خورشيد حرفوش (أبوظبي)
سيكولوجيا النمو تهتم بمراحل نمو الطفل المختلفة. والنمو بطبيعته عملية «كُلية»، ومن الطبيعي أن تسير جوانب النمو المختلفة في اتجاه واحد، وهو ما يمكننا من التنبؤ بمعدل النمو في أحد الجوانب، فإذا كان هناك طفل ينمو ذكاؤه بمعدل أعلى من المتوسط فيمكن التوقع بأن نموه الجسمي سيكون أعلى من المتوسط أيضاً، والعكس صحيح أيضاً فقد يكون التأخر في أحد المهارات الحركية كالمشي مثلاً دليل على التأخر في الذكاء. كما أنه لا يوجد نمط أو نموذج مثالي لمعايير النمو، وليس هناك أوقات ومواعيد ثابتة لكل سلوك حتى لا يقع الناس أسرى «الساعة الاجتماعية» التي يحكمون بها على كل نشاط من أنشطة أو سلوكيات الطفل، ويقررون أنه جاء في وقتة تماماً، أو أنه مبكر أو متأخر.
الدكتور باسل شعبان، اختصاصي الأطفال في مستشفى النور في أبوظبي، يرى أنه من الأهمية أن نعلم بأن نمو الطفل حلقات متصلة، وعملية مستمرة، بمعنى أن التغيرات التي تحدث للفرد في مختلف جوانبه لا تتوقف طوال حياته، وحيث يغلب على هذه التغيرات طابع البناء في المراحل الأولى من العمر. والنمو بهذا المعنى سلسلة من الحلقات يؤدي اكتساب حلقة منها إلى ظهور الحلقة التالية. فإذا أخذنا النمو الحركي مثلاً في الشهور الثلاثة التي تعقب الميلاد، سنجد أن الطفل يمر بالتطورات الآتية: انتصاب الرأس، ثم الجلوس، فالحبو، فالوقوف، فالمشي، والقفز، والتسلق، ولا بد أن تتم هذه العمليات بنفس الترتيب، فلا يمكن أن يمشي الطفل قبل أن يقف، ولا يمكن أن يجري ويقفز قبل أن يتعلم المشي.. وهكذا.
ومن الخصائص التي تعتبر الوراثة مسؤولة عنها الصفات الجسمية لدى الفرد كلون العينين والشعر وشكل الأنف والطول والوزن، أما العامل الثاني فيتمثل في البيئة التي ينشأ فيها الطفل، بكل مقوماتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والديموجرافية والجغرافية أيضاً، وكل ما يتعلق بعوامل التنشئة الاجتماعية.
يكمل الدكتور شعبان: «مرحلة الوليد، هي الحلقة الأولى من حلقات النمو، ما أن يولد الطفل، فإن عليه أن يواجه ظروف البيئة الجديدة، يلاحظ قيامه ببعض العمليات الضرورية للحياة كالتنفس والهضم والإفراز والنوم. ويستغرق الطفل الأسبوعين الأولين حتى يتأقلم مع هذه التغيرات. وتختلف سرعة النمو البيولوجي باختلاف عمر الطفل لذا أوجز مظاهر هذا النمو في المراحل المميزة لمرحلة ما بعد الميلاد والمتمثلة في مرحلة المهد، ومرحلة الطفولة المبكرة ومرحلة الطفولة المتوسطة والمتأخرة.
ومن مظاهر النمو الفسيولوجي في هذه المرحلة، أن نجد التنفس، وضربات القلب أسرع وضغط الدم أضعف مقارنة بالكبار، ويحتاج الطفل للرضاعة كل 3 - 4 ساعات تقريباً، ويحتاج للتبرز أربع أو خمس مرات في اليوم ويتبول حوالى 12- 18 مرة في اليوم، ويقض معظم وقته في النوم.
أما فيما يتعلق بمظاهر النمو الحركي للطفل، يقول الدكتور شعبان: يلاحظ أن الطفل يقضي معظم الوقت مستلقياً على ظهره، وحركاته عشوائية وتلقائية وغير منتظمه، ويتسم سلوكه الحركي بالفزع والابتسام والانتفاض.
بحلول الشهر الثالث، تلاحظ الأم أن الطفل يستجيب لمن يناغيه بتوزيع الابتسامات إذا ما نظرت مباشرة في عينيه، ويبدأ في التحكم بعضلات اليد، وعندما يسمع صوتها، قد ينظر إليها، ويبدأ بالقرقرة، والمناغاة، فهي بداية مهارات التخاطب لديه؛ لذا نلفت الانتباه إلى أهمية ذلك خلال تغيير الحفاضات وارتداء الملابس، لأن ذلك يساعد على تطوير مهاراته في التواصل.
توزيع الابتسامة
توزيع الابتسامة
بحلول الشهر الثالث، تلاحظ الأم أن الطفل يستجيب لمن يناغيه بتوزيع الابتسامات إذا ما نظرت مباشرة في عينيه، ويبدأ في التحكم بعضلات اليد، وعندما يسمع صوتها، قد ينظر إليها، ويبدأ بالقرقرة، والمناغاة، فهي بداية مهارات التخاطب لديه، لذا نلفت الانتباه إلى أهمية ذلك خلال تغيير الحفاضات وارتداء الملابس، لأن ذلك يساعد على تطوير مهاراته في التواصل.
عدد اليوم
