%، تليها مرحلة المراهقة 6ر26%، وتنخفض النسبة في مرحلة الشباب، ولكن هذا لا يعني أن من تعرض للعنف في مراحل حياته الأولى لن يؤثر هذا على سير حياته· ضحية عنف أسري يتحدث: رغم معاناتي فأنا مصمم على مواصلة مشوار الحياة تلقى خلف من والده أشكالا من القسوة والحرمان في طفولته، كما أنه لم يحصل على حقه في التعليم لأن الضغوطات في المنزل كبيرة، وخوفه من أن يترك والدته تحت وطأة عنف أبيه المتواصل كانت تقلقه وتزعجه، فترك الدراسة وفضل البقاء بالقرب من والدته الأم الحنون التي تحملت كل ذلك العذاب في سبيل أن تبقى الأسرة تحت سقف واحد، وحاولت جاهدة أن تحث أبناءها على مواصلة التعليم، ولكن التحصيل الدراسي عند أبنائها جميعا كان متدنياً، والسبب المشكلات المتتالية بينهم وبين والدهم الذي لم يعرف الرحمة أو العطف! كان يضربنا بالأدوات الحادة ويربطنا على الأعمدة في الظلمة - عبارة استهل بها خلف حديثه عن والده - حيث تفنن والدهم في طرق التعذيب والضرب المبرح، واستخدم وسائل متنوعة في إنزال العقوبات الجسدية والنفسية· من العنف إلى الإعاقة وأضاف خلف ''لم أكن الشخص الوحيد الذي ينزل علي سخط والدي، بل كان الجميع بمن فيهم والدتي التي كانت تهان أمام أعيننا، حيث زرع والدي الحقد والضغينة في قلوب أطفاله وفكك الأسرة''· وأكمل خلف قصة معاناته قائلا ''تزوجت من فتاة آسيوية وأنجبت لي طفلا، إلا أنه استنكر زواجي منها فطردني من المنزل·· فخرجت وأنا لا أرى من الدنيا سوى أب قاس يبخسني أقل حقوقي، ونتيجة للضغوطات النفسية التي شوشت تفكيري تعرضت لحادث تدهور خطير، أنقذتني العناية الإلهية من الموت وكتب لي عمر جديد في هذه الحياة·· ولكن هذه المرة على كرسي متحرك، فالحادث الأليم أفقدني القدرة على المشي''· ويستطرد خلف ''إلا أن مشاكلي لم تنته، وفُتح لي من الابتلاء باب جديد·· فحرمتني زوجتي من طفلي وطردتني بالرغم من عجزي وإعاقتي، فلم أر منها سوى الإذلال والإهانة، لتتلقاني والدتي الأم الصبورة''· رغم ذلك مازال ''خلف'' يحاول إعادة بناء حياته، ويطمح في أن يضع قدمه على المسار السليم رغم كل الظروف المريرة التي عانى منها ولا يزال· وقال: ''إنني أدعو لوالدي بنية خالصة أن يهديه الله وينزع من قلبه الشرور والقسوة، وأن نحظى بأسرة متماسكة ومتحابة· ولم أفقد الأمل، فأنا عازم على المضي في مشوار الحياة رغم قسوة الظروف''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©